الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القداس الباسيلي/ صلاة الصلح»

من كوبتيكبيديا
اذهب إلى التنقلاذهب الى البحث
Gerges
Gerges (نقاش | مساهمات) (نقل Gerges صفحة صلاة الصلح إلى القداس الباسيلي/ صلاة الصلح دون ترك تحويلة)
ط
سطر ٢٠٣: سطر ٢٠٣:
==== اللاهوت الكتابي لصلاة الصلح ====
==== اللاهوت الكتابي لصلاة الصلح ====


* صلاة الصلح:
* '''صلاة الصلح:'''
أكد السيد المسيح انه لا فائدة للذبيحة المقدّمة إذا لم تنبع من موقف محبّة وتسامح مع الآخرين “إذا كنت تقدم قربانك إلى المذبح وتذكرت هناك أن لأخيك شيئاً عليك، فاترك قربانك عند المذبح هناك، واذهب أوّلاً وصالح أخيك، ثم تعال وقدم قُربانك” (متى5: 23-24). ومن هذا المنطلق الكتابي المسيحي، وضِعتْ صلاة الصلح قبل كلام التقديس، أي قبل تحوّل الخبز والخمر لجسد ودم الرب. لتؤكد على:
أكد السيد المسيح انه لا فائدة للذبيحة المقدّمة إذا لم تنبع من موقف محبّة وتسامح مع الآخرين “إذا كنت تقدم قربانك إلى المذبح وتذكرت هناك أن لأخيك شيئاً عليك، فاترك قربانك عند المذبح هناك، واذهب أوّلاً وصالح أخيك، ثم تعال وقدم قُربانك” (متى5: 23-24). ومن هذا المنطلق الكتابي المسيحي، وضِعتْ صلاة الصلح قبل كلام التقديس، أي قبل تحوّل الخبز والخمر لجسد ودم الرب. لتؤكد على:


* يا الله العظيم الأبدي
* '''يا الله العظيم الأبدي'''


-  عظمة الله وأبديته، متبعة في ذلك صلوات أنبياء العهد القديم التي غالباً ما كانت تبدأ بهذا التأكيد، ونذكر على سبيل المثال صلاة إرميا النبي التي قال فيها: “أيُّها الإلهُ العظيمُ الجبَّارُ، الربُّ القديرُ اسمُهُ. عظيمٌ أنتَ في المشورة، وقديرٌ في العمل” (إرميا32/18ب-19).
-  عظمة الله وأبديته، متبعة في ذلك صلوات أنبياء العهد القديم التي غالباً ما كانت تبدأ بهذا التأكيد، ونذكر على سبيل المثال صلاة إرميا النبي التي قال فيها: “أيُّها الإلهُ العظيمُ الجبَّارُ، الربُّ القديرُ اسمُهُ. عظيمٌ أنتَ في المشورة، وقديرٌ في العمل” (إرميا32/18ب-19).


* الّذي جبل الإنسان على غير فساد
* '''الّذي جبل الإنسان على غير فساد'''


- الإنسان خُلق على غير فساد، لأن الكتاب المقدس يذكر صراحة أن الإنسان خلق على صورة الله ومثاله، “فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خَلَقَ البشر، ذَكَراً وأُنثى خلقهما” (تكوين1: 26-27) [87]، كما يذكر الكتاب أن الله عندما نظر إلى كلّ ما صنعه “رأى أنّه حسنٌ جداً” (تكوين1: 31).
- الإنسان خُلق على غير فساد، لأن الكتاب المقدس يذكر صراحة أن الإنسان خلق على صورة الله ومثاله، “فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خَلَقَ البشر، ذَكَراً وأُنثى خلقهما” (تكوين1: 26-27) [87]، كما يذكر الكتاب أن الله عندما نظر إلى كلّ ما صنعه “رأى أنّه حسنٌ جداً” (تكوين1: 31).


* الموت الّذي دخل إلى العالم بحسد إبليس هدمته، بالظهور المحيّ الّذي لابنك الوحيد الجنس ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.
* '''الموت الّذي دخل إلى العالم بحسد إبليس هدمته، بالظهور المحيّ الّذي لابنك الوحيد الجنس ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.'''


- هذا الخلق البديع والحسن جداً تشوّه بالخطيئة، التي تمّت بحسد إبليس، وهذه العبارة مذكورة صراحة في سفر الحكمة “خلق الله الإنسان لحياة أبديّة، وصنعه على صورته الخالدة، ولكن بسبب حسد إبليس دخل الموت إلى العالم” (حكمة2: 23-24).
- هذا الخلق البديع والحسن جداً تشوّه بالخطيئة، التي تمّت بحسد إبليس، وهذه العبارة مذكورة صراحة في سفر الحكمة “خلق الله الإنسان لحياة أبديّة، وصنعه على صورته الخالدة، ولكن بسبب حسد إبليس دخل الموت إلى العالم” (حكمة2: 23-24).


* وملأت الأرض من السلام الّذي من السموات،هذا الّذي أجناد الملائكة يمجدونك به قائلين: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة.
* '''وملأت الأرض من السلام الّذي من السموات،هذا الّذي أجناد الملائكة يمجدونك به قائلين: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة.'''


- خطيئة الإنسان لا تعطل محبّة الله، هذه المحبّة التي بظهورها في شخص الابن، يسوع المسيح، هَدمتْ تلك الهُوّة التي كانت بين الله والإنسان، وملأت الأرض من السلام السمائي، الّذي يصفه القديس بولس بأنه سلام يفوق كلّ وصف وكل إدراك، سلام أنشدت به الملائكة “المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام والناس المسرة” (لوقا3: 14).
- خطيئة الإنسان لا تعطل محبّة الله، هذه المحبّة التي بظهورها في شخص الابن، يسوع المسيح، هَدمتْ تلك الهُوّة التي كانت بين الله والإنسان، وملأت الأرض من السلام السمائي، الّذي يصفه القديس بولس بأنه سلام يفوق كلّ وصف وكل إدراك، سلام أنشدت به الملائكة “المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام والناس المسرة” (لوقا3: 14).


* صلوا من أجل السلام الكامل والمحبّة والقبلة الطاهرة الرسوليّة.
* '''صلوا من أجل السلام الكامل والمحبّة والقبلة الطاهرة الرسوليّة.'''


وهنا تأتي دعوّة الشماس للشعب للصلاة من أجل السلام الكامل والمحبّة والقبلة الطاهرة الرسوليّة، لأن سلام الله الّذي أنشدت به الملائكة لا يفرض فرضاً، بل يتطلب من كلّ مؤمن ومن كلّ المؤمنين الصلاة الحارة لكي يكون تقبيل الشعب بعضه لبعض نابعاً من قلب وموقف صادق، وأن تكون القبلة طاهرة ورسوليّة بعيدة كلّ البعد عن قبلة يهوذا التي أسلم بها المسيح (لوقا22: 47). والقديس بولس يدعوا إلى القبلة الطاهرة بقوله: “سلِّموا على بعضٍ بقبلة مقدسة” (1 كورنثوس16: 20) [88].
وهنا تأتي دعوّة الشماس للشعب للصلاة من أجل السلام الكامل والمحبّة والقبلة الطاهرة الرسوليّة، لأن سلام الله الّذي أنشدت به الملائكة لا يفرض فرضاً، بل يتطلب من كلّ مؤمن ومن كلّ المؤمنين الصلاة الحارة لكي يكون تقبيل الشعب بعضه لبعض نابعاً من قلب وموقف صادق، وأن تكون القبلة طاهرة ورسوليّة بعيدة كلّ البعد عن قبلة يهوذا التي أسلم بها المسيح (لوقا22: 47). والقديس بولس يدعوا إلى القبلة الطاهرة بقوله: “سلِّموا على بعضٍ بقبلة مقدسة” (1 كورنثوس16: 20).


* بمسرتك يا الله املأ قلوبنا من سلامك، وطهرنا من كلّ دنس ومن كلّ غش ومن كلّ رياء ومن كلّ فعل خبيث ومن تذكار الشّرّ المُلبس الموت، واجعلنا مستحقين يا سيدنا أن نقبل بعضنا بعضاً بقبلة مقدسة.
* '''بمسرتك يا الله املأ قلوبنا من سلامك، وطهرنا من كلّ دنس ومن كلّ غش ومن كلّ رياء ومن كلّ فعل خبيث ومن تذكار الشّرّ المُلبس الموت، واجعلنا مستحقين يا سيدنا أن نقبل بعضنا بعضاً بقبلة مقدسة'''.


ثم يكمل الكاهن صلاته بالدعاء لله أن يملئ القلوب من سلامه، ذلك السلام الّذي يطهر من كلّ شّرّ، لأن لا اضطراب مع الإيمان “لا تضطرب قلوبكم انتم تؤمنون بالآب فأمنوا بي” (يوحنا )، بل أن الإيمان الحقيقي هو دعوة للسلام وللفرح [89]. وهو دعاء بشفاعة المسيح، الّذي قال: “الحقَّ الحقَّ أقول لكم: كلّ ما تطلبونه من الآب باسمي تنالونه” (يوحنا16: 23).
ثم يكمل الكاهن صلاته بالدعاء لله أن يملئ القلوب من سلامه، ذلك السلام الّذي يطهر من كلّ شّرّ، لأن لا اضطراب مع الإيمان “لا تضطرب قلوبكم انتم تؤمنون بالآب فأمنوا بي” (يوحنا )، بل أن الإيمان الحقيقي هو دعوة للسلام وللفرح [89]. وهو دعاء بشفاعة المسيح، الّذي قال: “الحقَّ الحقَّ أقول لكم: كلّ ما تطلبونه من الآب باسمي تنالونه” (يوحنا16: 23).


* لكي ننال بغير وقوع في الدينونة من موهبتك غير المائته السمائية بالمسيح يسوع ربنا
* '''لكي ننال بغير وقوع في الدينونة من موهبتك غير المائته السمائية بالمسيح يسوع ربنا'''


إن الدينونة تقوم على العلاقة بالآخر، لأنه كما يقول القديس يوحنا: “من قال إنه في النور وهو يكره أخاه، كان حتى الآن في الظلام. ومن أحبّ أخاه ثبت في النور” (1 يوحنا1: 9-10)، وذلك لأن “إذا قال أحد: "أنا أحب الله" وهو يكره أخاه كان كاذباً لأن الّذي لا يحب أخاه وهو يراه، لا يقدر أن يحب الله وهو لا يراه. وصيّة المسيح لنا هي: منْ أحب الله أحب أخاه أيضاً” (1يوحنا4: 20-21) كما يوضح المسيح ذاته أن الدينونة تقوم على الاهتمام بالآخر لا سيما الأكثر احتياجاً (راجع: متى25: 31-46).
إن الدينونة تقوم على العلاقة بالآخر، لأنه كما يقول القديس يوحنا: “من قال إنه في النور وهو يكره أخاه، كان حتى الآن في الظلام. ومن أحبّ أخاه ثبت في النور” (1 يوحنا1: 9-10)، وذلك لأن “إذا قال أحد: "أنا أحب الله" وهو يكره أخاه كان كاذباً لأن الّذي لا يحب أخاه وهو يراه، لا يقدر أن يحب الله وهو لا يراه. وصيّة المسيح لنا هي: منْ أحب الله أحب أخاه أيضاً” (1يوحنا4: 20-21) كما يوضح المسيح ذاته أن الدينونة تقوم على الاهتمام بالآخر لا سيما الأكثر احتياجاً (راجع: متى25: 31-46).


* قبلوا بعضكم بعضاً بقبلة مقدسة.
* '''قبلوا بعضكم بعضاً بقبلة مقدسة.'''


وهنا يدعوا الشماس الشعب إلى القبلة المقدسة، كعلامة على:
وهنا يدعوا الشماس الشعب إلى القبلة المقدسة، كعلامة على:
سطر ٢٤٣: سطر ٢٤٣:
# '''المصافحة:''' هذه المصالحة التي تتم بفضل يسوع المسيح الّذي صنع صلحاً وسلاماً على الأرض “الله صالحنا بموت ابنه ونحن أعداؤه، فكم بالأولى أن نخلص بحياته ونحن متصالحون... والفضل لربنا يسوع المسيح الّذي به نلنا الآن المصالحة” (رومية5: 10-11).
# '''المصافحة:''' هذه المصالحة التي تتم بفضل يسوع المسيح الّذي صنع صلحاً وسلاماً على الأرض “الله صالحنا بموت ابنه ونحن أعداؤه، فكم بالأولى أن نخلص بحياته ونحن متصالحون... والفضل لربنا يسوع المسيح الّذي به نلنا الآن المصالحة” (رومية5: 10-11).


ومن الجدير بالذكر أن القبلة، وهي علامة المحبّة، تأتي بعد قانون الإيمان، وذلك حتى يقترن الإيمان بالمحبّة كما قال القديس بولس: “إن كان لي الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لي محبّة فلست شيئاً” (1كورنثوس13: 2). فالمحبّة أعظم من الإيمان والرجاء، وهي التي يجب أن تكون الغاية المنشودة (راجع: 1كورنثوس13: 13-14)
ومن الجدير بالذكر أن القبلة، وهي علامة المحبّة، تأتي بعد قانون الإيمان، وذلك حتى يقترن الإيمان بالمحبّة كما قال القديس بولس: إن كان لي الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لي محبّة فلست شيئاً (1كو 13: 2).
فالمحبّة أعظم من الإيمان والرجاء، وهي التي يجب أن تكون الغاية المنشودة (راجع: 1كو 13: 13-14)


=== في أقوال الأباء ===
=== في أقوال الأباء ===