أهلاً بكم، في الموسوعة القبطية الأرثوذكسية

للاستفسارات كلمنا على الماسنجر

أو إبعت واتساب

إنجيل يوحنا

من كوبتيكبيديا
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
The printable version is no longer supported and may have rendering errors. Please update your browser bookmarks and please use the default browser print function instead.

الإصحاح 1

1 في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. 2 هذا كان في البدء عند الله. 3 كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان. 4 فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس، 5 والنور يضيء في الظلمة، والظلمة لم تدركه.

6 كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا. 7 هذا جاء للشهادة ليشهد للنور، لكي يؤمن الكل بواسطته. 8 لم يكن هو النور، بل ليشهد للنور. 9 كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم. 10 كان في العالم، وكون العالم به، ولم يعرفه العالم. 11 الى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله. 12 واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله، اي المؤمنون باسمه. 13 الذين ولدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله.

14 والكلمة صار جسدا وحل بيننا، وراينا مجده، مجدا كما لوحيد من الاب، مملوءا نعمة وحقا. 15 يوحنا شهد له ونادى قائلا:«هذا هو الذي قلت عنه: ان الذي ياتي بعدي صار قدامي، لانه كان قبلي». 16 ومن ملئه نحن جميعا اخذنا، ونعمة فوق نعمة. 17 لان الناموس بموسى اعطي، اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا. 18 الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر.

19 وهذه هي شهادة يوحنا، حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسالوه:«من انت؟» 20 فاعترف ولم ينكر، واقر:«اني لست انا المسيح». 21 فسالوه:«اذا ماذا؟ ايليا انت؟» فقال:«لست انا». «النبي انت؟» فاجاب:«لا». 22 فقالوا له:«من انت، لنعطي جوابا للذين ارسلونا؟ ماذا تقول عن نفسك؟» 23 قال:«انا صوت صارخ في البرية: قوموا طريق الرب، كما قال اشعياء النبي». 24 وكان المرسلون من الفريسيين، 25 فسالوه وقالوا له:«فما بالك تعمد ان كنت لست المسيح، ولا ايليا، ولا النبي؟» 26 اجابهم يوحنا قائلا:«انا اعمد بماء، ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه. 27 هو الذي ياتي بعدي، الذي صار قدامي، الذي لست بمستحق ان احل سيور حذائه». 28 هذا كان في بيت عبرة في عبر الاردن حيث كان يوحنا يعمد.

29 وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه، فقال:«هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم! 30 هذا هو الذي قلت عنه: ياتي بعدي، رجل صار قدامي، لانه كان قبلي. 31 وانا لم اكن اعرفه. لكن ليظهر لاسرائيل لذلك جئت اعمد بالماء». 32 وشهد يوحنا قائلا:«اني قد رايت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه. 33 وانا لم اكن اعرفه، لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء، ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه، فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس. 34 وانا قد رايت وشهدت ان هذا هو ابن الله».

35 وفي الغد ايضا كان يوحنا واقفا هو واثنان من تلاميذه، 36 فنظر الى يسوع ماشيا، فقال:«هوذا حمل الله!». 37 فسمعه التلميذان يتكلم، فتبعا يسوع. 38 فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان، فقال لهما:«ماذا تطلبان؟» فقالا:«ربي، الذي تفسيره: يا معلم، اين تمكث؟» 39 فقال لهما:«تعاليا وانظرا». فاتيا ونظرا اين كان يمكث، ومكثا عنده ذلك اليوم. وكان نحو الساعة العاشرة. 40 كان اندراوس اخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه. 41 هذا وجد اولا اخاه سمعان، فقال له:«قد وجدنا مسيا» الذي تفسيره:المسيح. 42 فجاء به الى يسوع. فنظر اليه يسوع وقال: «انت سمعان بن يونا. انت تدعى صفا» الذي تفسيره: بطرس.

43 في الغد اراد يسوع ان يخرج الى الجليل، فوجد فيلبس فقال له:«اتبعني». 44 وكان فيلبس من بيت صيدا، من مدينة اندراوس وبطرس. 45 فيلبس وجد نثنائيل وقال له:«وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والانبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة». 46 فقال له نثنائيل:«امن الناصرة يمكن ان يكون شيء صالح؟» قال له فيلبس:«تعال وانظر».

47 وراى يسوع نثنائيل مقبلا اليه، فقال عنه:«هوذا اسرائيلي حقا لا غش فيه». 48 قال له نثنائيل:«من اين تعرفني؟» اجاب يسوع وقال له:«قبل ان دعاك فيلبس وانت تحت التينة، رايتك». 49 اجاب نثنائيل وقال له:«يا معلم، انت ابن الله! انت ملك اسرائيل!» 50 اجاب يسوع وقال له:«هل امنت لاني قلت لك اني رايتك تحت التينة؟ سوف ترى اعظم من هذا!» 51 وقال له:«الحق الحق اقول لكم: من الان ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الانسان».

الإصحاح 2

1 وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل، وكانت ام يسوع هناك. 2 ودعي ايضا يسوع وتلاميذه الى العرس. 3 ولما فرغت الخمر، قالت ام يسوع له:«ليس لهم خمر». 4 قال لها يسوع:«ما لي ولك يا امراة؟ لم تات ساعتي بعد». 5 قالت امه للخدام:«مهما قال لكم فافعلوه». 6 وكانت ستة اجران من حجارة موضوعة هناك، حسب تطهير اليهود، يسع كل واحد مطرين او ثلاثة. 7 قال لهم يسوع:«املاوا الاجران ماء». فملاوها الى فوق. 8 ثم قال لهم:«استقوا الان وقدموا الى رئيس المتكا». فقدموا. 9 فلما ذاق رئيس المتكا الماء المتحول خمرا، ولم يكن يعلم من اين هي، لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا، دعا رئيس المتكا العريس 10 وقال له:«كل انسان انما يضع الخمر الجيدة اولا، ومتى سكروا فحينئذ الدون. اما انت فقد ابقيت الخمر الجيدة الى الان!». 11 هذه بداية الايات فعلها يسوع في قانا الجليل، واظهر مجده، فامن به تلاميذه.

12 وبعد هذا انحدر الى كفرناحوم، هو وامه واخوته وتلاميذه، واقاموا هناك اياما ليست كثيرة 13 وكان فصح اليهود قريبا، فصعد يسوع الى اورشليم، 14 ووجد في الهيكل الذين كانوا يبيعون بقرا وغنما وحماما، والصيارف جلوسا. 15 فصنع سوطا من حبال وطرد الجميع من الهيكل، الغنم والبقر، وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم. 16 وقال لباعة الحمام:«ارفعوا هذه من ههنا! لا تجعلوا بيت ابي بيت تجارة!». 17 فتذكر تلاميذه انه مكتوب:«غيرة بيتك اكلتني».

18 فاجاب اليهود وقالوا له:«اية اية ترينا حتى تفعل هذا؟» 19 اجاب يسوع وقال لهم:«انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة ايام اقيمه». 20 فقال اليهود:«في ست واربعين سنة بني هذا الهيكل، افانت في ثلاثة ايام تقيمه؟» 21 واما هو فكان يقول عن هيكل جسده. 22 فلما قام من الاموات، تذكر تلاميذه انه قال هذا، فامنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع.

23 ولما كان في اورشليم في عيد الفصح، امن كثيرون باسمه، اذ راوا الايات التي صنع. 24 لكن يسوع لم ياتمنهم على نفسه، لانه كان يعرف الجميع. 25 ولانه لم يكن محتاجا ان يشهد احد عن الانسان، لانه علم ما كان في الانسان.

الإصحاح 3

1 كان انسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس، رئيس لليهود. 2 هذا جاء الى يسوع ليلا وقال له:«يا معلم، نعلم انك قد اتيت من الله معلما، لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه». 3 اجاب يسوع وقال له:«الحق الحق اقول لك: ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله». 4 قال له نيقوديموس:«كيف يمكن الانسان ان يولد وهو شيخ؟ العله يقدر ان يدخل بطن امه ثانية ويولد؟» 5 اجاب يسوع:«الحق الحق اقول لك: ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله. 6 المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح. 7 لا تتعجب اني قلت لك: ينبغي ان تولدوا من فوق. 8 الريح تهب حيث تشاء، وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من اين تاتي ولا الى اين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح».

9 اجاب نيقوديموس وقال له:«كيف يمكن ان يكون هذا؟» 10 اجاب يسوع وقال له:«انت معلم اسرائيل ولست تعلم هذا! 11 الحق الحق اقول لك: اننا انما نتكلم بما نعلم ونشهد بما راينا، ولستم تقبلون شهادتنا. 12 ان كنت قلت لكم الارضيات ولستم تؤمنون، فكيف تؤمنون ان قلت لكم السماويات؟ 13 وليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء، ابن الانسان الذي هو في السماء.

14 «وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان، 15 لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية. 17 لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم. 18 الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. 19 وهذه هي الدينونة: ان النور قد جاء الى العالم، واحب الناس الظلمة اكثر من النور، لان اعمالهم كانت شريرة. 20 لان كل من يعمل السيات يبغض النور، ولا ياتي الى النور لئلا توبخ اعماله. 21 واما من يفعل الحق فيقبل الى النور، لكي تظهر اعماله انها بالله معمولة».

22 وبعد هذا جاء يسوع وتلاميذه الى ارض اليهودية، ومكث معهم هناك، وكان يعمد. 23 وكان يوحنا ايضا يعمد في عين نون بقرب ساليم، لانه كان هناك مياه كثيرة، وكانوا ياتون ويعتمدون . 24 لانه لم يكن يوحنا قد القي بعد في السجن.

25 وحدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا مع يهود من جهة التطهير. 26 فجاءوا الى يوحنا وقالوا له:«يا معلم، هوذا الذي كان معك في عبر الاردن، الذي انت قد شهدت له، هو يعمد، والجميع ياتون اليه» 27 اجاب يوحنا وقال:«لا يقدر انسان ان ياخذ شيئا ان لم يكن قد اعطي من السماء. 28 انتم انفسكم تشهدون لي اني قلت: لست انا المسيح بل اني مرسل امامه. 29 من له العروس فهو العريس، واما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس. اذا فرحي هذا قد كمل. 30 ينبغي ان ذلك يزيد واني انا انقص. 31 الذي ياتي من فوق هو فوق الجميع، والذي من الارض هو ارضي، ومن الارض يتكلم. الذي ياتي من السماء هو فوق الجميع، 32 وما راه وسمعه به يشهد، وشهادته ليس احد يقبلها. 33 ومن قبل شهادته فقد ختم ان الله صادق، 34 لان الذي ارسله الله يتكلم بكلام الله. لانه ليس بكيل يعطي الله الروح. 35 الاب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده. 36 الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله».

الإصحاح 4

1 فلما علم الرب ان الفريسيين سمعوا ان يسوع يصير ويعمد تلاميذ اكثر من يوحنا، 2 مع ان يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه، 3 ترك اليهودية ومضى ايضا الى الجليل. 4 وكان لا بد له ان يجتاز السامرة. 5 فاتى الى مدينة من السامرة يقال لها سوخار، بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه. 6 وكانت هناك بئر يعقوب. فاذ كان يسوع قد تعب من السفر، جلس هكذا على البئر، وكان نحو الساعة السادسة. 7 فجاءت امراة من السامرة لتستقي ماء، فقال لها يسوع:«اعطيني لاشرب» 8 لان تلاميذه كانوا قد مضوا الى المدينة ليبتاعوا طعاما. 9 فقالت له المراة السامرية:«كيف تطلب مني لتشرب، وانت يهودي وانا امراة سامرية؟» لان اليهود لا يعاملون السامريين. 10 اجاب يسوع وقال لها:«لو كنت تعلمين عطية الله، ومن هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب، لطلبت انت منه فاعطاك ماء حيا». 11 قالت له المراة:«يا سيد، لا دلو لك والبئر عميقة. فمن اين لك الماء الحي؟ 12 العلك اعظم من ابينا يعقوب، الذي اعطانا البئر، وشرب منها هو وبنوه ومواشيه؟» 13 اجاب يسوع وقال لها:«كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا. 14 ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد، بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية». 15 قالت له المراة:«يا سيد اعطني هذا الماء، لكي لا اعطش ولا اتي الى هنا لاستقي». 16 قال لها يسوع:«اذهبي وادعي زوجك وتعالي الى ههنا» 17 اجابت المراة وقالت:«ليس لي زوج». قال لها يسوع:«حسنا قلت: ليس لي زوج، 18 لانه كان لك خمسة ازواج، والذي لك الان ليس هو زوجك. هذا قلت بالصدق». 19 قالت له المراة:«يا سيد، ارى انك نبي! 20 اباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وانتم تقولون ان في اورشليم الموضع الذي ينبغي ان يسجد فيه». 21 قال لها يسوع:«يا امراة، صدقيني انه تاتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في اورشليم تسجدون للاب. 22 انتم تسجدون لما لستم تعلمون، اما نحن فنسجد لما نعلم . لان الخلاص هو من اليهود. 23 ولكن تاتي ساعة، وهي الان، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق، لان الاب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. 24 الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا». 25 قالت له المراة:«انا اعلم ان مسيا، الذي يقال له المسيح، ياتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء». 26 قال لها يسوع:«انا الذي اكلمك هو».

27 وعند ذلك جاء تلاميذه، وكانوا يتعجبون انه يتكلم مع امراة. ولكن لم يقل احد: «ماذا تطلب؟» او «لماذا تتكلم معها؟» 28 فتركت المراة جرتها ومضت الى المدينة وقالت للناس: 29 «هلموا انظروا انسانا قال لي كل ما فعلت. العل هذا هو المسيح؟». 30 فخرجوا من المدينة واتوا اليه.

31 وفي اثناء ذلك ساله تلاميذه قائلين: «يامعلم، كل» 32 فقال لهم:«انا لي طعام لاكل لستم تعرفونه انتم». 33 فقال التلاميذ بعضهم لبعض:«العل احدا اتاه بشيء لياكل؟» 34 قال لهم يسوع:«طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله. 35 اما تقولون: انه يكون اربعة اشهر ثم ياتي الحصاد؟ ها انا اقول لكم: ارفعوا اعينكم وانظروا الحقول انها قد ابيضت للحصاد. 36 والحاصد ياخذ اجرة ويجمع ثمرا للحياة الابدية، لكي يفرح الزارع والحاصد معا. 37 لانه في هذا يصدق القول: ان واحدا يزرع واخر يحصد. 38 انا ارسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه. اخرون تعبوا وانتم قد دخلتم على تعبهم».

39 فامن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المراة التي كانت تشهد انه:«قال لي كل ما فعلت». 40 فلما جاء اليه السامريون سالوه ان يمكث عندهم، فمكث هناك يومين. 41 فامن به اكثر جدا بسبب كلامه. 42 وقالوا للمراة:«اننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن، لاننا نحن قد سمعنا ونعلم ان هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم».

43 وبعد اليومين خرج من هناك ومضى الى الجليل، 44 لان يسوع نفسه شهد ان:«ليس لنبي كرامة في وطنه». 45 فلما جاء الى الجليل قبله الجليليون، اذ كانوا قد عاينوا كل ما فعل في اورشليم في العيد، لانهم هم ايضا جاءوا الى العيد. 46 فجاء يسوع ايضا الى قانا الجليل، حيث صنع الماء خمرا. وكان خادم للملك ابنه مريض في كفرناحوم. 47 هذا اذ سمع ان يسوع قد جاء من اليهودية الى الجليل، انطلق اليه وساله ان ينزل ويشفي ابنه لانه كان مشرفا على الموت. 48 فقال له يسوع:«لا تؤمنون ان لم تروا ايات وعجائب» 49 قال له خادم الملك:«يا سيد، انزل قبل ان يموت ابني». 50 قال له يسوع:«اذهب. ابنك حي». فامن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع، وذهب. 51 وفيما هو نازل استقبله عبيده واخبروه قائلين:«ان ابنك حي». 52 فاستخبرهم عن الساعة التي فيها اخذ يتعافى، فقالوا له:«امس في الساعة السابعة تركته الحمى». 53 ففهم الاب انه في تلك الساعة التي قال له فيها يسوع:«ان ابنك حي». فامن هو وبيته كله. 54 هذه ايضا اية ثانية صنعها يسوع لما جاء من اليهودية الى الجليل.

الإصحاح 5

1 وبعد هذا كان عيد لليهود، فصعد يسوع الى اورشليم. 2 وفي اورشليم عند باب الضان بركة يقال لها بالعبرانية «بيت حسدا» لها خمسة اروقة. 3 في هذه كان مضطجعا جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم، يتوقعون تحريك الماء. 4 لان ملاكا كان ينزل احيانا في البركة ويحرك الماء. فمن نزل اولا بعد تحريك الماء كان يبرا من اي مرض اعتراه. 5 وكان هناك انسان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة. 6 هذا راه يسوع مضطجعا، وعلم ان له زمانا كثيرا، فقال له: «اتريد ان تبرا؟» 7 اجابه المريض:«يا سيد، ليس لي انسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء. بل بينما انا ات، ينزل قدامي اخر». 8 قال له يسوع:«قم. احمل سريرك وامش». 9 فحالا برئ الانسان وحمل سريره ومشى. وكان في ذلك اليوم سبت.

10 فقال اليهود للذي شفي:«انه سبت! لا يحل لك ان تحمل سريرك». 11 اجابهم:«ان الذي ابراني هو قال لي: احمل سريرك وامش». 12 فسالوه:«من هو الانسان الذي قال لك: احمل سريرك وامش؟». 13 اما الذي شفي فلم يكن يعلم من هو، لان يسوع اعتزل، اذ كان في الموضع جمع. 14 بعد ذلك وجده يسوع في الهيكل وقال له:«ها انت قد برئت، فلا تخطئ ايضا، لئلا يكون لك اشر». 15 فمضى الانسان واخبر اليهود ان يسوع هو الذي ابراه. 16 ولهذا كان اليهود يطردون يسوع، ويطلبون ان يقتلوه، لانه عمل هذا في سبت. 17 فاجابهم يسوع:«ابي يعمل حتى الان وانا اعمل». 18 فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر ان يقتلوه، لانه لم ينقض السبت فقط، بل قال ايضا ان الله ابوه، معادلا نفسه بالله.

19 فاجاب يسوع وقال لهم:«الحق الحق اقول لكم: لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل. لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك. 20 لان الاب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله، وسيريه اعمالا اعظم من هذه لتتعجبوا انتم. 21 لانه كما ان الاب يقيم الاموات ويحيي، كذلك الابن ايضا يحيي من يشاء. 22 لان الاب لا يدين احدا، بل قد اعطى كل الدينونة للابن، 23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب. من لا يكرم الابن لا يكرم الاب الذي ارسله.

24 «الحق الحق اقول لكم: ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية، ولا ياتي الى دينونة، بل قد انتقل من الموت الى الحياة. 25 الحق الحق اقول لكم: انه تاتي ساعة وهي الان، حين يسمع الاموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون. 26 لانه كما ان الاب له حياة في ذاته، كذلك اعطى الابن ايضا ان تكون له حياة في ذاته، 27 واعطاه سلطانا ان يدين ايضا، لانه ابن الانسان. 28 لا تتعجبوا من هذا، فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، 29 فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات الى قيامة الدينونة. 30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا. كما اسمع ادين، ودينونتي عادلة، لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني.

31 «ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا. 32 الذي يشهد لي هو اخر، وانا اعلم ان شهادته التي يشهدها لي هي حق. 33 انتم ارسلتم الى يوحنا فشهد للحق. 34 وانا لا اقبل شهادة من انسان، ولكني اقول هذا لتخلصوا انتم. 35 كان هو السراج الموقد المنير، وانتم اردتم ان تبتهجوا بنوره ساعة. 36 واما انا فلي شهادة اعظم من يوحنا، لان الاعمال التي اعطاني الاب لاكملها، هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الاب قد ارسلني. 37 والاب نفسه الذي ارسلني يشهد لي. لم تسمعوا صوته قط، ولا ابصرتم هيئته، 38 وليست لكم كلمته ثابتة فيكم، لان الذي ارسله هو لستم انتم تؤمنون به. 39 فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية. وهي التي تشهد لي. 40 ولا تريدون ان تاتوا الي لتكون لكم حياة.

41 «مجدا من الناس لست اقبل، 42 ولكني قد عرفتكم ان ليست لكم محبة الله في انفسكم. 43 انا قد اتيت باسم ابي ولستم تقبلونني. ان اتى اخر باسم نفسه فذلك تقبلونه. 44 كيف تقدرون ان تؤمنوا وانتم تقبلون مجدا بعضكم من بعض، والمجد الذي من الاله الواحد لستم تطلبونه؟

45 «لا تظنوا اني اشكوكم الى الاب. يوجد الذي يشكوكم وهو موسى، الذي عليه رجاؤكم. 46 لانكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني، لانه هو كتب عني. 47 فان كنتم لستم تصدقون كتب ذاك، فكيف تصدقون كلامي؟».

الإصحاح 6

1 بعد هذا مضى يسوع الى عبر بحر الجليل، وهو بحر طبرية. 2 وتبعه جمع كثير لانهم ابصروا اياته التي كان يصنعها في المرضى. 3 فصعد يسوع الى جبل وجلس هناك مع تلاميذه. 4 وكان الفصح، عيد اليهود، قريبا. 5 فرفع يسوع عينيه ونظر ان جمعا كثيرا مقبل اليه، فقال لفيلبس:«من اين نبتاع خبزا لياكل هؤلاء؟» 6 وانما قال هذا ليمتحنه، لانه هو علم ما هو مزمع ان يفعل. 7 اجابه فيلبس:«لا يكفيهم خبز بمئتي دينار لياخذ كل واحد منهم شيئا يسيرا». 8 قال له واحد من تلاميذه، وهو اندراوس اخو سمعان بطرس: 9 «هنا غلام معه خمسة ارغفة شعير وسمكتان، ولكن ما هذا لمثل هؤلاء؟» 10 فقال يسوع:«اجعلوا الناس يتكئون». وكان في المكان عشب كثير، فاتكا الرجال وعددهم نحو خمسة الاف. 11 واخذ يسوع الارغفة وشكر، ووزع على التلاميذ، والتلاميذ اعطوا المتكئين. وكذلك من السمكتين بقدر ما شاءوا. 12 فلما شبعوا، قال لتلاميذه:«اجمعوا الكسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء». 13 فجمعوا وملاوا اثنتي عشرة قفة من الكسر، من خمسة ارغفة الشعير، التي فضلت عن الاكلين. 14 فلما راى الناس الاية التي صنعها يسوع قالوا:«ان هذا هو بالحقيقة النبي الاتي الى العالم!» 15 واما يسوع فاذ علم انهم مزمعون ان ياتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا، انصرف ايضا الى الجبل وحده.

16 ولما كان المساء نزل تلاميذه الى البحر، 17 فدخلوا السفينة وكانوا يذهبون الى عبر البحر الى كفرناحوم. وكان الظلام قد اقبل، ولم يكن يسوع قد اتى اليهم. 18 وهاج البحر من ريح عظيمة تهب. 19 فلما كانوا قد جذفوا نحو خمس وعشرين او ثلاثين غلوة، نظروا يسوع ماشيا على البحر مقتربا من السفينة، فخافوا. 20 فقال لهم:«انا هو، لا تخافوا!». 21 فرضوا ان يقبلوه في السفينة. وللوقت صارت السفينة الى الارض التي كانوا ذاهبين اليها.

22 وفي الغد لما راى الجمع الذين كانوا واقفين في عبر البحر انه لم تكن هناك سفينة اخرى سوى واحدة، وهي تلك التي دخلها تلاميذه، وان يسوع لم يدخل السفينة مع تلاميذه بل مضى تلاميذه وحدهم. 23 غير انه جاءت سفن من طبرية الى قرب الموضع الذي اكلوا فيه الخبز، اذ شكر الرب. 24 فلما راى الجمع ان يسوع ليس هو هناك ولا تلاميذه، دخلوا هم ايضا السفن وجاءوا الى كفرناحوم يطلبون يسوع. 25 ولما وجدوه في عبر البحر، قالوا له:«يا معلم، متى صرت هنا؟» 26 اجابهم يسوع وقال:«الحق الحق اقول لكم: انتم تطلبونني ليس لانكم رايتم ايات، بل لانكم اكلتم من الخبز فشبعتم. 27 اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الابدية الذي يعطيكم ابن الانسان، لان هذا الله الاب قد ختمه». 28 فقالوا له:«ماذا نفعل حتى نعمل اعمال الله؟» 29 اجاب يسوع وقال لهم:«هذا هو عمل الله: ان تؤمنوا بالذي هو ارسله». 30 فقالوا له:«فاية اية تصنع لنرى ونؤمن بك؟ ماذا تعمل؟ 31 اباؤنا اكلوا المن في البرية، كما هو مكتوب: انه اعطاهم خبزا من السماء لياكلوا».

32 فقال لهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: ليس موسى اعطاكم الخبز من السماء، بل ابي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء، 33 لان خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم». 34 فقالوا له:«يا سيد، اعطنا في كل حين هذا الخبز». 35 فقال لهم يسوع:«انا هو خبز الحياة. من يقبل الي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا. 36 ولكني قلت لكم: انكم قد رايتموني، ولستم تؤمنون. 37 كل ما يعطيني الاب فالي يقبل، ومن يقبل الي لا اخرجه خارجا. 38 لاني قد نزلت من السماء، ليس لاعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي ارسلني. 39 وهذه مشيئة الاب الذي ارسلني: ان كل ما اعطاني لا اتلف منه شيئا، بل اقيمه في اليوم الاخير. 40 لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني: ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير».

41 فكان اليهود يتذمرون عليه لانه قال:«انا هو الخبز الذي نزل من السماء». 42 وقالوا: «اليس هذا هو يسوع بن يوسف، الذي نحن عارفون بابيه وامه؟ فكيف يقول هذا: اني نزلت من السماء؟» 43 فاجاب يسوع وقال لهم:«لا تتذمروا فيما بينكم. 44 لا يقدر احد ان يقبل الي ان لم يجتذبه الاب الذي ارسلني، وانا اقيمه في اليوم الاخير. 45 انه مكتوب في الانبياء: ويكون الجميع متعلمين من الله. فكل من سمع من الاب وتعلم يقبل الي. 46 ليس ان احدا راى الاب الا الذي من الله. هذا قد راى الاب. 47 الحق الحق اقول لكم: من يؤمن بي فله حياة ابدية. 48 انا هو خبز الحياة. 49 اباؤكم اكلوا المن في البرية وماتوا. 50 هذا هو الخبز النازل من السماء، لكي ياكل منه الانسان ولا يموت. 51 انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم».

52 فخاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين:«كيف يقدر هذا ان يعطينا جسده لناكل؟» 53 فقال لهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: ان لم تاكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم. 54 من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير، 55 لان جسدي ماكل حق÷ ودمي مشرب حق. 56 من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه. 57 كما ارسلني الاب الحي، وانا حي بالاب، فمن ياكلني فهو يحيا بي. 58 هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما اكل اباؤكم المن وماتوا. من ياكل هذا الخبز فانه يحيا الى الابد». 59 قال هذا في المجمع وهو يعلم في كفرناحوم.

60 فقال كثيرون من تلاميذه، اذ سمعوا:«ان هذا الكلام صعب! من يقدر ان يسمعه؟» 61 فعلم يسوع في نفسه ان تلاميذه يتذمرون على هذا، فقال لهم:«اهذا يعثركم؟ 62 فان رايتم ابن الانسان صاعدا الى حيث كان اولا! 63 الروح هو الذي يحيي. اما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة، 64 ولكن منكم قوم لا يؤمنون». لان يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون، ومن هو الذي يسلمه. 65 فقال:«لهذا قلت لكم: انه لا يقدر احد ان ياتي الي ان لم يعط من ابي».

66 من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه الى الوراء، ولم يعودوا يمشون معه. 67 فقال يسوع للاثني عشر:«العلكم انتم ايضا تريدون ان تمضوا؟» 68 فاجابه سمعان بطرس:«يارب، الى من نذهب؟ كلام الحياة الابدية عندك، 69 ونحن قد امنا وعرفنا انك انت المسيح ابن الله الحي». 70 اجابهم يسوع:«اليس اني انا اخترتكم، الاثني عشر؟ وواحد منكم شيطان!» 71 قال عن يهوذا سمعان الاسخريوطي، لان هذا كان مزمعا ان يسلمه، وهو واحد من الاثني عشر.

الإصحاح 7

1 وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل، لانه لم يرد ان يتردد في اليهودية لان اليهود كانوا يطلبون ان يقتلوه.

2 وكان عيد اليهود، عيد المظال، قريبا. 3 فقال له اخوته:«انتقل من هنا واذهب الى اليهودية، لكي يرى تلاميذك ايضا اعمالك التي تعمل، 4 لانه ليس احد يعمل شيئا في الخفاء وهو يريد ان يكون علانية. ان كنت تعمل هذه الاشياء فاظهر نفسك للعالم». 5 لان اخوته ايضا لم يكونوا يؤمنون به. 6 فقال لهم يسوع:«ان وقتي لم يحضر بعد، واما وقتكم ففي كل حين حاضر. 7 لا يقدر العالم ان يبغضكم، ولكنه يبغضني انا، لاني اشهد عليه ان اعماله شريرة. 8 اصعدوا انتم الى هذا العيد. انا لست اصعد بعد الى هذا العيد، لان وقتي لم يكمل بعد». 9 قال لهم هذا ومكث في الجليل.

10 ولما كان اخوته قد صعدوا، حينئذ صعد هو ايضا الى العيد، لا ظاهرا بل كانه في الخفاء. 11 فكان اليهود يطلبونه في العيد، ويقولون:«اين ذاك؟» 12 وكان في الجموع مناجاة كثيرة من نحوه. بعضهم يقولون:«انه صالح». واخرون يقولون:«لا، بل يضل الشعب». 13 ولكن لم يكن احد يتكلم عنه جهارا لسبب الخوف من اليهود.

14 ولما كان العيد قد انتصف، صعد يسوع الى الهيكل، وكان يعلم. 15 فتعجب اليهود قائلين: «كيف هذا يعرف الكتب، وهو لم يتعلم؟» 16 اجابهم يسوع وقال:«تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني. 17 ان شاء احد ان يعمل مشيئته يعرف التعليم، هل هو من الله، ام اتكلم انا من نفسي. 18 من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه، واما من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق وليس فيه ظلم. 19 اليس موسى قد اعطاكم الناموس؟ وليس احد منكم يعمل الناموس! لماذا تطلبون ان تقتلوني؟»

20 اجاب الجمع وقالوا:«بك شيطان. من يطلب ان يقتلك؟» 21 اجاب يسوع وقال لهم: «عملا واحدا عملت فتتعجبون جميعا. 22 لهذا اعطاكم موسى الختان، ليس انه من موسى، بل من الاباء. ففي السبت تختنون الانسان. 23 فان كان الانسان يقبل الختان في السبت، لئلا ينقض ناموس موسى، افتسخطون علي لاني شفيت انسانا كله في السبت؟ 24 لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا حكما عادلا».

25 فقال قوم من اهل اورشليم:«اليس هذا هو الذي يطلبون ان يقتلوه؟ 26 وها هو يتكلم جهارا ولا يقولون له شيئا! العل الرؤساء عرفوا يقينا ان هذا هو المسيح حقا؟ 27 ولكن هذا نعلم من اين هو، واما المسيح فمتى جاء لا يعرف احد من اين هو».

28 فنادى يسوع وهو يعلم في الهيكل قائلا: «تعرفونني وتعرفون من اين انا، ومن نفسي لم ات، بل الذي ارسلني هو حق، الذي انتم لستم تعرفونه. 29 انا اعرفه لاني منه، وهو ارسلني». 30 فطلبوا ان يمسكوه، ولم يلق احد يدا عليه، لان ساعته لم تكن قد جاءت بعد. 31 فامن به كثيرون من الجمع، وقالوا:«العل المسيح متى جاء يعمل ايات اكثر من هذه التي عملها هذا؟».

32 سمع الفريسيون الجمع يتناجون بهذا من نحوه، فارسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خداما ليمسكوه. 33 فقال لهم يسوع:«انا معكم زمانا يسيرا بعد، ثم امضي الى الذي ارسلني. 34 ستطلبونني ولا تجدونني، وحيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تاتوا». 35 فقال اليهود فيما بينهم:«الى اين هذا مزمع ان يذهب حتى لا نجده نحن؟ العله مزمع ان يذهب الى شتات اليونانيين ويعلم اليونانيين؟ 36 ما هذا القول الذي قال: ستطلبونني ولا تجدونني، وحيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تاتوا؟».

37 وفي اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا:«ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. 38 من امن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه انهار ماء حي». 39 قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه، لان الروح القدس لم يكن قد اعطي بعد، لان يسوع لم يكن قد مجد بعد. 40 فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا:«هذا بالحقيقة هو النبي». 41 اخرون قالوا:«هذا هو المسيح!». واخرون قالوا:«العل المسيح من الجليل ياتي؟ 42 الم يقل الكتاب انه من نسل داود، ومن بيت لحم ،القرية التي كان داود فيها، ياتي المسيح؟» 43 فحدث انشقاق في الجمع لسببه. 44 وكان قوم منهم يريدون ان يمسكوه، ولكن لم يلق احد عليه الايادي.

45 فجاء الخدام الى رؤساء الكهنة والفريسيين. فقال هؤلاء لهم:«لماذا لم تاتوا به؟» 46 اجاب الخدام:«لم يتكلم قط انسان هكذا مثل هذا الانسان!». 47 فاجابهم الفريسيون:«العلكم انتم ايضا قد ضللتم؟ 48 العل احدا من الرؤساء او من الفريسيين امن به؟ 49 ولكن هذا الشعب الذي لا يفهم الناموس هو ملعون». 50 قال لهم نيقوديموس، الذي جاء اليه ليلا، وهو واحد منهم: 51 «العل ناموسنا يدين انسانا لم يسمع منه اولا ويعرف ماذا فعل؟» 52 اجابوا وقالوا له:«العلك انت ايضا من الجليل؟ فتش وانظر! انه لم يقم نبي من الجليل». 53 فمضى كل واحد الى بيته.

الإصحاح 8

1 اما يسوع فمضى الى جبل الزيتون.

2 ثم حضر ايضا الى الهيكل في الصبح، وجاء اليه جميع الشعب فجلس يعلمهم. 3 وقدم اليه الكتبة والفريسيون امراة امسكت في زنا. ولما اقاموها في الوسط 4 قالوا له:«يا معلم، هذه المراة امسكت وهي تزني في ذات الفعل، 5 وموسى في الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم. فماذا تقول انت؟» 6 قالوا هذا ليجربوه، لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه. واما يسوع فانحنى الى اسفل وكان يكتب باصبعه على الارض. 7 ولما استمروا يسالونه، انتصب وقال لهم:«من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر!» 8 ثم انحنى ايضا الى اسفل وكان يكتب على الارض. 9 واما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم، خرجوا واحدا فواحدا، مبتدئين من الشيوخ الى الاخرين. وبقي يسوع وحده والمراة واقفة في الوسط. 10 فلما انتصب يسوع ولم ينظر احدا سوى المراة، قال لها:«ياامراة، اين هم اولئك المشتكون عليك؟ اما دانك احد؟» 11 فقالت: «لا احد، يا سيد!». فقال لها يسوع:«ولا انا ادينك. اذهبي ولا تخطئي ايضا».

12 ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا:«انا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة». 13 فقال له الفريسيون: «انت تشهد لنفسك. شهادتك ليست حقا». 14 اجاب يسوع وقال لهم:«وان كنت اشهد لنفسي فشهادتي حق، لاني اعلم من اين اتيت والى اين اذهب. واما انتم فلا تعلمون من اين اتي ولا الى اين اذهب. 15 انتم حسب الجسد تدينون، اما انا فلست ادين احدا. 16 وان كنت انا ادين فدينونتي حق، لاني لست وحدي، بل انا والاب الذي ارسلني. 17 وايضا في ناموسكم مكتوب ان شهادة رجلين حق: 18 انا هو الشاهد لنفسي، ويشهد لي الاب الذي ارسلني». 19 فقالوا له:«اين هو ابوك؟» اجاب يسوع: «لستم تعرفونني انا ولا ابي. لو عرفتموني لعرفتم ابي ايضا».

20 هذا الكلام قاله يسوع في الخزانة وهو يعلم في الهيكل. ولم يمسكه احد، لان ساعته لم تكن قد جاءت بعد.

21 قال لهم يسوع ايضا:«انا امضي وستطلبونني، وتموتون في خطيتكم. حيث امضي انا لا تقدرون انتم ان تاتوا» 22 فقال اليهود:«العله يقتل نفسه حتى يقول: حيث امضي انا لا تقدرون انتم ان تاتوا؟». 23 فقال لهم:«انتم من اسفل، اما انا فمن فوق. انتم من هذا العالم، اما انا فلست من هذا العالم. 24 فقلت لكم: انكم تموتون في خطاياكم، لانكم ان لم تؤمنوا اني انا هو تموتون في خطاياكم». 25 فقالوا له: «من انت؟» فقال لهم يسوع:«انا من البدء ما اكلمكم ايضا به. 26 ان لي اشياء كثيرة اتكلم واحكم بها من نحوكم، لكن الذي ارسلني هو حق. وانا ما سمعته منه، فهذا اقوله للعالم». 27 ولم يفهموا انه كان يقول لهم عن الاب. 28 فقال لهم يسوع:«متى رفعتم ابن الانسان، فحينئذ تفهمون اني انا هو، ولست افعل شيئا من نفسي، بل اتكلم بهذا كما علمني ابي. 29 والذي ارسلني هو معي، ولم يتركني الاب وحدي، لاني في كل حين افعل ما يرضيه».

30 وبينما هو يتكلم بهذا امن به كثيرون. 31 فقال يسوع لليهود الذين امنوا به:«انكم ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي، 32 وتعرفون الحق، والحق يحرركم». 33 اجابوه:«اننا ذرية ابراهيم، ولم نستعبد لاحد قط! كيف تقول انت: انكم تصيرون احرارا؟» 34 اجابهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: ان كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية. 35 والعبد لا يبقى في البيت الى الابد، اما الابن فيبقى الى الابد. 36 فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا. 37 انا عالم انكم ذرية ابراهيم. لكنكم تطلبون ان تقتلوني لان كلامي لا موضع له فيكم. 38 انا اتكلم بما رايت عند ابي، وانتم تعملون ما رايتم عند ابيكم». 39 اجابوا وقالوا له:«ابونا هو ابراهيم». قال لهم يسوع:«لو كنتم اولاد ابراهيم، لكنتم تعملون اعمال ابراهيم! 40 ولكنكم الان تطلبون ان تقتلوني، وانا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله. هذا لم يعمله ابراهيم. 41 انتم تعملون اعمال ابيكم». فقالوا له:«اننا لم نولد من زنا. لنا اب واحد وهو الله». 42 فقال لهم يسوع:«لو كان الله اباكم لكنتم تحبونني، لاني خرجت من قبل الله واتيت. لاني لم ات من نفسي، بل ذاك ارسلني. 43 لماذا لا تفهمون كلامي؟ لانكم لا تقدرون ان تسمعوا قولي. 44 انتم من اب هو ابليس، وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له، لانه كذاب وابو الكذاب. 45 واما انا فلاني اقول الحق لستم تؤمنون بي. 46 من منكم يبكتني على خطية؟ فان كنت اقول الحق، فلماذا لستم تؤمنون بي؟ 47 الذي من الله يسمع كلام الله. لذلك انتم لستم تسمعون، لانكم لستم من الله».

48 فاجاب اليهود وقالوا له:«السنا نقول حسنا: انك سامري وبك شيطان؟» 49 اجاب يسوع:«انا ليس بي شيطان، لكني اكرم ابي وانتم تهينونني. 50 انا لست اطلب مجدي. يوجد من يطلب ويدين. 51 الحق الحق اقول لكم: ان كان احد يحفظ كلامي فلن يرى الموت الى الابد». 52 فقال له اليهود:الان علمنا ان بك شيطانا. قد مات ابراهيم والانبياء، وانت تقول:ان كان احد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت الى الابد. 53 العلك اعظم من ابينا ابراهيم الذي مات؟ والانبياء ماتوا. من تجعل نفسك؟» 54 اجاب يسوع:«ان كنت امجد نفسي فليس مجدي شيئا. ابي هو الذي يمجدني، الذي تقولون انتم انه الهكم، 55 ولستم تعرفونه. واما انا فاعرفه. وان قلت اني لست اعرفه اكون مثلكم كاذبا، لكني اعرفه واحفظ قوله. 56 ابوكم ابراهيم تهلل بان يرى يومي فراى وفرح». 57 فقال له اليهود:«ليس لك خمسون سنة بعد، افرايت ابراهيم؟» 58 قال لهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: قبل ان يكون ابراهيم انا كائن». 59 فرفعوا حجارة ليرجموه. اما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم ومضى هكذا.

الإصحاح 9

1 وفيما هو مجتاز راى انسانا اعمى منذ ولادته، 2 فساله تلاميذه قائلين:«يا معلم، من اخطا: هذا ام ابواه حتى ولد اعمى؟». 3 اجاب يسوع:«لا هذا اخطا ولاابواه، لكن لتظهر اعمال الله فيه. 4 ينبغي ان اعمل اعمال الذي ارسلني ما دام نهار. ياتي ليل حين لا يستطيع احد ان يعمل. 5 ما دمت في العالم فانا نور العالم».

6 قال هذا وتفل على الارض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الاعمى. 7 وقال له: «اذهب اغتسل في بركة سلوام» الذي تفسيره: مرسل، فمضى واغتسل واتى بصيرا.

8 فالجيران والذين كانوا يرونه قبلا انه كان اعمى، قالوا:«اليس هذا هو الذي كان يجلس ويستعطي؟» 9 اخرون قالوا:«هذا هو». واخرون: «انه يشبهه». واما هو فقال:«اني انا هو». 10 فقالوا له:«كيف انفتحت عيناك؟» 11 اجاب ذاك وقال:«انسان يقال له يسوع صنع طينا وطلى عيني، وقال لي: اذهب الى بركة سلوام واغتسل. فمضيت واغتسلت فابصرت». 12 فقالوا له:«اين ذاك؟» قال:«لا اعلم».

13 فاتوا الى الفريسيين بالذي كان قبلا اعمى. 14 وكان سبت حين صنع يسوع الطين وفتح عينيه. 15 فساله الفريسيون ايضا كيف ابصر، فقال لهم:«وضع طينا على عيني واغتسلت، فانا ابصر». 16 فقال قوم من الفريسيين:«هذا الانسان ليس من الله، لانه لا يحفظ السبت». اخرون قالوا:«كيف يقدر انسان خاطئ ان يعمل مثل هذه الايات؟» وكان بينهم انشقاق. 17 قالوا ايضا للاعمى:«ماذا تقول انت عنه من حيث انه فتح عينيك؟» فقال:«انه نبي!». 18 فلم يصدق اليهود عنه انه كان اعمى فابصر حتى دعوا ابوي الذي ابصر. 19 فسالوهما قائلين:«اهذا ابنكما الذي تقولان انه ولد اعمى؟ فكيف يبصر الان؟» 20 اجابهم ابواه وقالا:«نعلم ان هذا ابننا، وانه ولد اعمى. 21 واما كيف يبصر الان فلا نعلم. او من فتح عينيه فلا نعلم. هو كامل السن. اسالوه فهو يتكلم عن نفسه». 22 قال ابواه هذا لانهما كانا يخافان من اليهود، لان اليهود كانوا قد تعاهدوا انه ان اعترف احد بانه المسيح يخرج من المجمع. 23 لذلك قال ابواه:«انه كامل السن، اسالوه».

24 فدعوا ثانية الانسان الذي كان اعمى، وقالوا له:«اعط مجدا لله. نحن نعلم ان هذا الانسان خاطئ». 25 فاجاب ذاك وقال:«اخاطئ هو؟ لست اعلم. انما اعلم شيئا واحدا: اني كنت اعمى والان ابصر». 26 فقالوا له ايضا:«ماذا صنع بك؟ كيف فتح عينيك؟» 27 اجابهم:«قد قلت لكم ولم تسمعوا. لماذا تريدون ان تسمعوا ايضا؟ العلكم انتم تريدون ان تصيروا له تلاميذ؟» 28 فشتموه وقالوا:«انت تلميذ ذاك، واما نحن فاننا تلاميذ موسى. 29 نحن نعلم ان موسى كلمه الله، واما هذا فما نعلم من اين هو». 30 اجاب الرجل وقال لهم:«ان في هذا عجبا! انكم لستم تعلمون من اين هو، وقد فتح عيني. 31 ونعلم ان الله لا يسمع للخطاة. ولكن ان كان احد يتقي الله ويفعل مشيئته، فلهذا يسمع. 32 منذ الدهر لم يسمع ان احدا فتح عيني مولود اعمى. 33 لو لم يكن هذا من الله لم يقدر ان يفعل شيئا». 34 اجابوا وقالوا له:«في الخطايا ولدت انت بجملتك، وانت تعلمنا!» فاخرجوه خارجا.

35 فسمع يسوع انهم اخرجوه خارجا، فوجده وقال له:«اتؤمن بابن الله؟» 36 اجاب ذاك وقال: «من هو يا سيد لاومن به؟» 37 فقال له يسوع: «قد رايته، والذي يتكلم معك هو هو!». 38 فقال: «اومن يا سيد!». وسجد له.

39 فقال يسوع:«لدينونة اتيت انا الى هذا العالم، حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون». 40 فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين، وقالوا له:«العلنا نحن ايضا عميان؟» 41 قال لهم يسوع:«لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية. ولكن الان تقولون اننا نبصر، فخطيتكم باقية.

الإصحاح 10

1 «الحق الحق اقول لكم: ان الذي لا يدخل من الباب الى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع اخر، فذاك سارق ولص. 2 واما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف. 3 لهذا يفتح البواب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه الخاصة باسماء ويخرجها. 4 ومتى اخرج خرافه الخاصة يذهب امامها، والخراف تتبعه، لانها تعرف صوته. 5 واما الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه، لانها لا تعرف صوت الغرباء». 6 هذا المثل قاله لهم يسوع، واما هم فلم يفهموا ما هو الذي كان يكلمهم به.

7 فقال لهم يسوع ايضا:«الحق الحق اقول لكم: اني انا باب الخراف. 8 جميع الذين اتوا قبلي هم سراق ولصوص، ولكن الخراف لم تسمع لهم. 9 انا هو الباب. ان دخل بي احد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى. 10 السارق لا ياتي الا ليسرق ويذبح ويهلك، واما انا فقد اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم افضل. 11 انا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف. 12 واما الذي هو اجير، وليس راعيا، الذي ليست الخراف له، فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب، فيخطف الذئب الخراف ويبددها. 13 والاجير يهرب لانه اجير، ولا يبالي بالخراف. 14 اما انا فاني الراعي الصالح، واعرف خاصتي وخاصتي تعرفني، 15 كما ان الاب يعرفني وانا اعرف الاب. وانا اضع نفسي عن الخراف. 16 ولي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي ان اتي بتلك ايضا فتسمع صوتي، وتكون رعية واحدة وراع واحد. 17 لهذا يحبني الاب، لاني اضع نفسي لاخذها ايضا. 18 ليس احد ياخذها مني، بل اضعها انا من ذاتي. لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها ايضا. هذه الوصية قبلتها من ابي».

19 فحدث ايضا انشقاق بين اليهود بسبب هذا الكلام. 20 فقال كثيرون منهم:«به شيطان وهو يهذي. لماذا تستمعون له؟» 21 اخرون قالوا:«ليس هذا كلام من به شيطان. العل شيطانا يقدر ان يفتح اعين العميان؟».

22 وكان عيد التجديد في اورشليم، وكان شتاء. 23 وكان يسوع يتمشى في الهيكل في رواق سليمان، 24 فاحتاط به اليهود وقالوا له: «الى متى تعلق انفسنا؟ ان كنت انت المسيح فقل لنا جهرا». 25 اجابهم يسوع:«اني قلت لكم ولستم تؤمنون. الاعمال التي انا اعملها باسم ابي هي تشهد لي. 26 ولكنكم لستم تؤمنون لانكم لستم من خرافي، كما قلت لكم. 27 خرافي تسمع صوتي، وانا اعرفها فتتبعني. 28 وانا اعطيها حياة ابدية، ولن تهلك الى الابد، ولا يخطفها احد من يدي. 29 ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل، ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي. 30 انا والاب واحد».

31 فتناول اليهود ايضا حجارة ليرجموه. 32 اجابهم يسوع:«اعمالا كثيرة حسنة اريتكم من عند ابي. بسبب اي عمل منها ترجمونني؟» 33 اجابه اليهود قائلين:«لسنا نرجمك لاجل عمل حسن، بل لاجل تجديف، فانك وانت انسان تجعل نفسك الها» 34 اجابهم يسوع: «اليس مكتوبا في ناموسكم: انا قلت انكم الهة؟ 35 ان قال الهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله، ولا يمكن ان ينقض المكتوب، 36 فالذي قدسه الاب وارسله الى العالم، اتقولون له: انك تجدف، لاني قلت: اني ابن الله؟ 37 ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي. 38 ولكن ان كنت اعمل، فان لم تؤمنوا بي فامنوا بالاعمال، لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الاب في وانا فيه».

39 فطلبوا ايضا ان يمسكوه فخرج من ايديهم، 40 ومضى ايضا الى عبر الاردن الى المكان الذي كان يوحنا يعمد فيه اولا ومكث هناك. 41 فاتى اليه كثيرون وقالوا:«ان يوحنا لم يفعل اية واحدة، ولكن كل ما قاله يوحنا عن هذا كان حقا». 42 فامن كثيرون به هناك.

الإصحاح 11

1 وكان انسان مريضا وهو لعازر، من بيت عنيا من قرية مريم ومرثا اختها. 2 وكانت مريم، التي كان لعازر اخوها مريضا، هي التي دهنت الرب بطيب، ومسحت رجليه بشعرها. 3 فارسلت الاختان اليه قائلتين: «ياسيد، هوذا الذي تحبه مريض».

4 فلما سمع يسوع، قال:«هذا المرض ليس للموت، بل لاجل مجد الله، ليتمجد ابن الله به». 5 وكان يسوع يحب مرثا واختها ولعازر. 6 فلما سمع انه مريض مكث حينئذ في الموضع الذي كان فيه يومين. 7 ثم بعد ذلك قال لتلاميذه:«لنذهب الى اليهودية ايضا». 8 قال له التلاميذ:«يا معلم، الان كان اليهود يطلبون ان يرجموك، وتذهب ايضا الى هناك». 9 اجاب يسوع:«اليست ساعات النهار اثنتي عشرة؟ ان كان احد يمشي في النهار لا يعثر لانه ينظر نور هذا العالم، 10 ولكن ان كان احد يمشي في الليل يعثر، لان النور ليس فيه». 11 قال هذا وبعد ذلك قال لهم:«لعازر حبيبنا قد نام. لكني اذهب لاوقظه». 12 فقال تلاميذه: «ياسيد، ان كان قد نام فهو يشفى». 13 وكان يسوع يقول عن موته، وهم ظنوا انه يقول عن رقاد النوم. 14 فقال لهم يسوع حينئذ علانية: «لعازر مات. 15 وانا افرح لاجلكم اني لم اكن هناك، لتؤمنوا. ولكن لنذهب اليه!». 16 فقال توما الذي يقال له التوام للتلاميذ رفقائه: «لنذهب نحن ايضا لكي نموت معه!».

17 فلما اتى يسوع وجد انه قد صار له اربعة ايام في القبر. 18 وكانت بيت عنيا قريبة من اورشليم نحو خمس عشرة غلوة. 19 وكان كثيرون من اليهود قد جاءوا الى مرثا ومريم ليعزوهما عن اخيهما. 20 فلما سمعت مرثا ان يسوع ات لاقته، واما مريم فاستمرت جالسة في البيت. 21 فقالت مرثا ليسوع:«يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت اخي! 22 لكني الان ايضا اعلم ان كل ما تطلب من الله يعطيك الله اياه». 23 قال لها يسوع:«سيقوم اخوك». 24 قالت له مرثا:«انا اعلم انه سيقوم في القيامة، في اليوم الاخير». 25 قال لها يسوع:«انا هو القيامة والحياة. من امن بي ولو مات فسيحيا، 26 وكل من كان حيا وامن بي فلن يموت الى الابد. اتؤمنين بهذا؟» 27 قالت له:«نعم يا سيد. انا قد امنت انك انت المسيح ابن الله، الاتي الى العالم».

28 ولما قالت هذا مضت ودعت مريم اختها سرا، قائلة:«المعلم قد حضر، وهو يدعوك». 29 اما تلك فلما سمعت قامت سريعا وجاءت اليه. 30 ولم يكن يسوع قد جاء الى القرية، بل كان في المكان الذي لاقته فيه مرثا. 31 ثم ان اليهود الذين كانوا معها في البيت يعزونها، لما راوا مريم قامت عاجلا وخرجت، تبعوها قائلين: «انها تذهب الى القبر لتبكي هناك». 32 فمريم لما اتت الى حيث كان يسوع وراته، خرت عند رجليه قائلة له:«يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت اخي!». 33 فلما راها يسوع تبكي، واليهود الذين جاءوا معها يبكون، انزعج بالروح واضطرب، 34 وقال:«اين وضعتموه؟» قالوا له:«يا سيد، تعال وانظر». 35 بكى يسوع. 36 فقال اليهود:«انظروا كيف كان يحبه!». 37 وقال بعض منهم:«الم يقدر هذا الذي فتح عيني الاعمى ان يجعل هذا ايضا لا يموت؟».

38 فانزعج يسوع ايضا في نفسه وجاء الى القبر، وكان مغارة وقد وضع عليه حجر. 39 قال يسوع:«ارفعوا الحجر!». قالت له مرثا، اخت الميت:«ياسيد، قد انتن لان له اربعة ايام». 40 قال لها يسوع:«الم اقل لك: ان امنت ترين مجد الله؟». 41 فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا، ورفع يسوع عينيه الى فوق، وقال:«ايها الاب، اشكرك لانك سمعت لي، 42 وانا علمت انك في كل حين تسمع لي. ولكن لاجل هذا الجمع الواقف قلت، ليؤمنوا انك ارسلتني». 43 ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم:«لعازر، هلم خارجا!» 44 فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات باقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع:«حلوه ودعوه يذهب».

45 فكثيرون من اليهود الذين جاءوا الى مريم، ونظروا ما فعل يسوع، امنوا به. 46 واما قوم منهم فمضوا الى الفريسيين وقالوا لهم عما فعل يسوع. 47 فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعا وقالوا:«ماذا نصنع؟ فان هذا الانسان يعمل ايات كثيرة. 48 ان تركناه هكذا يؤمن الجميع به، فياتي الرومانيون وياخذون موضعنا وامتنا». 49 فقال لهم واحد منهم، وهو قيافا، كان رئيسا للكهنة في تلك السنة:«انتم لستم تعرفون شيئا، 50 ولا تفكرون انه خير لنا ان يموت انسان واحد عن الشعب ولا تهلك الامة كلها!». 51 ولم يقل هذا من نفسه، بل اذ كان رئيسا للكهنة في تلك السنة، تنبا ان يسوع مزمع ان يموت عن الامة، 52 وليس عن الامة فقط، بل ليجمع ابناء الله المتفرقين الى واحد.

53 فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه. 54 فلم يكن يسوع ايضا يمشي بين اليهود علانية، بل مضى من هناك الى الكورة القريبة من البرية، الى مدينة يقال لها افرايم، ومكث هناك مع تلاميذه.

55 وكان فصح اليهود قريبا. فصعد كثيرون من الكور الى اورشليم قبل الفصح ليطهروا انفسهم. 56 فكانوا يطلبون يسوع ويقولون فيما بينهم، وهم واقفون في الهيكل:«ماذا تظنون؟ هل هو لا ياتي الى العيد؟» 57 وكان ايضا رؤساء الكهنة والفريسيون قد اصدروا امرا انه ان عرف احد اين هو فليدل عليه، لكي يمسكوه.

الإصحاح 12

1 ثم قبل الفصح بستة ايام اتى يسوع الى بيت عنيا، حيث كان لعازر الميت الذي اقامه من الاموات. 2 فصنعوا له هناك عشاء. وكانت مرثا تخدم، واما لعازر فكان احد المتكئين معه. 3 فاخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن، ودهنت قدمي يسوع، ومسحت قدميه بشعرها، فامتلا البيت من رائحة الطيب. 4 فقال واحد من تلاميذه، وهو يهوذا سمعان الاسخريوطي، المزمع ان يسلمه: 5 «لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمئة دينار ويعط للفقراء؟» 6 قال هذا ليس لانه كان يبالي بالفقراء، بل لانه كان سارقا، وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يلقى فيه. 7 فقال يسوع:«اتركوها! انها ليوم تكفيني قد حفظته، 8 لان الفقراء معكم في كل حين، واما انا فلست معكم في كل حين».

9 فعلم جمع كثير من اليهود انه هناك، فجاءوا ليس لاجل يسوع فقط، بل لينظروا ايضا لعازر الذي اقامه من الاموات. 10 فتشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر ايضا، 11 لان كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون ويؤمنون بيسوع.

12 وفي الغد سمع الجمع الكثير الذي جاء الى العيد ان يسوع ات الى اورشليم، 13 فاخذوا سعوف النخل وخرجوا للقائه، وكانوا يصرخون: «اوصنا! مبارك الاتي باسم الرب! ملك اسرائيل!» 14 ووجد يسوع جحشا فجلس عليه كما هو مكتوب: 15 «لا تخافي يا ابنة صهيون. هوذا ملكك ياتي جالسا على جحش اتان». 16 وهذه الامور لم يفهمها تلاميذه اولا، ولكن لما تمجد يسوع، حينئذ تذكروا ان هذه كانت مكتوبة عنه، وانهم صنعوا هذه له. 17 وكان الجمع الذي معه يشهد انه دعا لعازر من القبر واقامه من الاموات. 18 لهذا ايضا لاقاه الجمع، لانهم سمعوا انه كان قد صنع هذه الاية. 19 فقال الفريسيون بعضهم لبعض: «انظروا! انكم لا تنفعون شيئا! هوذا العالم قد ذهب وراءه!».

20 وكان اناس يونانيون من الذين صعدوا ليسجدوا في العيد. 21 فتقدم هؤلاء الى فيلبس الذي من بيت صيدا الجليل، وسالوه قائلين: «يا سيد، نريد ان نرى يسوع» 22 فاتى فيلبس وقال لاندراوس، ثم قال اندراوس وفيلبس ليسوع. 23 واما يسوع فاجابهما قائلا:«قد اتت الساعة ليتمجد ابن الانسان. 24 الحق الحق اقول لكم: ان لم تقع حبة الحنطة في الارض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن ان ماتت تاتي بثمر كثير. 25 من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها الى حياة ابدية. 26 ان كان احد يخدمني فليتبعني، وحيث اكون انا هناك ايضا يكون خادمي. وان كان احد يخدمني يكرمه الاب. 27 الان نفسي قد اضطربت. وماذا اقول؟ ايها الاب نجني من هذه الساعة؟. ولكن لاجل هذا اتيت الى هذه الساعة 28 ايها الاب مجد اسمك!». فجاء صوت من السماء:«مجدت، وامجد ايضا!». 29 فالجمع الذي كان واقفا وسمع، قال:«قد حدث رعد!». واخرون قالوا: «قد كلمه ملاك!». 30 اجاب يسوع وقال:«ليس من اجلي صار هذا الصوت، بل من اجلكم. 31 الان دينونة هذا العالم. الان يطرح رئيس هذا العالم خارجا. 32 وانا ان ارتفعت عن الارض اجذب الي الجميع». 33 قال هذا مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يموت. 34 فاجابه الجمع: «نحن سمعنا من الناموس ان المسيح يبقى الى الابد، فكيف تقول انت انه ينبغي ان يرتفع ابن الانسان؟ من هو هذا ابن الانسان؟» 35 فقال لهم يسوع:«النور معكم زمانا قليلا بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب. 36 ما دام لكم النور امنوا بالنور لتصيروا ابناء النور». تكلم يسوع بهذا ثم مضى واختفى عنهم.

37 ومع انه كان قد صنع امامهم ايات هذا عددها، لم يؤمنوا به، 38 ليتم قول اشعياء النبي الذي قاله:«يارب، من صدق خبرنا؟ ولمن استعلنت ذراع الرب؟» 39 لهذا لم يقدروا ان يؤمنوا. لان اشعياء قال ايضا: 40 «قد اعمى عيونهم، واغلظ قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم، ويشعروا بقلوبهم، ويرجعوا فاشفيهم». 41 قال اشعياء هذا حين راى مجده وتكلم عنه. 42 ولكن مع ذلك امن به كثيرون من الرؤساء ايضا، غير انهم لسبب الفريسيين لم يعترفوا به، لئلا يصيروا خارج المجمع، 43 لانهم احبوا مجد الناس اكثر من مجد الله.

44 فنادى يسوع وقال:«الذي يؤمن بي، ليس يؤمن بي بل بالذي ارسلني. 45 والذي يراني يرى الذي ارسلني. 46 انا قد جئت نورا الى العالم، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة. 47 وان سمع احد كلامي ولم يؤمن فانا لا ادينه، لاني لم ات لادين العالم بل لاخلص العالم. 48 من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه. الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الاخير، 49 لاني لم اتكلم من نفسي، لكن الاب الذي ارسلني هو اعطاني وصية: ماذا اقول وبماذا اتكلم. 50 وانا اعلم ان وصيته هي حياة ابدية. فما اتكلم انا به، فكما قال لي الاب هكذا اتكلم».

الإصحاح 13

1 اما يسوع قبل عيد الفصح، وهو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الاب، اذ كان قد احب خاصته الذين في العالم، احبهم الى المنتهى. 2 فحين كان العشاء، وقد القى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الاسخريوطي ان يسلمه، 3 يسوع وهو عالم ان الاب قد دفع كل شيء الى يديه، وانه من عند الله خرج، والى الله يمضي، 4 قام عن العشاء، وخلع ثيابه، واخذ منشفة واتزر بها، 5 ثم صب ماء في مغسل، وابتدا يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها. 6 فجاء الى سمعان بطرس. فقال له ذاك:«يا سيد، انت تغسل رجلي!» 7 اجاب يسوع وقال له:«لست تعلم انت الان ما انا اصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد». 8 قال له بطرس:«لن تغسل رجلي ابدا!» اجابه يسوع:«ان كنت لا اغسلك فليس لك معي نصيب». 9 قال له سمعان بطرس:«يا سيد، ليس رجلي فقط بل ايضا يدي وراسي». 10 قال له يسوع:«الذي قد اغتسل ليس له حاجة الا الى غسل رجليه، بل هو طاهر كله. وانتم طاهرون ولكن ليس كلكم». 11 لانه عرف مسلمه، لذلك قال: «لستم كلكم طاهرين».

12 فلما كان قد غسل ارجلهم واخذ ثيابه واتكا ايضا، قال لهم:«اتفهمون ما قد صنعت بكم؟ 13 انتم تدعونني معلما وسيدا، وحسنا تقولون، لاني انا كذلك. 14 فان كنت وانا السيد والمعلم قد غسلت ارجلكم، فانتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم ارجل بعض، 15 لاني اعطيتكم مثالا، حتى كما صنعت انا بكم تصنعون انتم ايضا. 16 الحق الحق اقول لكم: انه ليس عبد اعظم من سيده، ولا رسول اعظم من مرسله. 17 ان علمتم هذا فطوباكم ان عملتموه. 18 «لست اقول عن جميعكم. انا اعلم الذين اخترتهم. لكن ليتم الكتاب: الذي ياكل معي الخبز رفع علي عقبه. 19 اقول لكم الان قبل ان يكون، حتى متى كان تؤمنون اني انا هو. 20 الحق الحق اقول لكم: الذي يقبل من ارسله يقبلني، والذي يقبلني يقبل الذي ارسلني».

21 لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح، وشهد وقال:«الحق الحق اقول لكم: ان واحدا منكم سيسلمني!». 22 فكان التلاميذ ينظرون بعضهم الى بعض وهم محتارون في من قال عنه. 23 وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه، كان يسوع يحبه. 24 فاوما اليه سمعان بطرس ان يسال من عسى ان يكون الذي قال عنه. 25 فاتكا ذاك على صدر يسوع وقال له: «يا سيد، من هو؟» 26 اجاب يسوع:«هو ذاك الذي اغمس انا اللقمة واعطيه!». فغمس اللقمة واعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي. 27 فبعد اللقمة دخله الشيطان. فقال له يسوع: «ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة». 28 واما هذا فلم يفهم احد من المتكئين لماذا كلمه به، 29 لان قوما، اذ كان الصندوق مع يهوذا، ظنوا ان يسوع قال له: اشتر ما نحتاج اليه للعيد، او ان يعطي شيئا للفقراء.

30 فذاك لما اخذ اللقمة خرج للوقت. وكان ليلا. 31 فلما خرج قال يسوع:«الان تمجد ابن الانسان وتمجد الله فيه. 32 ان كان الله قد تمجد فيه، فان الله سيمجده في ذاته، ويمجده سريعا. 33 يا اولادي، انا معكم زمانا قليلا بعد. ستطلبونني، وكما قلت لليهود: حيث اذهب انا لا تقدرون انتم ان تاتوا، اقول لكم انتم الان. 34 وصية جديدة انا اعطيكم: ان تحبوا بعضكم بعضا. كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. 35 بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي: ان كان لكم حب بعضا لبعض».

36 قال له سمعان بطرس:«يا سيد، الى اين تذهب؟» اجابه يسوع:«حيث اذهب لا تقدر الان ان تتبعني، ولكنك ستتبعني اخيرا». 37 قال له بطرس:«يا سيد، لماذا لا اقدر ان اتبعك الان؟ اني اضع نفسي عنك!». 38 اجابه يسوع:«اتضع نفسك عني؟ الحق الحق اقول لك: لا يصيح الديك حتى تنكرني ثلاث مرات.

الإصحاح 14

1 «لا تضطرب قلوبكم. انتم تؤمنون بالله فامنوا بي. 2 في بيت ابي منازل كثيرة، والا فاني كنت قد قلت لكم. انا امضي لاعد لكم مكانا، 3 وان مضيت واعددت لكم مكانا اتي ايضا واخذكم الي، حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا، 4 وتعلمون حيث انا اذهب وتعلمون الطريق». 5 قال له توما:«يا سيد، لسنا نعلم اين تذهب، فكيف نقدر ان نعرف الطريق؟» 6 قال له يسوع: «انا هو الطريق والحق والحياة. ليس احد ياتي الى الاب الا بي. 7 لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم ابي ايضا. ومن الان تعرفونه وقد رايتموه». 8 قال له فيلبس:«يا سيد، ارنا الاب وكفانا». 9 قال له يسوع:«انا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس! الذي راني فقد راى الاب، فكيف تقول انت: ارنا الاب؟ 10 الست تؤمن اني انا في الاب والاب في؟ الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي، لكن الاب الحال في هو يعمل الاعمال. 11 صدقوني اني في الاب والاب في، والا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها. 12 الحق الحق اقول لكم: من يؤمن بي فالاعمال التي انا اعملها يعملها هو ايضا، ويعمل اعظم منها، لاني ماض الى ابي. 13 ومهما سالتم باسمي فذلك افعله ليتمجد الاب بالابن. 14 ان سالتم شيئا باسمي فاني افعله.

15 «ان كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي، 16 وانا اطلب من الاب فيعطيكم معزيا اخر ليمكث معكم الى الابد، 17 روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله، لانه لا يراه ولا يعرفه، واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم. 18 لا اترككم يتامى. اني اتي اليكم. 19 بعد قليل لا يراني العالم ايضا، واما انتم فترونني. اني انا حي فانتم ستحيون. 20 في ذلك اليوم تعلمون اني انا في ابي، وانتم في، وانا فيكم. 21 الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه ابي، وانا احبه، واظهر له ذاتي».

22 قال له يهوذا ليس الاسخريوطي:«يا سيد، ماذا حدث حتى انك مزمع ان تظهر ذاتك لنا وليس للعالم؟» 23 اجاب يسوع وقال له:«ان احبني احد يحفظ كلامي، ويحبه ابي، واليه ناتي، وعنده نصنع منزلا. 24 الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي. والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للاب الذي ارسلني. 25 بهذا كلمتكم وانا عندكم. 26 واما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الاب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم.

27 «سلاما اترك لكم. سلامي اعطيكم. ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب. 28 سمعتم اني قلت لكم: انا اذهب ثم اتي اليكم. لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لاني قلت امضي الى الاب، لان ابي اعظم مني. 29 وقلت لكم الان قبل ان يكون، حتى متى كان تؤمنون. 30 لا اتكلم ايضا معكم كثيرا، لان رئيس هذا العالم ياتي وليس له في شيء. 31 ولكن ليفهم العالم اني احب الاب، وكما اوصاني الاب هكذا افعل. قوموا ننطلق من ههنا.

الإصحاح 15

1 «انا الكرمة الحقيقية وابي الكرام. 2 كل غصن في لا ياتي بثمر ينزعه، وكل ما ياتي بثمر ينقيه لياتي بثمر اكثر. 3 انتم الان انقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به. 4 اثبتوا في وانا فيكم. كما ان الغصن لا يقدر ان ياتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة، كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا في. 5 انا الكرمة وانتم الاغصان. الذي يثبت في وانا فيه هذا ياتي بثمر كثير، لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا. 6 ان كان احد لا يثبت في يطرح خارجا كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار، فيحترق. 7 ان ثبتم في وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم. 8 بهذا يتمجد ابي: ان تاتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي. 9 كما احبني الاب كذلك احببتكم انا. اثبتوا في محبتي. 10 ان حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي، كما اني انا قد حفظت وصايا ابي واثبت في محبته. 11 كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم.

12 «هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم. 13 ليس لاحد حب اعظم من هذا: ان يضع احد نفسه لاجل احبائه. 14 انتم احبائي ان فعلتم ما اوصيكم به. 15 لا اعود اسميكم عبيدا، لان العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم احباء لاني اعلمتكم بكل ما سمعته من ابي. 16 ليس انتم اخترتموني بل انا اخترتكم، واقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر، ويدوم ثمركم، لكي يعطيكم الاب كل ما طلبتم باسمي. 17 بهذا اوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضا.

18 «ان كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم. 19 لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لانكم لستم من العالم، بل انا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم. 20 اذكروا الكلام الذي قلته لكم: ليس عبد اعظم من سيده. ان كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم، وان كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم. 21 لكنهم انما يفعلون بكم هذا كله من اجل اسمي، لانهم لا يعرفون الذي ارسلني. 22 لو لم اكن قد جئت وكلمتهم، لم تكن لهم خطية، واما الان فليس لهم عذر في خطيتهم. 23 الذي يبغضني يبغض ابي ايضا. 24 لو لم اكن قد عملت بينهم اعمالا لم يعملها احد غيري، لم تكن لهم خطية، واما الان فقد راوا وابغضوني انا وابي. 25 لكن لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم: انهم ابغضوني بلا سبب.

26 «ومتى جاء المعزي الذي سارسله انا اليكم من الاب، روح الحق، الذي من عند الاب ينبثق، فهو يشهد لي. 27 وتشهدون انتم ايضا لانكم معي من الابتداء.

الإصحاح 16

1 «قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا. 2 سيخرجونكم من المجامع، بل تاتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله. 3 وسيفعلون هذا بكم لانهم لم يعرفوا الاب ولا عرفوني. 4 لكني قد كلمتكم بهذا حتى اذا جاءت الساعة تذكرون اني انا قلته لكم. ولم اقل لكم من البداية لاني كنت معكم. 5 «واما الان فانا ماض الى الذي ارسلني، وليس احد منكم يسالني: اين تمضي؟ 6 لكن لاني قلت لكم هذا قد ملا الحزن قلوبكم. 7 لكني اقول لكم الحق: انه خير لكم ان انطلق، لانه ان لم انطلق لا ياتيكم المعزي، ولكن ان ذهبت ارسله اليكم. 8 ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة: 9 اما على خطية فلانهم لا يؤمنون بي. 10 واما على بر فلاني ذاهب الى ابي ولا ترونني ايضا. 11 واما على دينونة فلان رئيس هذا العالم قد دين.

12 «ان لي امورا كثيرة ايضا لاقول لكم، ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الان. 13 واما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم الى جميع الحق، لانه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بامور اتية. 14 ذاك يمجدني، لانه ياخذ مما لي ويخبركم. 15 كل ما للاب هو لي. لهذا قلت انه ياخذ مما لي ويخبركم. 16 بعد قليل لا تبصرونني، ثم بعد قليل ايضا ترونني، لاني ذاهب الى الاب».

17 فقال قوم من تلاميذه، بعضهم لبعض:«ما هو هذا الذي يقوله لنا: بعد قليل لا تبصرونني، ثم بعد قليل ايضا ترونني، ولاني ذاهب الى الاب؟». 18 فقالوا:«ما هو هذا القليل الذي يقول عنه؟ لسنا نعلم بماذا يتكلم!». 19 فعلم يسوع انهم كانوا يريدون ان يسالوه، فقال لهم: «اعن هذا تتساءلون فيما بينكم، لاني قلت: بعد قليل لا تبصرونني، ثم بعد قليل ايضا ترونني 20 الحق الحق اقول لكم: انكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. انتم ستحزنون، ولكن حزنكم يتحول الى فرح. 21 المراة وهي تلد تحزن لان ساعتها قد جاءت، ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح، لانه قد ولد انسان في العالم. 22 فانتم كذلك، عندكم الان حزن. ولكني ساراكم ايضا فتفرح قلوبكم، ولا ينزع احد فرحكم منكم 23 وفي ذلك اليوم لا تسالونني شيئا. الحق الحق اقول لكم: ان كل ما طلبتم من الاب باسمي يعطيكم. 24 الى الان لم تطلبوا شيئا باسمي. اطلبوا تاخذوا، ليكون فرحكم كاملا.

25 «قد كلمتكم بهذا بامثال، ولكن تاتي ساعة حين لا اكلمكم ايضا بامثال، بل اخبركم عن الاب علانية. 26 في ذلك اليوم تطلبون باسمي. ولست اقول لكم اني انا اسال الاب من اجلكم، 27 لان الاب نفسه يحبكم، لانكم قد احببتموني، وامنتم اني من عند الله خرجت. 28 خرجت من عند الاب، وقد اتيت الى العالم، وايضا اترك العالم واذهب الى الاب».

29 قال له تلاميذه:«هوذا الان تتكلم علانية ولست تقول مثلا واحدا. 30 الان نعلم انك عالم بكل شيء، ولست تحتاج ان يسالك احد. لهذا نؤمن انك من الله خرجت». 31 اجابهم يسوع:«الان تؤمنون؟ 32 هوذا تاتي ساعة، وقد اتت الان، تتفرقون فيها كل واحد الى خاصته، وتتركونني وحدي. وانا لست وحدي لان الاب معي. 33 قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: انا قد غلبت العالم».

الإصحاح 17

1 تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال:«ايها الاب، قد اتت الساعة. مجد ابنك ليمجدك ابنك ايضا، 2 اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته. 3 وهذه هي الحياة الابدية: ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته. 4 انا مجدتك على الارض. العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته. 5 والان مجدني انت ايها الاب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم.

6 «انا اظهرت اسمك للناس الذين اعطيتني من العالم. كانوا لك واعطيتهم لي، وقد حفظوا كلامك. 7 والان علموا ان كل ما اعطيتني هو من عندك، 8 لان الكلام الذي اعطيتني قد اعطيتهم، وهم قبلوا وعلموا يقينا اني خرجت من عندك، وامنوا انك انت ارسلتني. 9 من اجلهم انا اسال. لست اسال من اجل العالم، بل من اجل الذين اعطيتني لانهم لك. 10 وكل ما هو لي فهو لك، وما هو لك فهو لي، وانا ممجد فيهم. 11 ولست انا بعد في العالم، واما هؤلاء فهم في العالم، وانا اتي اليك. ايها الاب القدوس، احفظهم في اسمك الذين اعطيتني، ليكونوا واحدا كما نحن. 12 حين كنت معهم في العالم كنت احفظهم في اسمك. الذين اعطيتني حفظتهم، ولم يهلك منهم احد الا ابن الهلاك ليتم الكتاب. 13 اما الان فاني اتي اليك. واتكلم بهذا في العالم ليكون لهم فرحي كاملا فيهم. 14 انا قد اعطيتهم كلامك، والعالم ابغضهم لانهم ليسوا من العالم، كما اني انا لست من العالم، 15 لست اسال ان تاخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير. 16 ليسوا من العالم كما اني انا لست من العالم. 17 قدسهم في حقك. كلامك هو حق÷. 18 كما ارسلتني الى العالم ارسلتهم انا الى العالم، 19 ولاجلهم اقدس انا ذاتي، ليكونوا هم ايضا مقدسين في الحق.

20 «ولست اسال من اجل هؤلاء فقط، بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم، 21 ليكون الجميع واحدا، كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك ارسلتني. 22 وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني، ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد. 23 انا فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد، وليعلم العالم انك ارسلتني، واحببتهم كما احببتني. 24 ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا، لينظروا مجدي الذي اعطيتني، لانك احببتني قبل انشاء العالم. 25 ايها الاب البار، ان العالم لم يعرفك، اما انا فعرفتك، وهؤلاء عرفوا انك انت ارسلتني. 26 وعرفتهم اسمك وساعرفهم، ليكون فيهم الحب الذي احببتني به، واكون انا فيهم».

الإصحاح 18

1 قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه الى عبر وادي قدرون، حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه. 2 وكان يهوذا مسلمه يعرف الموضع، لان يسوع اجتمع هناك كثيرا مع تلاميذه. 3 فاخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين، وجاء الى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح. 4 فخرج يسوع وهو عالم بكل ما ياتي عليه، وقال لهم: «من تطلبون؟» 5 اجابوه: «يسوع الناصري». قال لهم:«انا هو». وكان يهوذا مسلمه ايضا واقفا معهم. 6 فلما قال لهم:«اني انا هو»، رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض. 7 فسالهم ايضا: «من تطلبون؟» فقالوا:«يسوع الناصري». 8 اجاب يسوع:«قد قلت لكم: اني انا هو. فان كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون». 9 ليتم القول الذي قاله: «ان الذين اعطيتني لم اهلك منهم احدا».

10 ثم ان سمعان بطرس كان معه سيف، فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة، فقطع اذنه اليمنى. وكان اسم العبد ملخس. 11 فقال يسوع لبطرس:«اجعل سيفك في الغمد! الكاس التي اعطاني الاب الا اشربها؟».

12 ثم ان الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع واوثقوه، 13 ومضوا به الى حنان اولا، لانه كان حما قيافا الذي كان رئيسا للكهنة في تلك السنة. 14 وكان قيافا هو الذي اشار على اليهود انه خير ان يموت انسان واحد عن الشعب.

15 وكان سمعان بطرس والتلميذ الاخر يتبعان يسوع، وكان ذلك التلميذ معروفا عند رئيس الكهنة، فدخل مع يسوع الى دار رئيس الكهنة. 16 واما بطرس فكان واقفا عند الباب خارجا. فخرج التلميذ الاخر الذي كان معروفا عند رئيس الكهنة، وكلم البوابة فادخل بطرس. 17 فقالت الجارية البوابة لبطرس:«الست انت ايضا من تلاميذ هذا الانسان؟» قال ذاك:«لست انا!». 18 وكان العبيد والخدام واقفين، وهم قد اضرموا جمرا لانه كان برد، وكانوا يصطلون، وكان بطرس واقفا معهم يصطلي.

19 فسال رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه. 20 اجابه يسوع:«انا كلمت العالم علانية. انا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما. وفي الخفاء لم اتكلم بشيء. 21 لماذا تسالني انا؟ اسال الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم. هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت انا». 22 ولما قال هذا لطم يسوع واحد من الخدام كان واقفا، قائلا: «اهكذا تجاوب رئيس الكهنة؟» 23 اجابه يسوع:«ان كنت قد تكلمت رديا فاشهد على الردي، وان حسنا فلماذا تضربني؟» 24 وكان حنان قد ارسله موثقا الى قيافا رئيس الكهنة.

25 وسمعان بطرس كان واقفا يصطلي. فقالوا له:«الست انت ايضا من تلاميذه؟» فانكر ذاك وقال:«لست انا!». 26 قال واحد من عبيد رئيس الكهنة، وهو نسيب الذي قطع بطرس اذنه:«اما رايتك انا معه في البستان؟» 27 فانكر بطرس ايضا. وللوقت صاح الديك.

28 ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا الى دار الولاية، وكان صبح. ولم يدخلوا هم الى دار الولاية لكي لا يتنجسوا، فياكلون الفصح. 29 فخرج بيلاطس اليهم وقال:«اية شكاية تقدمون على هذا الانسان؟» 30 اجابوا وقالوا له:«لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه اليك!» 31 فقال لهم بيلاطس:«خذوه انتم واحكموا عليه حسب ناموسكم». فقال له اليهود:«لا يجوز لنا ان نقتل احدا». 32 ليتم قول يسوع الذي قاله مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يموت.

33 ثم دخل بيلاطس ايضا الى دار الولاية ودعا يسوع، وقال له:«انت ملك اليهود؟» 34 اجابه يسوع:«امن ذاتك تقول هذا، ام اخرون قالوا لك عني؟» 35 اجابه بيلاطس: «العلي انا يهودي؟ امتك ورؤساء الكهنة اسلموك الي. ماذا فعلت؟» 36 اجاب يسوع: «مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم، لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم الى اليهود. ولكن الان ليست مملكتي من هنا». 37 فقال له بيلاطس: «افانت اذا ملك؟» اجاب يسوع:«انت تقول: اني ملك. لهذا قد ولدت انا، ولهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي». 38 قال له بيلاطس:«ما هو الحق؟». ولما قال هذا خرج ايضا الى اليهود وقال لهم:«انا لست اجد فيه علة واحدة. 39 ولكم عادة ان اطلق لكم واحدا في الفصح. افتريدون ان اطلق لكم ملك اليهود؟». 40 فصرخوا ايضا جميعهم قائلين: «ليس هذا بل باراباس!». وكان باراباس لصا.

الإصحاح 19

1 فحينئذ اخذ بيلاطس يسوع وجلده. 2 وضفر العسكر اكليلا من شوك ووضعوه على راسه، والبسوه ثوب ارجوان، 3 وكانوا يقولون:«السلام يا ملك اليهود!». وكانوا يلطمونه. 4 فخرج بيلاطس ايضا خارجا وقال لهم:«ها انا اخرجه اليكم لتعلموا اني لست اجد فيه علة واحدة». 5 فخرج يسوع خارجا وهو حامل اكليل الشوك وثوب الارجوان. فقال لهم بيلاطس:«هوذا الانسان!». 6 فلما راه رؤساء الكهنة والخدام صرخوا قائلين:«اصلبه! اصلبه!». قال لهم بيلاطس:«خذوه انتم واصلبوه، لاني لست اجد فيه علة». 7 اجابه اليهود:«لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب ان يموت، لانه جعل نفسه ابن الله». 8 فلما سمع بيلاطس هذا القول ازداد خوفا. 9 فدخل ايضا الى دار الولاية وقال ليسوع:«من اين انت؟». واما يسوع فلم يعطه جوابا. 10 فقال له بيلاطس: «اما تكلمني؟ الست تعلم ان لي سلطانا ان اصلبك وسلطانا ان اطلقك؟» 11 اجاب يسوع: « لم يكن لك علي سلطان البتة، لو لم تكن قد اعطيت من فوق. لذلك الذي اسلمني اليك له خطية اعظم». 12 من هذا الوقت كان بيلاطس يطلب ان يطلقه، ولكن اليهود كانوا يصرخون قائلين:«ان اطلقت هذا فلست محبا لقيصر. كل من يجعل نفسه ملكا يقاوم قيصر!».

13 فلما سمع بيلاطس هذا القول اخرج يسوع، وجلس على كرسي الولاية في موضع يقال له «البلاط» وبالعبرانية «جباثا». 14 وكان استعداد الفصح، ونحو الساعة السادسة. فقال لليهود:«هوذا ملككم!». 15 فصرخوا: «خذه! خذه! اصلبه!» قال لهم بيلاطس: «ااصلب ملككم؟» اجاب رؤساء الكهنة:«ليس لنا ملك الا قيصر!». 16 فحينئذ اسلمه اليهم ليصلب. فاخذوا يسوع ومضوا به. 17 فخرج وهو حامل صليبه الى الموضع الذي يقال له «موضع الجمجمة» ويقال له بالعبرانية «جلجثة»، 18 حيث صلبوه، وصلبوا اثنين اخرين معه من هنا ومن هنا، ويسوع في الوسط.

19 وكتب بيلاطس عنوانا ووضعه على الصليب. وكان مكتوبا:«يسوع الناصري ملك اليهود». 20 فقرا هذا العنوان كثيرون من اليهود، لان المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريبا من المدينة. وكان مكتوبا بالعبرانية واليونانية واللاتينية. 21 فقال رؤساء كهنة اليهود لبيلاطس: «لا تكتب: ملك اليهود، بل: ان ذاك قال: انا ملك اليهود!». 22 اجاب بيلاطس:«ما كتبت قد كتبت». 23 ثم ان العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع، اخذوا ثيابه وجعلوها اربعة اقسام، لكل عسكري قسما. واخذوا القميص ايضا. وكان القميص بغير خياطة، منسوجا كله من فوق. 24 فقال بعضهم لبعض:«لا نشقه، بل نقترع عليه لمن يكون». ليتم الكتاب القائل:«اقتسموا ثيابي بينهم، وعلى لباسي القوا قرعة». هذا فعله العسكر.

25 وكانت واقفات عند صليب يسوع، امه، واخت امه مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية. 26 فلما راى يسوع امه، والتلميذ الذي كان يحبه واقفا، قال لامه:«يا امراة، هوذا ابنك». 27 ثم قال للتلميذ:«هوذا امك». ومن تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته.

28 بعد هذا راى يسوع ان كل شيء قد كمل، فلكي يتم الكتاب قال:«انا عطشان». 29 وكان اناء موضوعا مملوا خلا، فملاوا اسفنجة من الخل، ووضعوها على زوفا وقدموها الى فمه. 30 فلما اخذ يسوع الخل قال:«قد اكمل». ونكس راسه واسلم الروح.

31 ثم اذ كان استعداد، فلكي لا تبقى الاجساد على الصليب في السبت، لان يوم ذلك السبت كان عظيما، سال اليهود بيلاطس ان تكسر سيقانهم ويرفعوا. 32 فاتى العسكر وكسروا ساقي الاول والاخر المصلوب معه. 33 واما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه، لانهم راوه قد مات. 34 لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة، وللوقت خرج دم وماء. 35 والذي عاين شهد، وشهادته حق، وهو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم. 36 لان هذا كان ليتم الكتاب القائل:«عظم لا يكسر منه». 37 وايضا يقول كتاب اخر:«سينظرون الى الذي طعنوه».

38 ثم ان يوسف الذي من الرامة، وهو تلميذ يسوع، ولكن خفية لسبب الخوف من اليهود، سال بيلاطس ان ياخذ جسد يسوع، فاذن بيلاطس. فجاء واخذ جسد يسوع. 39 وجاء ايضا نيقوديموس، الذي اتى اولا الى يسوع ليلا، وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منا. 40 فاخذا جسد يسوع، ولفاه باكفان مع الاطياب، كما لليهود عادة ان يكفنوا. 41 وكان في الموضع الذي صلب فيه بستان، وفي البستان قبر جديد لم يوضع فيه احد قط. 42 فهناك وضعا يسوع لسبب استعداد اليهود، لان القبر كان قريبا.

الإصحاح 20

1 وفي اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية الى القبر باكرا، والظلام باق. فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر. 2 فركضت وجاءت الى سمعان بطرس والى التلميذ الاخر الذي كان يسوع يحبه، وقالت لهما:«اخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم اين وضعوه!». 3 فخرج بطرس والتلميذ الاخر واتيا الى القبر. 4 وكان الاثنان يركضان معا. فسبق التلميذ الاخر بطرس وجاء اولا الى القبر، 5 وانحنى فنظر الاكفان موضوعة، ولكنه لم يدخل. 6 ثم جاء سمعان بطرس يتبعه، ودخل القبر ونظر الاكفان موضوعة، 7 والمنديل الذي كان على راسه ليس موضوعا مع الاكفان، بل ملفوفا في موضع وحده. 8 فحينئذ دخل ايضا التلميذ الاخر الذي جاء اولا الى القبر، وراى فامن، 9 لانهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب: انه ينبغي ان يقوم من الاموات. 10 فمضى التلميذان ايضا الى موضعهما.

11 اما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكي. وفيما هي تبكي انحنت الى القبر، 12 فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الراس والاخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعا. 13 فقالا لها:«يا امراة، لماذا تبكين؟» قالت لهما:«انهم اخذوا سيدي، ولست اعلم اين وضعوه!». 14 ولما قالت هذا التفتت الى الوراء، فنظرت يسوع واقفا، ولم تعلم انه يسوع. 15 قال لها يسوع:«يا امراة، لماذا تبكين؟ من تطلبين؟» فظنت تلك انه البستاني، فقالت له:«يا سيد، ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته، وانا اخذه». 16 قال لها يسوع:«يا مريم» فالتفتت تلك وقالت له: «ربوني!» الذي تفسيره: يا معلم. 17 قال لها يسوع:«لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي. ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم:اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم». 18 فجاءت مريم المجدلية واخبرت التلاميذ انها رات الرب، وانه قال لها هذا.

19 ولما كانت عشية ذلك اليوم، وهو اول الاسبوع، وكانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط، وقال لهم:«سلام لكم!» 20 ولما قال هذا اراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ اذ راوا الرب. 21 فقال لهم يسوع ايضا:«سلام لكم! كما ارسلني الاب ارسلكم انا». 22 ولما قال هذا نفخ وقال لهم:«اقبلوا الروح القدس. 23 من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن امسكتم خطاياه امسكت».

24 اما توما، احد الاثني عشر، الذي يقال له التوام، فلم يكن معهم حين جاء يسوع. 25 فقال له التلاميذ الاخرون:«قد راينا الرب!». فقال لهم:«ان لم ابصر في يديه اثر المسامير، واضع اصبعي في اثر المسامير، واضع يدي في جنبه، لا اومن».

26 وبعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا وتوما معهم. فجاء يسوع والابواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال:«سلام لكم!». 27 ثم قال لتوما:«هات اصبعك الى هنا وابصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا». 28 اجاب توما وقال له:«ربي والهي!». 29 قال له يسوع:«لانك رايتني يا توما امنت! طوبى للذين امنوا ولم يروا».

30 وايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. 31 واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه.

الإصحاح 21

1 بعد هذا اظهر ايضا يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية. ظهر هكذا: 2 كان سمعان بطرس، وتوما الذي يقال له التوام، ونثنائيل الذي من قانا الجليل، وابنا زبدي، واثنان اخران من تلاميذه مع بعضهم. 3 قال لهم سمعان بطرس:«انا اذهب لاتصيد». قالوا له:«نذهب نحن ايضا معك». فخرجوا ودخلوا السفينة للوقت. وفي تلك الليلة لم يمسكوا شيئا. 4 ولما كان الصبح، وقف يسوع على الشاطئ. ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون انه يسوع. 5 فقال لهم يسوع:«يا غلمان العل عندكم اداما؟». اجابوه:«لا!» 6 فقال لهم: «القوا الشبكة الى جانب السفينة الايمن فتجدوا». فالقوا، ولم يعودوا يقدرون ان يجذبوها من كثرة السمك. 7 فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس:«هو الرب!». فلما سمع سمعان بطرس انه الرب، اتزر بثوبه، لانه كان عريانا، والقى نفسه في البحر. 8 واما التلاميذ الاخرون فجاءوا بالسفينة، لانهم لم يكونوا بعيدين عن الارض الا نحو مئتي ذراع، وهم يجرون شبكة السمك. 9 فلما خرجوا الى الارض نظروا جمرا موضوعا وسمكا موضوعا عليه وخبزا. 10 قال لهم يسوع:«قدموا من السمك الذي امسكتم الان». 11 فصعد سمعان بطرس وجذب الشبكة الى الارض، ممتلئة سمكا كبيرا، مئة وثلاثا وخمسين. ومع هذه الكثرة لم تتخرق الشبكة. 12 قال لهم يسوع:«هلموا تغدوا!». ولم يجسر احد من التلاميذ ان يساله: من انت؟ اذ كانوا يعلمون انه الرب. 13 ثم جاء يسوع واخذ الخبز واعطاهم وكذلك السمك. 14 هذه مرة ثالثة ظهر يسوع لتلاميذه بعدما قام من الاموات.

15 فبعد ما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس: «ياسمعان بن يونا، اتحبني اكثر من هؤلاء؟» قال له:«نعم يارب انت تعلم اني احبك». قال له: «ارع خرافي». 16 قال له ايضا ثانية:«يا سمعان بن يونا، اتحبني؟» قال له:«نعم يارب، انت تعلم اني احبك». قال له:«ارع غنمي». 17 قال له ثالثة:«يا سمعان بن يونا، اتحبني؟» فحزن بطرس لانه قال له ثالثة: اتحبني؟ فقال له: «يارب، انت تعلم كل شيء. انت تعرف اني احبك». قال له يسوع:«ارع غنمي. 18 الحق الحق اقول لك: لما كنت اكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء. ولكن متى شخت فانك تمد يديك واخر يمنطقك، ويحملك حيث لا تشاء». 19 قال هذا مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يمجد الله بها. ولما قال هذا قال له:«اتبعني». 20 فالتفت بطرس ونظر التلميذ الذي كان يسوع يحبه يتبعه، وهو ايضا الذي اتكا على صدره وقت العشاء، وقال:«يا سيد، من هو الذي يسلمك؟» 21 فلما راى بطرس هذا، قال ليسوع:«يارب، وهذا ما له؟» 22 قال له يسوع:«ان كنت اشاء انه يبقى حتى اجيء، فماذا لك؟ اتبعني انت!». 23 فذاع هذا القول بين الاخوة: ان ذلك التلميذ لا يموت. ولكن لم يقل له يسوع انه لا يموت، بل:«ان كنت اشاء انه يبقى حتى اجيء، فماذا لك؟».

24 هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم ان شهادته حق. 25 واشياء اخر كثيرة صنعها يسوع، ان كتبت واحدة واحدة، فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة. امين.