رسالة يعقوب

من كوبتيكبيديا
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الإصحاح 1

1 يعقوب، عبد الله والرب يسوع المسيح، يهدي السلام الى الاثني عشر سبطا الذين في الشتات.

2 احسبوه كل فرح يا اخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة، 3 عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبرا. 4 واما الصبر فليكن له عمل تام، لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء. 5 وانما ان كان احدكم تعوزه حكمة، فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير، فسيعطى له. 6 ولكن ليطلب بايمان غير مرتاب البتة، لان المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه. 7 فلا يظن ذلك الانسان انه ينال شيئا من عند الرب. 8 رجل ذو رايين هو متقلقل في جميع طرقه. 9 وليفتخر الاخ المتضع بارتفاعه، 10 واما الغني فباتضاعه، لانه كزهر العشب يزول. 11 لان الشمس اشرقت بالحر، فيبست العشب، فسقط زهره وفني جمال منظره. هكذا يذبل الغني ايضا في طرقه. 12 طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لانه اذا تزكى ينال «اكليل الحياة» الذي وعد به الرب للذين يحبونه.

13 لا يقل احد اذا جرب: «اني اجرب من قبل الله»، لان الله غير مجرب بالشرور، وهو لا يجرب احدا. 14 ولكن كل واحد يجرب اذا انجذب وانخدع من شهوته. 15 ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية، والخطية اذا كملت تنتج موتا. 16 لا تضلوا يا اخوتي الاحباء. 17 كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق، نازلة من عند ابي الانوار، الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران. 18 شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه.

19 اذا يا اخوتي الاحباء، ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع، مبطئا في التكلم، مبطئا في الغضب، 20 لان غضب الانسان لا يصنع بر الله. 21 لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر، فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة ان تخلص نفوسكم. 22 ولكن كونوا عاملين بالكلمة، لا سامعين فقط خادعين نفوسكم. 23 لانه ان كان احد سامعا للكلمة وليس عاملا، فذاك يشبه رجلا ناظرا وجه خلقته في مراة، 24 فانه نظر ذاته ومضى، وللوقت نسي ما هو. 25 ولكن من اطلع على الناموس الكامل ­ ناموس الحرية ­ وثبت، وصار ليس سامعا ناسيا بل عاملا بالكلمة، فهذا يكون مغبوطا في عمله. 26 ان كان احد فيكم يظن انه دين، وهو ليس يلجم لسانه، بل يخدع قلبه، فديانة هذا باطلة. 27 الديانة الطاهرة النقية عند الله الاب هي هذه: افتقاد اليتامى والارامل في ضيقتهم، وحفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم.

الإصحاح 2

1 يا اخوتي، لا يكن لكم ايمان ربنا يسوع المسيح، رب المجد، في المحاباة. 2 فانه ان دخل الى مجمعكم رجل بخواتم ذهب في لباس بهي، ودخل ايضا فقير بلباس وسخ، 3 فنظرتم الى اللابس اللباس البهي وقلتم له:«اجلس انت هنا حسنا». وقلتم للفقير:«قف انت هناك» او: «اجلس هنا تحت موطئ قدمي» 4 فهل لا ترتابون في انفسكم، وتصيرون قضاة افكار شريرة؟ 5 اسمعوا يا اخوتي الاحباء: اما اختار الله فقراء هذا العالم اغنياء في الايمان، وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه؟ 6 واما انتم فاهنتم الفقير. اليس الاغنياء يتسلطون عليكم وهم يجرونكم الى المحاكم؟ 7 اما هم يجدفون على الاسم الحسن الذي دعي به عليكم؟ 8 فان كنتم تكملون الناموس الملوكي حسب الكتاب:«تحب قريبك كنفسك». فحسنا تفعلون. 9 ولكن ان كنتم تحابون، تفعلون خطية، موبخين من الناموس كمتعدين. 10 لان من حفظ كل الناموس، وانما عثر في واحدة، فقد صار مجرما في الكل. 11 لان الذي قال: «لا تزن»، قال ايضا:«لا تقتل». فان لم تزن ولكن قتلت، فقد صرت متعديا الناموس. 12 هكذا تكلموا وهكذا افعلوا كعتيدين ان تحاكموا بناموس الحرية. 13 لان الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة، والرحمة تفتخر على الحكم.

14 ما المنفعة يا اخوتي ان قال احد ان له ايمانا ولكن ليس له اعمال، هل يقدر الايمان ان يخلصه؟ 15 ان كان اخ واخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي، 16 فقال لهما احدكم:«امضيا بسلام، استدفئا واشبعا» ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد، فما المنفعة؟ 17 هكذا الايمان ايضا، ان لم يكن له اعمال، ميت في ذاته. 18 لكن يقول قائل:«انت لك ايمان، وانا لي اعمال» ارني ايمانك بدون اعمالك، وانا اريك باعمالي ايماني. 19 انت تؤمن ان الله واحد. حسنا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون! 20 ولكن هل تريد ان تعلم ايها الانسان الباطل ان الايمان بدون اعمال ميت؟ 21 الم يتبرر ابراهيم ابونا بالاعمال، اذ قدم اسحاق ابنه على المذبح؟ 22 فترى ان الايمان عمل مع اعماله، وبالاعمال اكمل الايمان، 23 وتم الكتاب القائل:«فامن ابراهيم بالله فحسب له برا» ودعي خليل الله. 24 ترون اذا انه بالاعمال يتبرر الانسان، لابالايمان وحده. 25 كذلك راحاب الزانية ايضا، اما تبررت بالاعمال، اذ قبلت الرسل واخرجتهم في طريق اخر؟ 26 لانه كما ان الجسد بدون روح ميت، هكذا الايمان ايضا بدون اعمال ميت.

الإصحاح 3

1 لا تكونوا معلمين كثيرين يا اخوتي، عالمين اننا ناخذ دينونة اعظم! 2 لاننا في اشياء كثيرة نعثر جميعنا. ان كان احد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل، قادر ان يلجم كل الجسد ايضا. 3 هوذا الخيل، نضع اللجم في افواهها لكي تطاوعنا، فندير جسمها كله. 4 هوذا السفن ايضا، وهي عظيمة بهذا المقدار، وتسوقها رياح عاصفة، تديرها دفة صغيرة جدا الى حيثما شاء قصد المدير. 5 هكذا اللسان ايضا، هو عضو صغير ويفتخر متعظما. هوذا نار قليلة، اي وقود تحرق؟ 6 فاللسان نار! عالم الاثم. هكذا جعل في اعضائنا اللسان، الذي يدنس الجسم كله، ويضرم دائرة الكون، ويضرم من جهنم. 7 لان كل طبع للوحوش والطيور والزحافات والبحريات يذلل، وقد تذلل للطبع البشري. 8 واما اللسان، فلا يستطيع احد من الناس ان يذلله. هو شر لا يضبط، مملو سما مميتا. 9 به نبارك الله الاب، وبه نلعن الناس الذين قد تكونوا على شبه الله. 10 من الفم الواحد تخرج بركة ولعنة! لا يصلح يا اخوتي ان تكون هذه الامور هكذا! 11 العل ينبوعا ينبع من نفس عين واحدة العذب والمر؟ 12 هل تقدر يا اخوتي تينة ان تصنع زيتونا، او كرمة تينا؟ ولا كذلك ينبوع يصنع ماء مالحا وعذبا!

13 من هو حكيم وعالم بينكم، فلير اعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة. 14 ولكن ان كان لكم غيرة مرة وتحزب في قلوبكم، فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق. 15 ليست هذه الحكمة نازلة من فوق، بل هي ارضية نفسانية شيطانية. 16 لانه حيث الغيرة والتحزب، هناك التشويش وكل امر رديء. 17 واما الحكمة التي من فوق فهي اولا طاهرة، ثم مسالمة، مترفقة، مذعنة، مملوة رحمة واثمارا صالحة، عديمة الريب والرياء. 18 وثمر البر يزرع في السلام من الذين يفعلون السلام.

الإصحاح 4

1 من اين الحروب والخصومات بينكم؟ اليست من هنا: من لذاتكم المحاربة في اعضائكم؟ 2 تشتهون ولستم تمتلكون. تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون ان تنالوا. تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون، لانكم لا تطلبون. 3 تطلبون ولستم تاخذون، لانكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم. 4 ايها الزناة والزواني، اما تعلمون ان محبة العالم عداوة لله؟ فمن اراد ان يكون محبا للعالم، فقد صار عدوا لله. 5 ام تظنون ان الكتاب يقول باطلا: الروح الذي حل فينا يشتاق الى الحسد؟ 6 ولكنه يعطي نعمة اعظم. لذلك يقول:«يقاوم الله المستكبرين، واما المتواضعون فيعطيهم نعمة». 7 فاخضعوا لله. قاوموا ابليس فيهرب منكم. 8 اقتربوا الى الله فيقترب اليكم. نقوا ايديكم ايها الخطاة، وطهروا قلوبكم يا ذوي الرايين. 9 اكتئبوا ونوحوا وابكوا. ليتحول ضحككم الى نوح، وفرحكم الى غم. 10 اتضعوا قدام الرب فيرفعكم.

11 لا يذم بعضكم بعضا ايها الاخوة. الذي يذم اخاه ويدين اخاه يذم الناموس ويدين الناموس. وان كنت تدين الناموس، فلست عاملا بالناموس، بل ديانا له. 12 واحد هو واضع الناموس، القادر ان يخلص ويهلك. فمن انت يا من تدين غيرك؟

13 هلم الان ايها القائلون:«نذهب اليوم او غدا الى هذه المدينة او تلك، وهناك نصرف سنة واحدة ونتجر ونربح». 14 انتم الذين لا تعرفون امر الغد! لانه ما هي حياتكم؟ انها بخار، يظهر قليلا ثم يضمحل. 15 عوض ان تقولوا:«ان شاء الرب وعشنا نفعل هذا او ذاك». 16 واما الان فانكم تفتخرون في تعظمكم. كل افتخار مثل هذا رديء. 17 فمن يعرف ان يعمل حسنا ولا يعمل، فذلك خطية له.

الإصحاح 5

1 هلم الان ايها الاغنياء، ابكوا مولولين على شقاوتكم القادمة. 2 غناكم قد تهرا، وثيابكم قد اكلها العث. 3 ذهبكم وفضتكم قد صدئا، وصداهما يكون شهادة عليكم، وياكل لحومكم كنار! قد كنزتم في الايام الاخيرة. 4 هوذا اجرة الفعلة الذين حصدوا حقولكم، المبخوسة منكم تصرخ، وصياح الحصادين قد دخل الى اذني رب الجنود. 5 قد ترفهتم على الارض، وتنعمتم وربيتم قلوبكم، كما في يوم الذبح. 6 حكمتم على البار. قتلتموه. لا يقاومكم!

7 فتانوا ايها الاخوة الى مجيء الرب. هوذا الفلاح ينتظر ثمر الارض الثمين، متانيا عليه حتى ينال المطر المبكر والمتاخر. 8 فتانوا انتم وثبتوا قلوبكم، لان مجيء الرب قد اقترب. 9 لا يئن بعضكم على بعض ايها الاخوة لئلا تدانوا. هوذا الديان واقف قدام الباب. 10 خذوا يا اخوتي مثالا لاحتمال المشقات والاناة: الانبياء الذين تكلموا باسم الرب. 11 ها نحن نطوب الصابرين. قد سمعتم بصبر ايوب ورايتم عاقبة الرب. لان الرب كثير الرحمة ورؤوف.

12 ولكن قبل كل شيء يا اخوتي، لا تحلفوا، لا بالسماء، ولا بالارض، ولا بقسم اخر. بل لتكن نعمكم نعم، ولاكم لا، لئلا تقعوا تحت دينونة.

13 اعلى احد بينكم مشقات؟ فليصل. امسرور احد؟ فليرتل. 14 امريض احد بينكم؟ فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب، 15 وصلاة الايمان تشفي المريض، والرب يقيمه، وان كان قد فعل خطية تغفر له. 16 اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات، وصلوا بعضكم لاجل بعض، لكي تشفوا. طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها. 17 كان ايليا انسانا تحت الالام مثلنا، وصلى صلاة ان لا تمطر، فلم تمطر على الارض ثلاث سنين وستة اشهر. 18 ثم صلى ايضا، فاعطت السماء مطرا، واخرجت الارض ثمرها.

19 ايها الاخوة، ان ضل احد بينكم عن الحق فرده احد، 20 فليعلم ان من رد خاطئا عن ضلال طريقه، يخلص نفسا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا.