إنجيل لوقا

من كوبتيكبيديا
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الإصحاح 1

1 اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا 2 كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة 3 رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس 4 لتعرف صحة الكلام الذي علمت به.

5 كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة ابيا وامراته من بنات هارون واسمها اليصابات. 6 وكانا كلاهما بارين امام الله سالكين في جميع وصايا الرب واحكامه بلا لوم. 7 ولم يكن لهما ولد اذ كانت اليصابات عاقرا. وكانا كلاهما متقدمين في ايامهما.

8 فبينما هو يكهن في نوبة فرقته امام الله 9 حسب عادة الكهنوت اصابته القرعة ان يدخل الى هيكل الرب ويبخر. 10 وكان كل جمهور الشعب يصلون خارجا وقت البخور. 11 فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور. 12 فلما راه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف. 13 فقال له الملاك: «لا تخف يا زكريا لان طلبتك قد سمعت وامراتك اليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا. 14 ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته 15 لانه يكون عظيما امام الرب وخمرا ومسكرا لا يشرب ومن بطن امه يمتلئ من الروح القدس. 16 ويرد كثيرين من بني اسرائيل الى الرب الههم. 17 ويتقدم امامه بروح ايليا وقوته ليرد قلوب الاباء الى الابناء والعصاة الى فكر الابرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا». 18 فقال زكريا للملاك: «كيف اعلم هذا لاني انا شيخ وامراتي متقدمة في ايامها؟» 19 فاجاب الملاك: «انا جبرائيل الواقف قدام الله وارسلت لاكلمك وابشرك بهذا. 20 وها انت تكون صامتا ولا تقدر ان تتكلم الى اليوم الذي يكون فيه هذا لانك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته». 21 وكان الشعب منتظرين زكريا ومتعجبين من ابطائه في الهيكل. 22 فلما خرج لم يستطع ان يكلمهم ففهموا انه قد راى رؤيا في الهيكل. فكان يومئ اليهم وبقي صامتا.

23 ولما كملت ايام خدمته مضى الى بيته. 24 وبعد تلك الايام حبلت اليصابات امراته واخفت نفسها خمسة اشهر قائلة: 25 «هكذا قد فعل بي الرب في الايام التي فيها نظر الي لينزع عاري بين الناس».

26 وفي الشهر السادس ارسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة 27 الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف. واسم العذراء مريم. 28 فدخل اليها الملاك وقال: «سلام لك ايتها المنعم عليها! الرب معك. مباركة انت في النساء». 29 فلما راته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى ان تكون هذه التحية! 30 فقال لها الملاك: «لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله. 31 وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. 32 هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه 33 ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية».

34 فقالت مريم للملاك: «كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا؟» 35 فاجاب الملاك: «الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله. 36 وهوذا اليصابات نسيبتك هي ايضا حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا 37 لانه ليس شيء غير ممكن لدى الله». 38 فقالت مريم: «هوذا انا امة الرب. ليكن لي كقولك». فمضى من عندها الملاك.

39 فقامت مريم في تلك الايام وذهبت بسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا 40 ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات. 41 فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلات اليصابات من الروح القدس 42 وصرخت بصوت عظيم وقالت: «مباركة انت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك! 43 فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي؟ 44 فهوذا حين صار صوت سلامك في اذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني. 45 فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب».

46 فقالت مريم: «تعظم نفسي الرب 47 وتبتهج روحي بالله مخلصي 48 لانه نظر الى اتضاع امته. فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني 49 لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس 50 ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه. 51 صنع قوة بذراعه. شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. 52 انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين. 53 اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين. 54 عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة 55 كما كلم اباءنا. لابراهيم ونسله الى الابد». 56 فمكثت مريم عندها نحو ثلاثة اشهر ثم رجعت الى بيتها.

57 واما اليصابات فتم زمانها لتلد فولدت ابنا. 58 وسمع جيرانها واقرباؤها ان الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها. 59 وفي اليوم الثامن جاءوا ليختنوا الصبي وسموه باسم ابيه زكريا. 60 فقالت امه: «لا بل يسمى يوحنا». 61 فقالوا لها: «ليس احد في عشيرتك تسمى بهذا الاسم». 62 ثم اوماوا الى ابيه ماذا يريد ان يسمى. 63 فطلب لوحا وكتب: «اسمه يوحنا». فتعجب الجميع. 64 وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله. 65 فوقع خوف على كل جيرانهم. وتحدث بهذه الامور جميعها في كل جبال اليهودية 66 فاودعها جميع السامعين في قلوبهم قائلين: «اترى ماذا يكون هذا الصبي؟» وكانت يد الرب معه.

67 وامتلا زكريا ابوه من الروح القدس وتنبا قائلا: 68 «مبارك الرب اله اسرائيل لانه افتقد وصنع فداء لشعبه 69 واقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه. 70 كما تكلم بفم انبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر. 71 خلاص من اعدائنا ومن ايدي جميع مبغضينا. 72 ليصنع رحمة مع ابائنا ويذكر عهده المقدس. 73 القسم الذي حلف لابراهيم ابينا: 74 ان يعطينا اننا بلا خوف منقذين من ايدي اعدائنا نعبده 75 بقداسة وبر قدامه جميع ايام حياتنا. 76 وانت ايها الصبي نبي العلي تدعى لانك تتقدم امام وجه الرب لتعد طرقه. 77 لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم 78 باحشاء رحمة الهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء. 79 ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدي اقدامنا في طريق السلام».

80 اما الصبي فكان ينمو ويتقوى بالروح وكان في البراري الى يوم ظهوره لاسرائيل.

الإصحاح 2

1 وفي تلك الايام صدر امر من اوغسطس قيصر بان يكتتب كل المسكونة. 2 وهذا الاكتتاب الاول جرى اذ كان كيرينيوس والي سورية. 3 فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد الى مدينته. 4 فصعد يوسف ايضا من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته 5 ليكتتب مع مريم امراته المخطوبة وهي حبلى. 6 وبينما هما هناك تمت ايامها لتلد. 7 فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل.

8 وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم 9 واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. 10 فقال لهم الملاك: «لا تخافوا. فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: 11 انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. 12 وهذه لكم العلامة: تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود». 13 وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: 14 «المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة».

15 ولما مضت عنهم الملائكة الى السماء قال الرعاة بعضهم لبعض: «لنذهب الان الى بيت لحم وننظر هذا الامر الواقع الذي اعلمنا به الرب». 16 فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود. 17 فلما راوه اخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي. 18 وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة. 19 واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها. 20 ثم رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه وراوه كما قيل لهم.

21 ولما تمت ثمانية ايام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل ان حبل به في البطن.

22 ولما تمت ايام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب 23 كما هو مكتوب في ناموس الرب: ان كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب. 24 ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام او فرخي حمام.

25 وكان رجل في اورشليم اسمه سمعان كان بارا تقيا ينتظر تعزية اسرائيل والروح القدس كان عليه. 26 وكان قد اوحي اليه بالروح القدس انه لا يرى الموت قبل ان يرى مسيح الرب. 27 فاتى بالروح الى الهيكل. وعندما دخل بالصبي يسوع ابواه ليصنعا له حسب عادة الناموس 28 اخذه على ذراعيه وبارك الله وقال: 29 «الان تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام 30 لان عيني قد ابصرتا خلاصك 31 الذي اعددته قدام وجه جميع الشعوب. 32 نور اعلان للامم ومجدا لشعبك اسرائيل». 33 وكان يوسف وامه يتعجبان مما قيل فيه. 34 وباركهما سمعان وقال لمريم امه: «ها ان هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في اسرائيل ولعلامة تقاوم. 35 وانت ايضا يجوز في نفسك سيف لتعلن افكار من قلوب كثيرة».

36 وكانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط اشير وهي متقدمة في ايام كثيرة قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها. 37 وهي ارملة نحو اربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة باصوام وطلبات ليلا ونهارا. 38 فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في اورشليم.

39 ولما اكملوا كل شيء حسب ناموس الرب رجعوا الى الجليل الى مدينتهم الناصرة. 40 وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئا حكمة وكانت نعمة الله عليه.

41 وكان ابواه يذهبان كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح. 42 ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا الى اورشليم كعادة العيد. 43 وبعدما اكملوا الايام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في اورشليم ويوسف وامه لم يعلما. 44 واذ ظناه بين الرفقة ذهبا مسيرة يوم وكانا يطلبانه بين الاقرباء والمعارف. 45 ولما لم يجداه رجعا الى اورشليم يطلبانه. 46 وبعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسالهم. 47 وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه واجوبته. 48 فلما ابصراه اندهشا. وقالت له امه: «يا بني لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا ابوك وانا كنا نطلبك معذبين!» 49 فقال لهما: «لماذا كنتما تطلبانني؟ الم تعلما انه ينبغي ان اكون في ما لابي؟». 50 فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما. 51 ثم نزل معهما وجاء الى الناصرة وكان خاضعا لهما. وكانت امه تحفظ جميع هذه الامور في قلبها. 52 واما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس.

الإصحاح 3

1 وفي السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر اذ كان بيلاطس البنطي واليا على اليهودية وهيرودس رئيس ربع على الجليل وفيلبس اخوه رئيس ربع على ايطورية وكورة تراخونيتس وليسانيوس رئيس ربع على الابلية 2 في ايام رئيس الكهنة حنان وقيافا كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية 3 فجاء الى جميع الكورة المحيطة بالاردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا 4 كما هو مكتوب في سفر اشعياء النبي: «صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة. 5 كل واد يمتلئ وكل جبل واكمة ينخفض وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقا سهلة 6 ويبصر كل بشر خلاص الله».

7 وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه: «يا اولاد الافاعي من اراكم ان تهربوا من الغضب الاتي؟ 8 فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة. ولا تبتدئوا تقولون في انفسكم: لنا ابراهيم ابا. لاني اقول لكم ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولادا لابراهيم. 9 والان قد وضعت الفاس على اصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار». 10 وساله الجموع: «فماذا نفعل؟» 11 فاجاب: «من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا». 12 وجاء عشارون ايضا ليعتمدوا وسالوه: «يا معلم ماذا نفعل؟» 13 فاجاب: «لا تستوفوا اكثر مما فرض لكم». 14 وساله جنديون ايضا: «وماذا نفعل نحن؟» فاجاب: «لا تظلموا احدا ولا تشوا باحد واكتفوا بعلائفكم».

15 واذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح 16 قال يوحنا للجميع: «انا اعمدكم بماء ولكن ياتي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احل سيور حذائه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. 17 الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح الى مخزنه واما التبن فيحرقه بنار لا تطفا». 18 وباشياء اخر كثيرة كان يعظ الشعب ويبشرهم. 19 اما هيرودس رئيس الربع فاذ توبخ منه لسبب هيروديا امراة فيلبس اخيه ولسبب جميع الشرور التي كان هيرودس يفعلها 20 زاد هذا ايضا على الجميع انه حبس يوحنا في السجن.

21 ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع ايضا. واذ كان يصلي انفتحت السماء 22 ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة. وكان صوت من السماء قائلا: «انت ابني الحبيب بك سررت!».

23 ولما ابتدا يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي 24 بن متثات بن لاوي بن ملكي بن ينا بن يوسف 25 بن متاثيا بن عاموص بن ناحوم بن حسلي بن نجاي 26 بن ماث بن متاثيا بن شمعي بن يوسف بن يهوذا 27 بن يوحنا بن ريسا بن زربابل بن شالتئيل بن نيري 28 بن ملكي بن ادي بن قصم بن المودام بن عير 29 بن يوسي بن اليعازر بن يوريم بن متثات بن لاوي 30 بن شمعون بن يهوذا بن يوسف بن يونان بن الياقيم 31 بن مليا بن مينان بن متاثا بن ناثان بن داود 32 بن يسى بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون 33 بن عميناداب بن ارام بن حصرون بن فارص بن يهوذا 34 بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم بن تارح بن ناحور 35 بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر بن شالح 36 بن قينان بن ارفكشاد بن سام بن نوح بن لامك 37 بن متوشالح بن اخنوخ بن يارد بن مهللئيل بن قينان 38 بن انوش بن شيت بن ادم ابن الله.

الإصحاح 4

1 اما يسوع فرجع من الاردن ممتلئا من الروح القدس وكان يقتاد بالروح في البرية 2 اربعين يوما يجرب من ابليس. ولم ياكل شيئا في تلك الايام. ولما تمت جاع اخيرا. 3 وقال له ابليس: «ان كنت ابن الله فقل لهذا الحجر ان يصير خبزا». 4 فاجابه يسوع: «مكتوب ان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة من الله». 5 ثم اصعده ابليس الى جبل عال واراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان. 6 وقال له ابليس: «لك اعطي هذا السلطان كله ومجدهن لانه الي قد دفع وانا اعطيه لمن اريد. 7 فان سجدت امامي يكون لك الجميع». 8 فاجابه يسوع: «اذهب يا شيطان! انه مكتوب: للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد». 9 ثم جاء به الى اورشليم واقامه على جناح الهيكل وقال له: «ان كنت ابن الله فاطرح نفسك من هنا الى اسفل 10 لانه مكتوب: انه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك 11 وانهم على اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك». 12 فاجاب يسوع: «انه قيل: لا تجرب الرب الهك».

13 ولما اكمل ابليس كل تجربة فارقه الى حين.

14 ورجع يسوع بقوة الروح الى الجليل وخرج خبر عنه في جميع الكورة المحيطة. 15 وكان يعلم في مجامعهم ممجدا من الجميع.

16 وجاء الى الناصرة حيث كان قد تربى. ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرا 17 فدفع اليه سفر اشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه: 18 «روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية 19 واكرز بسنة الرب المقبولة». 20 ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس. وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. 21 فابتدا يقول لهم: «انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم». 22 وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه ويقولون: «اليس هذا ابن يوسف؟» 23 فقال لهم: «على كل حال تقولون لي هذا المثل: ايها الطبيب اشف نفسك. كم سمعنا انه جرى في كفرناحوم فافعل ذلك هنا ايضا في وطنك 24 وقال: «الحق اقول لكم انه ليس نبي مقبولا في وطنه. 25 وبالحق اقول لكم ان ارامل كثيرة كن في اسرائيل في ايام ايليا حين اغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة اشهر لما كان جوع عظيم في الارض كلها 26 ولم يرسل ايليا الى واحدة منها الا الى ارملة الى صرفة صيداء. 27 وبرص كثيرون كانوا في اسرائيل في زمان اليشع النبي ولم يطهر واحد منهم الا نعمان السرياني». 28 فامتلا غضبا جميع الذين في المجمع حين سمعوا هذا 29 فقاموا واخرجوه خارج المدينة وجاءوا به الى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه الى اسفل. 30 اما هو فجاز في وسطهم ومضى.

31 وانحدر الى كفرناحوم مدينة من الجليل وكان يعلمهم في السبوت. 32 فبهتوا من تعليمه لان كلامه كان بسلطان. 33 وكان في المجمع رجل به روح شيطان نجس فصرخ بصوت عظيم: 34 «اه ما لنا ولك يا يسوع الناصري! اتيت لتهلكنا! انا اعرفك من انت: قدوس الله». 35 فانتهره يسوع قائلا: «اخرس واخرج منه». فصرعه الشيطان في الوسط وخرج منه ولم يضره شيئا. 36 فوقعت دهشة على الجميع وكانوا يخاطبون بعضهم بعضا قائلين: «ما هذه الكلمة! لانه بسلطان وقوة يامر الارواح النجسة فتخرج». 37 وخرج صيت عنه الى كل موضع في الكورة المحيطة.

38 ولما قام من المجمع دخل بيت سمعان. وكانت حماة سمعان قد اخذتها حمى شديدة. فسالوه من اجلها. 39 فوقف فوقها وانتهر الحمى فتركتها! وفي الحال قامت وصارت تخدمهم. 40 وعند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سقماء بامراض مختلفة قدموهم اليه فوضع يديه على كل واحد منهم وشفاهم. 41 وكانت شياطين ايضا تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول: «انت المسيح ابن الله!» فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لانهم عرفوه انه المسيح.

42 ولما صار النهار خرج وذهب الى موضع خلاء وكان الجموع يفتشون عليه. فجاءوا اليه وامسكوه لئلا يذهب عنهم. 43 فقال لهم: «انه ينبغي لي ان ابشر المدن الاخر ايضا بملكوت الله لاني لهذا قد ارسلت». 44 فكان يكرز في مجامع الجليل.

الإصحاح 5

1 واذ كان الجمع يزدحم عليه ليسمع كلمة الله كان واقفا عند بحيرة جنيسارت. 2 فراى سفينتين واقفتين عند البحيرة والصيادون قد خرجوا منهما وغسلوا الشباك. 3 فدخل احدى السفينتين التي كانت لسمعان وساله ان يبعد قليلا عن البر. ثم جلس وصار يعلم الجموع من السفينة. 4 ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: «ابعد الى العمق والقوا شباككم للصيد». 5 فاجاب سمعان: «يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم ناخذ شيئا. ولكن على كلمتك القي الشبكة». 6 ولما فعلوا ذلك امسكوا سمكا كثيرا جدا فصارت شبكتهم تتخرق. 7 فاشاروا الى شركائهم الذين في السفينة الاخرى ان ياتوا ويساعدوهم. فاتوا وملاوا السفينتين حتى اخذتا في الغرق. 8 فلما راى سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتي يسوع قائلا: «اخرج من سفينتي يارب لاني رجل خاطئ». 9 اذ اعترته وجميع الذين معه دهشة على صيد السمك الذي اخذوه. 10 وكذلك ايضا يعقوب ويوحنا ابنا زبدي اللذان كانا شريكي سمعان. فقال يسوع لسمعان: «لا تخف! من الان تكون تصطاد الناس!» 11 ولما جاءوا بالسفينتين الى البر تركوا كل شيء وتبعوه.

12 وكان في احدى المدن. فاذا رجل مملوء برصا. فلما راى يسوع خر على وجهه وطلب اليه قائلا: «يا سيد ان اردت تقدر ان تطهرني». 13 فمد يده ولمسه قائلا: «اريد فاطهر». وللوقت ذهب عنه البرص. 14 فاوصاه ان لا يقول لاحد. بل «امض وار نفسك للكاهن وقدم عن تطهيرك كما امر موسى شهادة لهم». 15 فذاع الخبر عنه اكثر. فاجتمع جموع كثيرة لكي يسمعوا ويشفوا به من امراضهم. 16 واما هو فكان يعتزل في البراري ويصلي.

17 وفي احد الايام كان يعلم وكان فريسيون ومعلمون للناموس جالسين وهم قد اتوا من كل قرية من الجليل واليهودية واورشليم. وكانت قوة الرب لشفائهم. 18 واذا برجال يحملون على فراش انسانا مفلوجا وكانوا يطلبون ان يدخلوا به ويضعوه امامه. 19 ولما لم يجدوا من اين يدخلون به لسبب الجمع صعدوا على السطح ودلوه مع الفراش من بين الاجر الى الوسط قدام يسوع. 20 فلما راى ايمانهم قال له: «ايها الانسان مغفورة لك خطاياك». 21 فابتدا الكتبة والفريسيون يفكرون قائلين: «من هذا الذي يتكلم بتجاديف؟ من يقدر ان يغفر خطايا الا الله وحده؟» 22 فشعر يسوع بافكارهم وقال لهم: «ماذا تفكرون في قلوبكم؟ 23 ايما ايسر: ان يقال مغفورة لك خطاياك ام ان يقال قم وامش. 24 ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا» - قال للمفلوج: «لك اقول قم واحمل فراشك واذهب الى بيتك». 25 ففي الحال قام امامهم وحمل ما كان مضطجعا عليه ومضى الى بيته وهو يمجد الله. 26 فاخذت الجميع حيرة ومجدوا الله وامتلاوا خوفا قائلين: «اننا قد راينا اليوم عجائب!».

27 وبعد هذا خرج فنظر عشارا اسمه لاوي جالسا عند مكان الجباية فقال له: «اتبعني». 28 فترك كل شيء وقام وتبعه. 29 وصنع له لاوي ضيافة كبيرة في بيته. والذين كانوا متكئين معهم كانوا جمعا كثيرا من عشارين واخرين. 30 فتذمر كتبتهم والفريسيون على تلاميذه قائلين: «لماذا تاكلون وتشربون مع عشارين وخطاة؟» 31 فاجاب يسوع: «لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى. 32 لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة».

33 وقالوا له: «لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيرا ويقدمون طلبات وكذلك تلاميذ الفريسيين ايضا واما تلاميذك فياكلون ويشربون؟» 34 فقال لهم: «اتقدرون ان تجعلوا بني العرس يصومون ما دام العريس معهم؟ 35 ولكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام». 36 وقال لهم ايضا مثلا: «ليس احد يضع رقعة من ثوب جديد على ثوب عتيق والا فالجديد يشقه والعتيق لا توافقه الرقعة التي من الجديد. 37 وليس احد يجعل خمرا جديدة في زقاق عتيقة لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فهي تهرق والزقاق تتلف. 38 بل يجعلون خمرا جديدة في زقاق جديدة فتحفظ جميعا. 39 وليس احد اذا شرب العتيق يريد للوقت الجديد لانه يقول: العتيق اطيب».

الإصحاح 6

1 وفي السبت الثاني بعد الاول اجتاز بين الزروع. وكان تلاميذه يقطفون السنابل وياكلون وهم يفركونها بايديهم. 2 فقال لهم قوم من الفريسيين: «لماذا تفعلون ما لا يحل فعله في السبوت؟» 3 فاجاب يسوع: «اما قراتم ولا هذا الذي فعله داود حين جاع هو والذين كانوا معه 4 كيف دخل بيت الله واخذ خبز التقدمة واكل واعطى الذين معه ايضا الذي لا يحل اكله الا للكهنة فقط؟» 5 وقال لهم: «ان ابن الانسان هو رب السبت ايضا».

6 وفي سبت اخر دخل المجمع وصار يعلم. وكان هناك رجل يده اليمنى يابسة 7 وكان الكتبة والفريسيون يراقبونه: هل يشفي في السبت لكي يجدوا عليه شكاية. 8 اما هو فعلم افكارهم وقال للرجل الذي يده يابسة: «قم وقف في الوسط». فقام ووقف. 9 ثم قال لهم يسوع: «اسالكم شيئا: هل يحل في السبت فعل الخير او فعل الشر؟ تخليص نفس او اهلاكها؟». 10 ثم نظر حوله الى جميعهم وقال للرجل: «مد يدك». ففعل هكذا. فعادت يده صحيحة كالاخرى. 11 فامتلاوا حمقا وصاروا يتكالمون فيما بينهم: ماذا يفعلون بيسوع؟

12 وفي تلك الايام خرج الى الجبل ليصلي. وقضى الليل كله في الصلاة لله. 13 ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم ايضا «رسلا»: 14 سمعان الذي سماه ايضا بطرس واندراوس اخاه. يعقوب ويوحنا. فيلبس وبرثولماوس. 15 متى وتوما. يعقوب بن حلفى وسمعان الذي يدعى الغيور. 16 يهوذا بن يعقوب ويهوذا الاسخريوطي الذي صار مسلما ايضا.

17 ونزل معهم ووقف في موضع سهل هو وجمع من تلاميذه وجمهور كثير من الشعب من جميع اليهودية واورشليم وساحل صور وصيداء الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من امراضهم 18 والمعذبون من ارواح نجسة. وكانوا يبراون. 19 وكل الجمع طلبوا ان يلمسوه لان قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع. 20 ورفع عينيه الى تلاميذه وقال: «طوباكم ايها المساكين لان لكم ملكوت الله. 21 طوباكم ايها الجياع الان لانكم تشبعون. طوباكم ايها الباكون الان لانكم ستضحكون. 22 طوباكم اذا ابغضكم الناس واذا افرزوكم وعيروكم واخرجوا اسمكم كشرير من اجل ابن الانسان. 23 افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا فهوذا اجركم عظيم في السماء. لان اباءهم هكذا كانوا يفعلون بالانبياء. 24 ولكن ويل لكم ايها الاغنياء لانكم قد نلتم عزاءكم. 25 ويل لكم ايها الشباعى لانكم ستجوعون. ويل لكم ايها الضاحكون الان لانكم ستحزنون وتبكون. 26 ويل لكم اذا قال فيكم جميع الناس حسنا. لانه هكذا كان اباؤهم يفعلون بالانبياء الكذبة.

27 «لكني اقول لكم ايها السامعون: احبوا اعداءكم احسنوا الى مبغضيكم 28 باركوا لاعنيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم. 29 من ضربك على خدك فاعرض له الاخر ايضا ومن اخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك ايضا. 30 وكل من سالك فاعطه ومن اخذ الذي لك فلا تطالبه. 31 وكما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا. 32 وان احببتم الذين يحبونكم فاي فضل لكم؟ فان الخطاة ايضا يحبون الذين يحبونهم. 33 واذا احسنتم الى الذين يحسنون اليكم فاي فضل لكم؟ فان الخطاة ايضا يفعلون هكذا. 34 وان اقرضتم الذين ترجون ان تستردوا منهم فاي فضل لكم؟ فان الخطاة ايضا يقرضون الخطاة لكي يستردوا منهم المثل. 35 بل احبوا اعداءكم واحسنوا واقرضوا وانتم لا ترجون شيئا فيكون اجركم عظيما وتكونوا بني العلي فانه منعم على غير الشاكرين والاشرار. 36 فكونوا رحماء كما ان اباكم ايضا رحيم. 37 ولا تدينوا فلا تدانوا. لا تقضوا على احد فلا يقضى عليكم. اغفروا يغفر لكم. 38 اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم. لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم».

39 وضرب لهم مثلا: «هل يقدر اعمى ان يقود اعمى؟ اما يسقط الاثنان في حفرة؟ 40 ليس التلميذ افضل من معلمه بل كل من صار كاملا يكون مثل معلمه. 41 لماذا تنظر القذى الذي في عين اخيك واما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟ 42 او كيف تقدر ان تقول لاخيك: يا اخي دعني اخرج القذى الذي في عينك وانت لا تنظر الخشبة التي في عينك. يا مرائي! اخرج اولا الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى الذي في عين اخيك. 43 لانه ما من شجرة جيدة تثمر ثمرا رديا ولا شجرة ردية تثمر ثمرا جيدا. 44 لان كل شجرة تعرف من ثمرها. فانهم لا يجتنون من الشوك تينا ولا يقطفون من العليق عنبا. 45 الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح والانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر. فانه من فضلة القلب يتكلم فمه. 46 ولماذا تدعونني: يا رب يا رب وانتم لا تفعلون ما اقوله؟ 47 كل من ياتي الي ويسمع كلامي ويعمل به 48 يشبه انسانا بنى بيتا وحفر وعمق ووضع الاساس على الصخر. فلما حدث سيل صدم النهر ذلك البيت فلم يقدر ان يزعزعه لانه كان مؤسسا على الصخر. 49 واما الذي يسمع ولا يعمل فيشبه انسانا بنى بيته على الارض من دون اساس فصدمه النهر فسقط حالا وكان خراب ذلك البيت عظيما».

الإصحاح 7

1 ولما اكمل اقواله كلها في مسامع الشعب دخل كفرناحوم. 2 وكان عبد لقائد مئة مريضا مشرفا على الموت وكان عزيزا عنده. 3 فلما سمع عن يسوع ارسل اليه شيوخ اليهود يساله ان ياتي ويشفي عبده. 4 فلما جاءوا الى يسوع طلبوا اليه باجتهاد قائلين: «انه مستحق ان يفعل له هذا 5 لانه يحب امتنا وهو بنى لنا المجمع». 6 فذهب يسوع معهم. واذ كان غير بعيد عن البيت ارسل اليه قائد المئة اصدقاء يقول له: «يا سيد لا تتعب. لاني لست مستحقا ان تدخل تحت سقفي. 7 لذلك لم احسب نفسي اهلا ان اتي اليك. لكن قل كلمة فيبرا غلامي. 8 لاني انا ايضا انسان مرتب تحت سلطان لي جند تحت يدي. واقول لهذا: اذهب فيذهب ولاخر: ائت فياتي ولعبدي: افعل هذا فيفعل». 9 ولما سمع يسوع هذا تعجب منه والتفت الى الجمع الذي يتبعه وقال: «اقول لكم: لم اجد ولا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذا». 10 ورجع المرسلون الى البيت فوجدوا العبد المريض قد صح.

11 وفي اليوم التالي ذهب الى مدينة تدعى نايين وذهب معه كثيرون من تلاميذه وجمع كثير. 12 فلما اقترب الى باب المدينة اذا ميت محمول ابن وحيد لامه وهي ارملة ومعها جمع كثير من المدينة. 13 فلما راها الرب تحنن عليها وقال لها: «لا تبكي». 14 ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون. فقال: «ايها الشاب لك اقول قم». 15 فجلس الميت وابتدا يتكلم فدفعه الى امه. 16 فاخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين: «قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه». 17 وخرج هذا الخبر عنه في كل اليهودية وفي جميع الكورة المحيطة.

18 فاخبر يوحنا تلاميذه بهذا كله. 19 فدعا يوحنا اثنين من تلاميذه وارسل الى يسوع قائلا: «انت هو الاتي ام ننتظر اخر؟» 20 فلما جاء اليه الرجلان قالا: «يوحنا المعمدان قد ارسلنا اليك قائلا: انت هو الاتي ام ننتظر اخر؟» 21 وفي تلك الساعة شفى كثيرين من امراض وادواء وارواح شريرة ووهب البصر لعميان كثيرين. 22 فاجاب يسوع: «اذهبا واخبرا يوحنا بما رايتما وسمعتما: ان العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون. 23 وطوبى لمن لا يعثر في».

24 فلما مضى رسولا يوحنا ابتدا يقول للجموع عن يوحنا: «ماذا خرجتم الى البرية لتنظروا؟ اقصبة تحركها الريح؟ 25 بل ماذا خرجتم لتنظروا؟ اانسانا لابسا ثيابا ناعمة؟ هوذا الذين في اللباس الفاخر والتنعم هم في قصور الملوك. 26 بل ماذا خرجتم لتنظروا؟ انبيا؟ نعم اقول لكم وافضل من نبي! 27 هذا هو الذي كتب عنه: ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك! 28 لاني اقول لكم: انه بين المولودين من النساء ليس نبي اعظم من يوحنا المعمدان ولكن الاصغر في ملكوت الله اعظم منه». 29 وجميع الشعب اذ سمعوا والعشارون برروا الله معتمدين بمعمودية يوحنا. 30 واما الفريسيون والناموسيون فرفضوا مشورة الله من جهة انفسهم غير معتمدين منه.

31 ثم قال الرب: «فبمن اشبه اناس هذا الجيل وماذا يشبهون؟ 32 يشبهون اولادا جالسين في السوق ينادون بعضهم بعضا ويقولون: زمرنا لكم فلم ترقصوا. نحنا لكم فلم تبكوا. 33 لانه جاء يوحنا المعمدان لا ياكل خبزا ولا يشرب خمرا فتقولون: به شيطان. 34 جاء ابن الانسان ياكل ويشرب فتقولون: هوذا انسان اكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة. 35 والحكمة تبررت من جميع بنيها».

36 وساله واحد من الفريسيين ان ياكل معه فدخل بيت الفريسي واتكا. 37 واذا امراة في المدينة كانت خاطئة اذ علمت انه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب 38 ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدات تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر راسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب. 39 فلما راى الفريسي الذي دعاه ذلك قال في نفسه: «لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المراة التي تلمسه وما هي! انها خاطئة». 40 فقال يسوع: «يا سمعان عندي شيء اقوله لك». فقال: «قل يا معلم». 41 «كان لمداين مديونان. على الواحد خمس مئة دينار وعلى الاخر خمسون. 42 واذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعا. فقل: ايهما يكون اكثر حبا له؟» 43 فاجاب سمعان: «اظن الذي سامحه بالاكثر». فقال له: «بالصواب حكمت». 44 ثم التفت الى المراة وقال لسمعان: «اتنظر هذه المراة؟ اني دخلت بيتك وماء لاجل رجلي لم تعط. واما هي فقد غسلت رجلي بالدموع ومسحتهما بشعر راسها. 45 قبلة لم تقبلني واما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي. 46 بزيت لم تدهن راسي واما هي فقد دهنت بالطيب رجلي. 47 من اجل ذلك اقول لك: قد غفرت خطاياها الكثيرة لانها احبت كثيرا. والذي يغفر له قليل يحب قليلا». 48 ثم قال لها: «مغفورة لك خطاياك». 49 فابتدا المتكئون معه يقولون في انفسهم: «من هذا الذي يغفر خطايا ايضا؟». 50 فقال للمراة: «ايمانك قد خلصك! اذهبي بسلام».

الإصحاح 8

1 وعلى اثر ذلك كان يسير في مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله ومعه الاثنا عشر. 2 وبعض النساء كن قد شفين من ارواح شريرة وامراض: مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين 3 ويونا امراة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة واخر كثيرات كن يخدمنه من اموالهن.

4 فلما اجتمع جمع كثير ايضا من الذين جاءوا اليه من كل مدينة قال بمثل: 5 «خرج الزارع ليزرع زرعه. وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فانداس واكلته طيور السماء. 6 وسقط اخر على الصخر فلما نبت جف لانه لم تكن له رطوبة. 7 وسقط اخر في وسط الشوك فنبت معه الشوك وخنقه. 8 وسقط اخر في الارض الصالحة فلما نبت صنع ثمرا مئة ضعف». قال هذا ونادى: «من له اذنان للسمع فليسمع!».

9 فساله تلاميذه: «ما عسى ان يكون هذا المثل؟». 10 فقال: «لكم قد اعطي ان تعرفوا اسرار ملكوت الله واما للباقين فبامثال حتى انهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يفهمون. 11 وهذا هو المثل: الزرع هو كلام الله 12 والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم ياتي ابليس وينزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا. 13 والذين على الصخر هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح. وهؤلاء ليس لهم اصل فيؤمنون الى حين وفي وقت التجربة يرتدون. 14 والذي سقط بين الشوك هم الذين يسمعون ثم يذهبون فيختنقون من هموم الحياة وغناها ولذاتها ولا ينضجون ثمرا. 15 والذي في الارض الجيدة هو الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيد صالح ويثمرون بالصبر.

16 «وليس احد يوقد سراجا ويغطيه باناء او يضعه تحت سرير بل يضعه على منارة لينظر الداخلون النور. 17 لانه ليس خفي لا يظهر ولا مكتوم لا يعلم ويعلن. 18 فانظروا كيف تسمعون! لان من له سيعطى ومن ليس له فالذي يظنه له يؤخذ منه».

19 وجاء اليه امه واخوته ولم يقدروا ان يصلوا اليه لسبب الجمع. 20 فاخبروه: «امك واخوتك واقفون خارجا يريدون ان يروك». 21 فاجاب: «امي واخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها».

22 وفي احد الايام دخل سفينة هو وتلاميذه فقال لهم: «لنعبر الى عبر البحيرة». فاقلعوا. 23 وفيما هم سائرون نام. فنزل نوء ريح في البحيرة وكانوا يمتلئون ماء وصاروا في خطر. 24 فتقدموا وايقظوه قائلين: «يا معلم يا معلم اننا نهلك!». فقام وانتهر الريح وتموج الماء فانتهيا وصار هدوء. 25 ثم قال لهم: «اين ايمانكم؟» فخافوا وتعجبوا قائلين فيما بينهم: «من هو هذا؟ فانه يامر الرياح ايضا والماء فتطيعه!».

26 وساروا الى كورة الجدريين التي هي مقابل الجليل. 27 ولما خرج الى الارض استقبله رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمان طويل وكان لا يلبس ثوبا ولا يقيم في بيت بل في القبور. 28 فلما راى يسوع صرخ وخر له وقال بصوت عظيم: «ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي! اطلب منك ان لا تعذبني». 29 لانه امر الروح النجس ان يخرج من الانسان. لانه منذ زمان كثير كان يخطفه وقد ربط بسلاسل وقيود محروسا وكان يقطع الربط ويساق من الشيطان الى البراري. 30 فساله يسوع: «ما اسمك؟» فقال: «لجئون». لان شياطين كثيرة دخلت فيه. 31 وطلب اليه ان لا يامرهم بالذهاب الى الهاوية. 32 وكان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعى في الجبل فطلبوا اليه ان ياذن لهم بالدخول فيها فاذن لهم. 33 فخرجت الشياطين من الانسان ودخلت في الخنازير فاندفع القطيع من على الجرف الى البحيرة واختنق. 34 فلما راى الرعاة ما كان هربوا وذهبوا واخبروا في المدينة وفي الضياع 35 فخرجوا ليروا ما جرى. وجاءوا الى يسوع فوجدوا الانسان الذي كانت الشياطين قد خرجت منه لابسا وعاقلا جالسا عند قدمي يسوع فخافوا. 36 فاخبرهم ايضا الذين راوا كيف خلص المجنون. 37 فطلب اليه كل جمهور كورة الجدريين ان يذهب عنهم لانه اعتراهم خوف عظيم. فدخل السفينة ورجع. 38 اما الرجل الذي خرجت منه الشياطين فطلب اليه ان يكون معه ولكن يسوع صرفه قائلا: 39 «ارجع الى بيتك وحدث بكم صنع الله بك». فمضى وهو ينادي في المدينة كلها بكم صنع به يسوع.

40 ولما رجع يسوع قبله الجمع لانهم كانوا جميعهم ينتظرونه. 41 واذا رجل اسمه يايرس قد جاء - وكان رئيس المجمع - فوقع عند قدمي يسوع وطلب اليه ان يدخل بيته 42 لانه كان له بنت وحيدة لها نحو اثنتي عشرة سنة وكانت في حال الموت. ففيما هو منطلق زحمته الجموع.

43 وامراة بنزف دم منذ اثنتي عشرة سنة وقد انفقت كل معيشتها للاطباء ولم تقدر ان تشفى من احد 44 جاءت من ورائه ولمست هدب ثوبه. ففي الحال وقف نزف دمها. 45 فقال يسوع: «من الذي لمسني!» واذ كان الجميع ينكرون قال بطرس والذين معه: «يا معلم الجموع يضيقون عليك ويزحمونك وتقول من الذي لمسني!» 46 فقال يسوع: «قد لمسني واحد لاني علمت ان قوة قد خرجت مني». 47 فلما رات المراة انها لم تختف جاءت مرتعدة وخرت له واخبرته قدام جميع الشعب لاي سبب لمسته وكيف برئت في الحال. 48 فقال لها: «ثقي يا ابنة. ايمانك قد شفاك. اذهبي بسلام».

49 وبينما هو يتكلم جاء واحد من دار رئيس المجمع قائلا له: «قد ماتت ابنتك. لا تتعب المعلم». 50 فسمع يسوع واجابه: «لا تخف. امن فقط فهي تشفى». 51 فلما جاء الى البيت لم يدع احدا يدخل الا بطرس ويعقوب ويوحنا وابا الصبية وامها. 52 وكان الجميع يبكون عليها ويلطمون. فقال: «لا تبكوا. لم تمت لكنها نائمة». 53 فضحكوا عليه عارفين انها ماتت. 54 فاخرج الجميع خارجا وامسك بيدها ونادى قائلا: «يا صبية قومي». 55 فرجعت روحها وقامت في الحال. فامر ان تعطى لتاكل. 56 فبهت والداها. فاوصاهما ان لا يقولا لاحد عما كان.

الإصحاح 9

1 ودعا تلاميذه الاثني عشر واعطاهم قوة وسلطانا على جميع الشياطين وشفاء امراض 2 وارسلهم ليكرزوا بملكوت الله ويشفوا المرضى. 3 وقال لهم: «لا تحملوا شيئا للطريق لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا فضة ولا يكون للواحد ثوبان. 4 واي بيت دخلتموه فهناك اقيموا ومن هناك اخرجوا. 5 وكل من لا يقبلكم فاخرجوا من تلك المدينة وانفضوا الغبار ايضا عن ارجلكم شهادة عليهم». 6 فلما خرجوا كانوا يجتازون في كل قرية يبشرون ويشفون في كل موضع.

7 فسمع هيرودس رئيس الربع بجميع ما كان منه وارتاب لان قوما كانوا يقولون: «ان يوحنا قد قام من الاموات». 8 وقوما: «ان ايليا ظهر». واخرين: «ان نبيا من القدماء قام». 9 فقال هيرودس: «يوحنا انا قطعت راسه. فمن هو هذا الذي اسمع عنه مثل هذا!» وكان يطلب ان يراه.

10 ولما رجع الرسل اخبروه بجميع ما فعلوا فاخذهم وانصرف منفردا الى موضع خلاء لمدينة تسمى بيت صيدا. 11 فالجموع اذ علموا تبعوه فقبلهم وكلمهم عن ملكوت الله والمحتاجون الى الشفاء شفاهم. 12 فابتدا النهار يميل. فتقدم الاثنا عشر وقالوا له: «اصرف الجمع ليذهبوا الى القرى والضياع حوالينا فيبيتوا ويجدوا طعاما لاننا ههنا في موضع خلاء». 13 فقال لهم: «اعطوهم انتم لياكلوا». فقالوا: «ليس عندنا اكثر من خمسة ارغفة وسمكتين الا ان نذهب ونبتاع طعاما لهذا الشعب كله». 14 لانهم كانوا نحو خمسة الاف رجل. فقال لتلاميذه: «اتكئوهم فرقا خمسين خمسين». 15 ففعلوا هكذا واتكاوا الجميع. 16 فاخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وباركهن ثم كسر واعطى التلاميذ ليقدموا للجمع. 17 فاكلوا وشبعوا جميعا. ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر: اثنتا عشرة قفة.

18 وفيما هو يصلي على انفراد كان التلاميذ معه. فسالهم: «من تقول الجموع اني انا؟» 19 فاجابوا: «يوحنا المعمدان. واخرون ايليا. واخرون ان نبيا من القدماء قام». 20 فقال لهم: «وانتم من تقولون اني انا؟» فاجاب بطرس: «مسيح الله». 21 فانتهرهم واوصى ان لا يقولوا ذلك لاحد 22 قائلا: «انه ينبغي ان ابن الانسان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم».

23 وقال للجميع: «ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني. 24 فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي فهذا يخلصها. 25 لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله واهلك نفسه او خسرها؟ 26 لان من استحى بي وبكلامي فبهذا يستحي ابن الانسان متى جاء بمجده ومجد الاب والملائكة القديسين. 27 حقا اقول لكم: ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله».

28 وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية ايام اخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد الى جبل ليصلي. 29 وفيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه مبيضا لامعا. 30 واذا رجلان يتكلمان معه وهما موسى وايليا 31 اللذان ظهرا بمجد وتكلما عن خروجه الذي كان عتيدا ان يكمله في اورشليم. 32 واما بطرس واللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم. فلما استيقظوا راوا مجده والرجلين الواقفين معه. 33 وفيما هما يفارقانه قال بطرس ليسوع: «يا معلم جيد ان نكون ههنا. فلنصنع ثلاث مظال: لك واحدة ولموسى واحدة ولايليا واحدة». وهو لا يعلم ما يقول. 34 وفيما هو يقول ذلك كانت سحابة فظللتهم. فخافوا عندما دخلوا في السحابة. 35 وصار صوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا». 36 ولما كان الصوت وجد يسوع وحده واما هم فسكتوا ولم يخبروا احدا في تلك الايام بشيء مما ابصروه.

37 وفي اليوم التالي اذ نزلوا من الجبل استقبله جمع كثير. 38 واذا رجل من الجمع صرخ: «يا معلم اطلب اليك. انظر الى ابني فانه وحيد لي. 39 وها روح ياخذه فيصرخ بغتة فيصرعه مزبدا وبالجهد يفارقه مرضضا اياه. 40 وطلبت من تلاميذك ان يخرجوه فلم يقدروا». 41 فاجاب يسوع: «ايها الجيل غير المؤمن والملتوي الى متى اكون معكم واحتملكم؟ قدم ابنك الى هنا». 42 وبينما هو ات مزقه الشيطان وصرعه فانتهر يسوع الروح النجس وشفى الصبي وسلمه الى ابيه. 43 فبهت الجميع من عظمة الله. واذ كان الجميع يتعجبون من كل ما فعل يسوع قال لتلاميذه: 44 «ضعوا انتم هذا الكلام في اذانكم: ان ابن الانسان سوف يسلم الى ايدي الناس». 45 واما هم فلم يفهموا هذا القول وكان مخفى عنهم لكي لا يفهموه وخافوا ان يسالوه عن هذا القول.

46 وداخلهم فكر: من عسى ان يكون اعظم فيهم؟ 47 فعلم يسوع فكر قلبهم واخذ ولدا واقامه عنده 48 وقال لهم: «من قبل هذا الولد باسمي يقبلني ومن قبلني يقبل الذي ارسلني لان الاصغر فيكم جميعا هو يكون عظيما»

49 فقال يوحنا: «يا معلم راينا واحدا يخرج الشياطين باسمك فمنعناه لانه ليس يتبع معنا». 50 فقال له يسوع: «لا تمنعوه لان من ليس علينا فهو معنا».

51 وحين تمت الايام لارتفاعه ثبت وجهه لينطلق الى اورشليم 52 وارسل امام وجهه رسلا فذهبوا ودخلوا قرية للسامريين حتى يعدوا له. 53 فلم يقبلوه لان وجهه كان متجها نحو اورشليم. 54 فلما راى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا: «يا رب اتريد ان نقول ان تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل ايليا ايضا؟» 55 فالتفت وانتهرهما وقال: «لستما تعلمان من اي روح انتما! 56 لان ابن الانسان لم يات ليهلك انفس الناس بل ليخلص». فمضوا الى قرية اخرى.

57 وفيما هم سائرون في الطريق قال له واحد: «يا سيد اتبعك اينما تمضي». 58 فقال له يسوع: «للثعالب اوجرة ولطيور السماء اوكار واما ابن الانسان فليس له اين يسند راسه». 59 وقال لاخر: «اتبعني». فقال: «يا سيد ائذن لي ان امضي اولا وادفن ابي». 60 فقال له يسوع: «دع الموتى يدفنون موتاهم واما انت فاذهب وناد بملكوت الله». 61 وقال اخر ايضا: «اتبعك يا سيد ولكن ائذن لي اولا ان اودع الذين في بيتي». 62 فقال له يسوع: «ليس احد يضع يده على المحراث وينظر الى الوراء يصلح لملكوت الله».

الإصحاح 10

1 وبعد ذلك عين الرب سبعين اخرين ايضا وارسلهم اثنين اثنين امام وجهه الى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا ان ياتي. 2 فقال لهم: «ان الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون. فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده. 3 اذهبوا. ها انا ارسلكم مثل حملان بين ذئاب. 4 لا تحملوا كيسا ولا مزودا ولا احذية ولا تسلموا على احد في الطريق. 5 واي بيت دخلتموه فقولوا اولا: سلام لهذا البيت. 6 فان كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه والا فيرجع اليكم. 7 واقيموا في ذلك البيت اكلين وشاربين مما عندهم لان الفاعل مستحق اجرته. لا تنتقلوا من بيت الى بيت. 8 واية مدينة دخلتموها وقبلوكم فكلوا مما يقدم لكم 9 واشفوا المرضى الذين فيها وقولوا لهم: قد اقترب منكم ملكوت الله 10 واية مدينة دخلتموها ولم يقبلوكم فاخرجوا الى شوارعها وقولوا: 11 حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم. ولكن اعلموا هذا انه قد اقترب منكم ملكوت الله. 12 واقول لكم انه يكون لسدوم في ذلك اليوم حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة.

13 «ويل لك يا كورزين! ويل لك يا بيت صيدا! لانه لو صنعت في صور وصيداء القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما جالستين في المسوح والرماد. 14 ولكن صور وصيداء يكون لهما في الدين حالة اكثر احتمالا مما لكما. 15 وانت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الهاوية. 16 الذي يسمع منكم يسمع مني والذي يرذلكم يرذلني والذي يرذلني يرذل الذي ارسلني».

17 فرجع السبعون بفرح قائلين: «يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك». 18 فقال لهم: «رايت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء. 19 ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء. 20 ولكن لا تفرحوا بهذا ان الارواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري ان اسماءكم كتبت في السماوات».

21 وفي تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال: «احمدك ايها الاب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال. نعم ايها الاب لان هكذا صارت المسرة امامك». 22 والتفت الى تلاميذه وقال: «كل شيء قد دفع الي من ابي. وليس احد يعرف من هو الابن الا الاب ولا من هو الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له». 23 والتفت الى تلاميذه على انفراد وقال: «طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه 24 لاني اقول لكم: ان انبياء كثيرين وملوكا ارادوا ان ينظروا ما انتم تنظرون ولم ينظروا وان يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا».

25 واذا ناموسي قام يجربه قائلا: «يا معلم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية؟» 26 فقال له: «ما هو مكتوب في الناموس. كيف تقرا؟» 27 فاجاب: «تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك». 28 فقال له: «بالصواب اجبت. افعل هذا فتحيا». 29 واما هو فاذ اراد ان يبرر نفسه سال يسوع: «ومن هو قريبي؟» 30 فاجاب يسوع: «انسان كان نازلا من اورشليم الى اريحا فوقع بين لصوص فعروه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حي وميت. 31 فعرض ان كاهنا نزل في تلك الطريق فراه وجاز مقابله. 32 وكذلك لاوي ايضا اذ صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله. 33 ولكن سامريا مسافرا جاء اليه ولما راه تحنن 34 فتقدم وضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا واركبه على دابته واتى به الى فندق واعتنى به. 35 وفي الغد لما مضى اخرج دينارين واعطاهما لصاحب الفندق وقال له: اعتن به ومهما انفقت اكثر فعند رجوعي اوفيك. 36 فاي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوص؟» 37 فقال: «الذي صنع معه الرحمة». فقال له يسوع: «اذهب انت ايضا واصنع هكذا».

38 وفيما هم سائرون دخل قرية فقبلته امراة اسمها مرثا في بيتها. 39 وكانت لهذه اخت تدعى مريم التي جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه. 40 واما مرثا فكانت مرتبكة في خدمة كثيرة فوقفت وقالت: «يا رب اما تبالي بان اختي قد تركتني اخدم وحدي؟ فقل لها ان تعينني!» 41 فاجاب يسوع: «مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة 42 ولكن الحاجة الى واحد. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها».

الإصحاح 11

1 واذ كان يصلي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه: «يا رب علمنا ان نصلي كما علم يوحنا ايضا تلاميذه». 2 فقال لهم: «متى صليتم فقولوا: ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليات ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض. 3 خبزنا كفافنا اعطنا كل يوم 4 واغفر لنا خطايانا لاننا نحن ايضا نغفر لكل من يذنب الينا ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير».

5 ثم قال لهم: «من منكم يكون له صديق ويمضي اليه نصف الليل ويقول له: يا صديق اقرضني ثلاثة ارغفة 6 لان صديقا لي جاءني من سفر وليس لي ما اقدم له. 7 فيجيب ذلك من داخل ويقول: لا تزعجني! الباب مغلق الان واولادي معي في الفراش. لا اقدر ان اقوم واعطيك. 8 اقول لكم: وان كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقه فانه من اجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج. 9 وانا اقول لكم: اسالوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم. 10 لان كل من يسال ياخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له. 11 فمن منكم وهو اب يساله ابنه خبزا افيعطيه حجرا؟ او سمكة افيعطيه حية بدل السمكة؟ 12 او اذا ساله بيضة افيعطيه عقربا؟ 13 فان كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الاب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسالونه».

14 وكان يخرج شيطانا وكان ذلك اخرس. فلما اخرج الشيطان تكلم الاخرس فتعجب الجموع. 15 واما قوم منهم فقالوا: «ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين». 16 واخرون طلبوا منه اية من السماء يجربونه. 17 فعلم افكارهم وقال لهم: «كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب وبيت منقسم على بيت يسقط. 18 فان كان الشيطان ايضا ينقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته؟ لانكم تقولون: اني ببعلزبول اخرج الشياطين. 19 فان كنت انا ببعلزبول اخرج الشياطين فابناؤكم بمن يخرجون؟ لذلك هم يكونون قضاتكم. 20 ولكن ان كنت باصبع الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله. 21 حينما يحفظ القوي داره متسلحا تكون امواله في امان. 22 ولكن متى جاء من هو اقوى منه فانه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه. 23 من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق. 24 متى خرج الروح النجس من الانسان يجتاز في اماكن ليس فيها ماء يطلب راحة واذ لا يجد يقول: ارجع الى بيتي الذي خرجت منه 25 فياتي ويجده مكنوسا مزينا. 26 ثم يذهب وياخذ سبعة ارواح اخر اشر منه فتدخل وتسكن هناك فتصير اواخر ذلك الانسان اشر من اوائله!»

27 وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امراة صوتها من الجمع وقالت له: «طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما». 28 اما هو فقال: «بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه».

29 وفيما كان الجموع مزدحمين ابتدا يقول: «هذا الجيل شرير. يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي. 30 لانه كما كان يونان اية لاهل نينوى كذلك يكون ابن الانسان ايضا لهذا الجيل. 31 ملكة التيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم لانها اتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان وهوذا اعظم من سليمان ههنا. 32 رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان وهوذا اعظم من يونان ههنا!

33 «ليس احد يوقد سراجا ويضعه في خفية ولا تحت المكيال بل على المنارة لكي ينظر الداخلون النور. 34 سراج الجسد هو العين فمتى كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا ومتى كانت شريرة فجسدك يكون مظلما. 35 انظر اذا لئلا يكون النور الذي فيك ظلمة. 36 فان كان جسدك كله نيرا ليس فيه جزء مظلم يكون نيرا كله كما حينما يضيء لك السراج بلمعانه».

37 وفيما هو يتكلم ساله فريسي ان يتغدى عنده فدخل واتكا. 38 واما الفريسي فلما راى ذلك تعجب انه لم يغتسل اولا قبل الغداء. 39 فقال له الرب: «انتم الان ايها الفريسيون تنقون خارج الكاس والقصعة واما باطنكم فمملوء اختطافا وخبثا. 40 يا اغبياء اليس الذي صنع الخارج صنع الداخل ايضا؟ 41 بل اعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقيا لكم. 42 ولكن ويل لكم ايها الفريسيون لانكم تعشرون النعنع والسذاب وكل بقل وتتجاوزون عن الحق ومحبة الله. كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك! 43 ويل لكم ايها الفريسيون لانكم تحبون المجلس الاول في المجامع والتحيات في الاسواق. 44 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم مثل القبور المختفية والذين يمشون عليها لا يعلمون!».

45 فقال له واحد من الناموسيين: «يا معلم حين تقول هذا تشتمنا نحن ايضا». 46 فقال: «وويل لكم انتم ايها الناموسيون لانكم تحملون الناس احمالا عسرة الحمل وانتم لا تمسون الاحمال باحدى اصابعكم. 47 ويل لكم لانكم تبنون قبور الانبياء واباؤكم قتلوهم. 48 اذا تشهدون وترضون باعمال ابائكم لانهم هم قتلوهم وانتم تبنون قبورهم. 49 لذلك ايضا قالت حكمة الله: اني ارسل اليهم انبياء ورسلا فيقتلون منهم ويطردون - 50 لكي يطلب من هذا الجيل دم جميع الانبياء المهرق منذ انشاء العالم 51 من دم هابيل الى دم زكريا الذي اهلك بين المذبح والبيت. نعم اقول لكم: انه يطلب من هذا الجيل! 52 ويل لكم ايها الناموسيون لانكم اخذتم مفتاح المعرفة. ما دخلتم انتم والداخلون منعتموهم».

53 وفيما هو يكلمهم بهذا ابتدا الكتبة والفريسيون يحنقون جدا ويصادرونه على امور كثيرة 54 وهم يراقبونه طالبين ان يصطادوا شيئا من فمه لكي يشتكوا عليه.

الإصحاح 12

1 وفي اثناء ذلك اذ اجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضا ابتدا يقول لتلاميذه: «اولا تحرزوا لانفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء 2 فليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف. 3 لذلك كل ما قلتموه في الظلمة يسمع في النور وما كلمتم به الاذن في المخادع ينادى به على السطوح. 4 ولكن اقول لكم يا احبائي: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر. 5 بل اريكم ممن تخافون: خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان ان يلقي في جهنم. نعم اقول لكم: من هذا خافوا! 6 اليست خمسة عصافير تباع بفلسين وواحد منها ليس منسيا امام الله؟ 7 بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة! فلا تخافوا. انتم افضل من عصافير كثيرة! 8 واقول لكم: كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الانسان قدام ملائكة الله. 9 ومن انكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله. 10 وكل من قال كلمة على ابن الانسان يغفر له واما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له. 11 ومتى قدموكم الى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف او بما تحتجون او بما تقولون 12 لان الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب ان تقولوه».

13 وقال له واحد من الجمع: «يا معلم قل لاخي ان يقاسمني الميراث». 14 فقال له: «يا انسان من اقامني عليكما قاضيا او مقسما؟» 15 وقال لهم: «انظروا وتحفظوا من الطمع فانه متى كان لاحد كثير فليست حياته من امواله». 16 وضرب لهم مثلا قائلا: «انسان غني اخصبت كورته 17 ففكر في نفسه قائلا: ماذا اعمل لان ليس لي موضع اجمع فيه اثماري؟ 18 وقال: اعمل هذا: اهدم مخازني وابني اعظم واجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي 19 واقول لنفسي: يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة. استريحي وكلي واشربي وافرحي. 20 فقال له الله: يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون؟ 21 هكذا الذي يكنز لنفسه وليس هو غنيا لله».

22 وقال لتلاميذه: «من اجل هذا اقول لكم: لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون ولا للجسد بما تلبسون. 23 الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس. 24 تاملوا الغربان: انها لا تزرع ولا تحصد وليس لها مخدع ولا مخزن والله يقيتها. كم انتم بالحري افضل من الطيور! 25 ومن منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة؟ 26 فان كنتم لا تقدرون ولا على الاصغر فلماذا تهتمون بالبواقي؟ 27 تاملوا الزنابق كيف تنمو! لا تتعب ولا تغزل ولكن اقول لكم انه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. 28 فان كان العشب الذي يوجد اليوم في الحقل ويطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا فكم بالحري يلبسكم انتم يا قليلي الايمان؟ 29 فلا تطلبوا انتم ما تاكلون وما تشربون ولا تقلقوا 30 فان هذه كلها تطلبها امم العالم. واما انتم فابوكم يعلم انكم تحتاجون الى هذه. 31 بل اطلبوا ملكوت الله وهذه كلها تزاد لكم.

32 «لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت. 33 بيعوا ما لكم واعطوا صدقة. اعملوا لكم اكياسا لا تفنى وكنزا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق ولا يبلي سوس 34 لانه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم ايضا. 35 لتكن احقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة 36 وانتم مثل اناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس حتى اذا جاء وقرع يفتحون له للوقت. 37 طوبى لاولئك العبيد الذين اذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين. الحق اقول لكم انه يتمنطق ويتكئهم ويتقدم ويخدمهم. 38 وان اتى في الهزيع الثاني او اتى في الهزيع الثالث ووجدهم هكذا فطوبى لاولئك العبيد. 39 وانما اعلموا هذا: انه لو عرف رب البيت في اية ساعة ياتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب. 40 فكونوا انتم اذا مستعدين لانه في ساعة لا تظنون ياتي ابن الانسان».

41 فقال له بطرس: «يا رب النا تقول هذا المثل ام للجميع ايضا؟» 42 فقال الرب: «فمن هو الوكيل الامين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمه ليعطيهم العلوفة في حينها؟ 43 طوبى لذلك العبد الذي اذا جاء سيده يجده يفعل هكذا! 44 بالحق اقول لكم انه يقيمه على جميع امواله. 45 ولكن ان قال ذلك العبد في قلبه: سيدي يبطئ قدومه فيبتدئ يضرب الغلمان والجواري وياكل ويشرب ويسكر. 46 ياتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعرفها فيقطعه ويجعل نصيبه مع الخائنين. 47 واما ذلك العبد الذي يعلم ارادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب ارادته فيضرب كثيرا. 48 ولكن الذي لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يضرب قليلا. فكل من اعطي كثيرا يطلب منه كثير ومن يودعونه كثيرا يطالبونه باكثر.

49 «جئت لالقي نارا على الارض فماذا اريد لو اضطرمت؟ 50 ولي صبغة اصطبغها وكيف انحصر حتى تكمل؟ 51 اتظنون اني جئت لاعطي سلاما على الارض؟ كلا اقول لكم! بل انقساما. 52 لانه يكون من الان خمسة في بيت واحد منقسمين: ثلاثة على اثنين واثنان على ثلاثة. 53 ينقسم الاب على الابن والابن على الاب والام على البنت والبنت على الام والحماة على كنتها والكنة على حماتها».

54 ثم قال ايضا للجموع: «اذا رايتم السحاب تطلع من المغارب فللوقت تقولون: انه ياتي مطر. فيكون هكذا. 55 واذا رايتم ريح الجنوب تهب تقولون: انه سيكون حر. فيكون. 56 يا مراؤون تعرفون ان تميزوا وجه الارض والسماء واما هذا الزمان فكيف لا تميزونه؟ 57 ولماذا لا تحكمون بالحق من قبل نفوسكم؟ 58 حينما تذهب مع خصمك الى الحاكم ابذل الجهد وانت في الطريق لتتخلص منه لئلا يجرك الى القاضي ويسلمك القاضي الى الحاكم فيلقيك الحاكم في السجن. 59 اقول لك: لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الاخير».

الإصحاح 13

1 وكان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم. 2 فقال يسوع لهم: «اتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا؟ 3 كلا اقول لكم. بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. 4 او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم اتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم؟ 5 كلا اقول لكم! بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون».

6 وقال هذا المثل: «كانت لواحد شجرة تين مغروسة في كرمه فاتى يطلب فيها ثمرا ولم يجد. 7 فقال للكرام: هوذا ثلاث سنين اتي اطلب ثمرا في هذه التينة ولم اجد. اقطعها. لماذا تبطل الارض ايضا؟ 8 فاجاب: يا سيد اتركها هذه السنة ايضا حتى انقب حولها واضع زبلا. 9 فان صنعت ثمرا والا ففيما بعد تقطعها».

10 وكان يعلم في احد المجامع في السبت 11 واذا امراة كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة وكانت منحنية ولم تقدر ان تنتصب البتة. 12 فلما راها يسوع دعاها وقال لها: «يا امراة انك محلولة من ضعفك». 13 ووضع عليها يديه ففي الحال استقامت ومجدت الله. 14 فرئيس المجمع وهو مغتاظ لان يسوع ابرا في السبت قال للجمع: «هي ستة ايام ينبغي فيها العمل ففي هذه ائتوا واستشفوا وليس في يوم السبت» 15 فاجابه الرب: «يا مرائي الا يحل كل واحد منكم في السبت ثوره او حماره من المذود ويمضي به ويسقيه؟ 16 وهذه وهي ابنة ابرهيم قد ربطها الشيطان ثماني عشرة سنة اما كان ينبغي ان تحل من هذا الرباط في يوم السبت؟» 17 واذ قال هذا اخجل جميع الذين كانوا يعاندونه وفرح كل الجمع بجميع الاعمال المجيدة الكائنة منه.

18 فقال: «ماذا يشبه ملكوت الله وبماذا اشبهه؟ 19 يشبه حبة خردل اخذها انسان والقاها في بستانه فنمت وصارت شجرة كبيرة وتاوت طيور السماء في اغصانها».

20 وقال ايضا: «بماذا اشبه ملكوت الله؟ 21 يشبه خميرة اخذتها امراة وخباتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع».

22 واجتاز في مدن وقرى يعلم ويسافر نحو اورشليم 23 فقال له واحد: «يا سيد اقليل هم الذين يخلصون؟» فقال لهم: 24 «اجتهدوا ان تدخلوا من الباب الضيق فاني اقول لكم: ان كثيرين سيطلبون ان يدخلوا ولا يقدرون 25 من بعد ما يكون رب البيت قد قام واغلق الباب وابتداتم تقفون خارجا وتقرعون الباب قائلين: يا رب يا رب افتح لنا يجيبكم: لا اعرفكم من اين انتم! 26 حينئذ تبتدئون تقولون: اكلنا قدامك وشربنا وعلمت في شوارعنا. 27 فيقول: اقول لكم لا اعرفكم من اين انتم! تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم. 28 هناك يكون البكاء وصرير الاسنان متى رايتم ابراهيم واسحاق ويعقوب وجميع الانبياء في ملكوت الله وانتم مطروحون خارجا. 29 وياتون من المشارق ومن المغارب ومن الشمال والجنوب ويتكئون في ملكوت الله. 30 وهوذا اخرون يكونون اولين واولون يكونون اخرين».

31 في ذلك اليوم تقدم بعض الفريسيين قائلين له: «اخرج واذهب من ههنا لان هيرودس يريد ان يقتلك». 32 فقال لهم: «امضوا وقولوا لهذا الثعلب: ها انا اخرج شياطين واشفي اليوم وغدا وفي اليوم الثالث اكمل. 33 بل ينبغي ان اسير اليوم وغدا وما يليه لانه لا يمكن ان يهلك نبي خارجا عن اورشليم. 34 يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. 35 هوذا بيتكم يترك لكم خرابا! والحق اقول لكم: انكم لا ترونني حتى ياتي وقت تقولون فيه: مبارك الاتي باسم الرب».

الإصحاح 14

1 واذ جاء الى بيت احد رؤساء الفريسيين في السبت لياكل خبزا كانوا يراقبونه. 2 واذا انسان مستسق كان قدامه. 3 فسال يسوع الناموسيين والفريسيين: «هل يحل الابراء في السبت؟» 4 فسكتوا. فامسكه وابراه واطلقه. 5 ثم سال: «من منكم يسقط حماره او ثوره في بئر ولا ينشله حالا في يوم السبت؟» 6 فلم يقدروا ان يجيبوه عن ذلك.

7 وقال للمدعوين مثلا وهو يلاحظ كيف اختاروا المتكات الاولى: 8 «متى دعيت من احد الى عرس فلا تتكئ في المتكا الاول لعل اكرم منك يكون قد دعي منه. 9 فياتي الذي دعاك واياه ويقول لك: اعط مكانا لهذا. فحينئذ تبتدئ بخجل تاخذ الموضع الاخير. 10 بل متى دعيت فاذهب واتكئ في الموضع الاخير حتى اذا جاء الذي دعاك يقول لك: يا صديق ارتفع الى فوق. حينئذ يكون لك مجد امام المتكئين معك. 11 لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع».

12 وقال ايضا للذي دعاه: «اذا صنعت غداء او عشاء فلا تدع اصدقاءك ولا اخوتك ولا اقرباءك ولا الجيران الاغنياء لئلا يدعوك هم ايضا فتكون لك مكافاة. 13 بل اذا صنعت ضيافة فادع المساكين: الجدع العرج العمي 14 فيكون لك الطوبى اذ ليس لهم حتى يكافوك لانك تكافى في قيامة الابرار».

15 فلما سمع ذلك واحد من المتكئين قال له: «طوبى لمن ياكل خبزا في ملكوت الله». 16 فقال له: «انسان صنع عشاء عظيما ودعا كثيرين 17 وارسل عبده في ساعة العشاء ليقول للمدعوين: تعالوا لان كل شيء قد اعد. 18 فابتدا الجميع براي واحد يستعفون. قال له الاول: اني اشتريت حقلا وانا مضطر ان اخرج وانظره. اسالك ان تعفيني. 19 وقال اخر: اني اشتريت خمسة ازواج بقر وانا ماض لامتحنها. اسالك ان تعفيني. 20 وقال اخر: اني تزوجت بامراة فلذلك لا اقدر ان اجيء. 21 فاتى ذلك العبد واخبر سيده بذلك. حينئذ غضب رب البيت وقال لعبده: اخرج عاجلا الى شوارع المدينة وازقتها وادخل الى هنا المساكين والجدع والعرج والعمي. 22 فقال العبد: يا سيد قد صار كما امرت ويوجد ايضا مكان. 23 فقال السيد للعبد: اخرج الى الطرق والسياجات والزمهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي 24 لاني اقول لكم انه ليس واحد من اولئك الرجال المدعوين يذوق عشائي».

25 وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم: 26 «ان كان احد ياتي الي ولا يبغض اباه وامه وامراته واولاده واخوته واخواته حتى نفسه ايضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا. 27 ومن لا يحمل صليبه وياتي ورائي فلا يقدر ان يكون لي تلميذا. 28 ومن منكم وهو يريد ان يبني برجا لا يجلس اولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله؟ 29 لئلا يضع الاساس ولا يقدر ان يكمل فيبتدئ جميع الناظرين يهزاون به 30 قائلين: هذا الانسان ابتدا يبني ولم يقدر ان يكمل. 31 واي ملك ان ذهب لمقاتلة ملك اخر في حرب لا يجلس اولا ويتشاور: هل يستطيع ان يلاقي بعشرة الاف الذي ياتي عليه بعشرين الفا؟ 32 والا فما دام ذلك بعيدا يرسل سفارة ويسال ما هو للصلح. 33 فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع امواله لا يقدر ان يكون لي تلميذا. 34 الملح جيد. ولكن اذا فسد الملح فبماذا يصلح؟ 35 لا يصلح لارض ولا لمزبلة فيطرحونه خارجا. من له اذنان للسمع فليسمع!».

الإصحاح 15

1 وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه. 2 فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين: «هذا يقبل خطاة وياكل معهم». 3 فكلمهم بهذا المثل: 4 «اي انسان منكم له مئة خروف واضاع واحدا منها الا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لاجل الضال حتى يجده؟ 5 واذا وجده يضعه على منكبيه فرحا 6 وياتي الى بيته ويدعو الاصدقاء والجيران قائلا لهم: افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال. 7 اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة».

8 «او اية امراة لها عشرة دراهم ان اضاعت درهما واحدا الا توقد سراجا وتكنس البيت وتفتش باجتهاد حتى تجده؟ 9 واذا وجدته تدعو الصديقات والجارات قائلة: افرحن معي لاني وجدت الدرهم الذي اضعته. 10 هكذا اقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب».

11 وقال: «انسان كان له ابنان. 12 فقال اصغرهما لابيه: يا ابي اعطني القسم الذي يصيبني من المال. فقسم لهما معيشته. 13 وبعد ايام ليست بكثيرة جمع الابن الاصغر كل شيء وسافر الى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرف. 14 فلما انفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكورة فابتدا يحتاج. 15 فمضى والتصق بواحد من اهل تلك الكورة فارسله الى حقوله ليرعى خنازير. 16 وكان يشتهي ان يملا بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تاكله فلم يعطه احد. 17 فرجع الى نفسه وقال: كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز وانا اهلك جوعا! 18 اقوم واذهب الى ابي واقول له: يا ابي اخطات الى السماء وقدامك 19 ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا. اجعلني كاحد اجراك. 20 فقام وجاء الى ابيه. واذ كان لم يزل بعيدا راه ابوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله. 21 فقال له الابن: يا ابي اخطات الى السماء وقدامك ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا. 22 فقال الاب لعبيده: اخرجوا الحلة الاولى والبسوه واجعلوا خاتما في يده وحذاء في رجليه 23 وقدموا العجل المسمن واذبحوه فناكل ونفرح 24 لان ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد. فابتداوا يفرحون. 25 وكان ابنه الاكبر في الحقل. فلما جاء وقرب من البيت سمع صوت الات طرب ورقصا 26 فدعا واحدا من الغلمان وساله: ما عسى ان يكون هذا؟ 27 فقال له: اخوك جاء فذبح ابوك العجل المسمن لانه قبله سالما. 28 فغضب ولم يرد ان يدخل. فخرج ابوه يطلب اليه. 29 فقال لابيه: ها انا اخدمك سنين هذا عددها وقط لم اتجاوز وصيتك وجديا لم تعطني قط لافرح مع اصدقائي. 30 ولكن لما جاء ابنك هذا الذي اكل معيشتك مع الزواني ذبحت له العجل المسمن. 31 فقال له: يا بني انت معي في كل حين وكل ما لي فهو لك. 32 ولكن كان ينبغي ان نفرح ونسر لان اخاك هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد».

الإصحاح 16

1 وقال ايضا لتلاميذه: «كان انسان غني له وكيل فوشي به اليه بانه يبذر امواله. 2 فدعاه وقال له: ما هذا الذي اسمع عنك؟ اعط حساب وكالتك لانك لا تقدر ان تكون وكيلا بعد. 3 فقال الوكيل في نفسه: ماذا افعل؟ لان سيدي ياخذ مني الوكالة. لست استطيع ان انقب واستحي ان استعطي. 4 قد علمت ماذا افعل حتى اذا عزلت عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم. 5 فدعا كل واحد من مديوني سيده وقال للاول: كم عليك لسيدي؟ 6 فقال: مئة بث زيت. فقال له: خذ صكك واجلس عاجلا واكتب خمسين. 7 ثم قال لاخر: وانت كم عليك؟ فقال: مئة كر قمح. فقال له: خذ صكك واكتب ثمانين. 8 فمدح السيد وكيل الظلم اذ بحكمة فعل لان ابناء هذا الدهر احكم من ابناء النور في جيلهم. 9 وانا اقول لكم: اصنعوا لكم اصدقاء بمال الظلم حتى اذا فنيتم يقبلونكم في المظال الابدية. 10 الامين في القليل امين ايضا في الكثير والظالم في القليل ظالم ايضا في الكثير. 11 فان لم تكونوا امناء في مال الظلم فمن ياتمنكم على الحق؟ 12 وان لم تكونوا امناء في ما هو للغير فمن يعطيكم ما هو لكم؟ 13 لا يقدر خادم ان يخدم سيدين لانه اما ان يبغض الواحد ويحب الاخر او يلازم الواحد ويحتقر الاخر. لا تقدرون ان تخدموا الله والمال».

14 وكان الفريسيون ايضا يسمعون هذا كله وهم محبون للمال فاستهزاوا به. 15 فقال لهم: «انتم الذين تبررون انفسكم قدام الناس! ولكن الله يعرف قلوبكم. ان المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله. 16 «كان الناموس والانبياء الى يوحنا. ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله وكل واحد يغتصب نفسه اليه. 17 ولكن زوال السماء والارض ايسر من ان تسقط نقطة واحدة من الناموس. 18 كل من يطلق امراته ويتزوج باخرى يزني وكل من يتزوج بمطلقة من رجل يزني.

19 «كان انسان غني وكان يلبس الارجوان والبز وهو يتنعم كل يوم مترفها. 20 وكان مسكين اسمه لعازر الذي طرح عند بابه مضروبا بالقروح 21 ويشتهي ان يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغني بل كانت الكلاب تاتي وتلحس قروحه. 22 فمات المسكين وحملته الملائكة الى حضن ابراهيم. ومات الغني ايضا ودفن 23 فرفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب وراى ابراهيم من بعيد ولعازر في حضنه 24 فنادى: يا ابي ابراهيم ارحمني وارسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء ويبرد لساني لاني معذب في هذا اللهيب. 25 فقال ابراهيم: يا ابني اذكر انك استوفيت خيراتك في حياتك وكذلك لعازر البلايا. والان هو يتعزى وانت تتعذب. 26 وفوق هذا كله بيننا وبينكم هوة عظيمة قد اثبتت حتى ان الذين يريدون العبور من ههنا اليكم لا يقدرون ولا الذين من هناك يجتازون الينا. 27 فقال: اسالك اذا يا ابت ان ترسله الى بيت ابي 28 لان لي خمسة اخوة حتى يشهد لهم لكيلا ياتوا هم ايضا الى موضع العذاب هذا. 29 قال له ابراهيم: عندهم موسى والانبياء. ليسمعوا منهم. 30 فقال: لا يا ابي ابراهيم. بل اذا مضى اليهم واحد من الاموات يتوبون. 31 فقال له: ان كانوا لا يسمعون من موسى والانبياء ولا ان قام واحد من الاموات يصدقون».

الإصحاح 17

1 وقال لتلاميذه: «لا يمكن الا ان تاتي العثرات ولكن ويل للذي تاتي بواسطته! 2 خير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر من ان يعثر احد هؤلاء الصغار. 3 احترزوا لانفسكم. وان اخطا اليك اخوك فوبخه وان تاب فاغفر له. 4 وان اخطا اليك سبع مرات في اليوم ورجع اليك سبع مرات في اليوم قائلا: انا تائب فاغفر له». 5 فقال الرسل للرب: «زد ايماننا». 6 فقال الرب: «لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم.

7 «ومن منكم له عبد يحرث او يرعى يقول له اذا دخل من الحقل: تقدم سريعا واتكئ. 8 بل الا يقول له: اعدد ما اتعشى به وتمنطق واخدمني حتى اكل واشرب وبعد ذلك تاكل وتشرب انت. 9 فهل لذلك العبد فضل لانه فعل ما امر به؟ لا اظن. 10 كذلك انتم ايضا متى فعلتم كل ما امرتم به فقولوا: اننا عبيد بطالون. لاننا انما عملنا ما كان يجب علينا».

11 وفي ذهابه الى اورشليم اجتاز في وسط السامرة والجليل. 12 وفيما هو داخل الى قرية استقبله عشرة رجال برص فوقفوا من بعيد 13 وصرخوا: «يا يسوع يا معلم ارحمنا». 14 فنظر وقال لهم: «اذهبوا واروا انفسكم للكهنة». وفيما هم منطلقون طهروا. 15 فواحد منهم لما راى انه شفي رجع يمجد الله بصوت عظيم 16 وخر على وجهه عند رجليه شاكرا له. وكان سامريا. 17 فقال يسوع: «اليس العشرة قد طهروا؟ فاين التسعة؟ 18 الم يوجد من يرجع ليعطي مجدا لله غير هذا الغريب الجنس؟» 19 ثم قال له: «قم وامض. ايمانك خلصك».

20 ولما ساله الفريسيون: «متى ياتي ملكوت الله؟» اجابهم: «لا ياتي ملكوت الله بمراقبة 21 ولا يقولون: هوذا ههنا او: هوذا هناك لان ها ملكوت الله داخلكم».

22 وقال للتلاميذ: «ستاتي ايام فيها تشتهون ان تروا يوما واحدا من ايام ابن الانسان ولا ترون. 23 ويقولون لكم:هوذا ههنا او: هوذا هناك. لا تذهبوا ولا تتبعوا 24 لانه كما ان البرق الذي يبرق من ناحية تحت السماء يضيء الى ناحية تحت السماء كذلك يكون ايضا ابن الانسان في يومه. 25 ولكن ينبغي اولا ان يتالم كثيرا ويرفض من هذا الجيل. 26 وكما كان في ايام نوح كذلك يكون ايضا في ايام ابن الانسان. 27 كانوا ياكلون ويشربون ويزوجون ويتزوجون الى اليوم الذي فيه دخل نوح الفلك وجاء الطوفان واهلك الجميع. 28 كذلك ايضا كما كان في ايام لوط كانوا ياكلون ويشربون ويشترون ويبيعون ويغرسون ويبنون. 29 ولكن اليوم الذي فيه خرج لوط من سدوم امطر نارا وكبريتا من السماء فاهلك الجميع. 30 هكذا يكون في اليوم الذي فيه يظهر ابن الانسان. 31 في ذلك اليوم من كان على السطح وامتعته في البيت فلا ينزل لياخذها والذي في الحقل كذلك لا يرجع الى الوراء. 32 اذكروا امراة لوط! 33 من طلب ان يخلص نفسه يهلكها ومن اهلكها يحييها. 34 اقول لكم: انه في تلك الليلة يكون اثنان على فراش واحد فيؤخذ الواحد ويترك الاخر. 35 تكون اثنتان تطحنان معا فتؤخذ الواحدة وتترك الاخرى. 36 يكون اثنان في الحقل فيؤخذ الواحد ويترك الاخر». 37 فقالوا له: «اين يا رب؟» فقال لهم: «حيث تكون الجثة هناك تجتمع النسور».

الإصحاح 18

1 وقال لهم ايضا مثلا في انه ينبغي ان يصلى كل حين ولا يمل: 2 «كان في مدينة قاض لا يخاف الله ولا يهاب انسانا. 3 وكان في تلك المدينة ارملة. وكانت تاتي اليه قائلة: انصفني من خصمي. 4 وكان لا يشاء الى زمان. ولكن بعد ذلك قال في نفسه: وان كنت لا اخاف الله ولا اهاب انسانا 5 فاني لاجل ان هذه الارملة تزعجني انصفها لئلا تاتي دائما فتقمعني». 6 وقال الرب: «اسمعوا ما يقول قاضي الظلم. 7 افلا ينصف الله مختاريه الصارخين اليه نهارا وليلا وهو متمهل عليهم؟ 8 اقول لكم انه ينصفهم سريعا! ولكن متى جاء ابن الانسان العله يجد الايمان على الارض؟».

9 وقال لقوم واثقين بانفسهم انهم ابرار ويحتقرون الاخرين هذا المثل: 10 «انسانان صعدا الى الهيكل ليصليا واحد فريسي والاخر عشار. 11 اما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا: اللهم انا اشكرك اني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. 12 اصوم مرتين في الاسبوع واعشر كل ما اقتنيه. 13 واما العشار فوقف من بعيد لا يشاء ان يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلا: اللهم ارحمني انا الخاطئ. 14 اقول لكم ان هذا نزل الى بيته مبررا دون ذاك لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع».

15 فقدموا اليه الاطفال ايضا ليلمسهم فلما راهم التلاميذ انتهروهم. 16 اما يسوع فدعاهم وقال: «دعوا الاولاد ياتون الي ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله. 17 الحق اقول لكم: من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله».

18 وساله رئيس: «ايها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية؟» 19 فقال له يسوع: «لماذا تدعوني صالحا؟ ليس احد صالحا الا واحد وهو الله. 20 انت تعرف الوصايا: لا تزن. لا تقتل. لا تسرق. لا تشهد بالزور. اكرم اباك وامك». 21 فقال: «هذه كلها حفظتها منذ حداثتي». 22 فلما سمع يسوع ذلك قال له: «يعوزك ايضا شيء. بع كل ما لك ووزع على الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني». 23 فلما سمع ذلك حزن لانه كان غنيا جدا. 24 فلما راه يسوع قد حزن قال: «ما اعسر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله! 25 لان دخول جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله!». 26 فقال الذين سمعوا: «فمن يستطيع ان يخلص؟» 27 فقال: «غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله».

28 فقال بطرس: «ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك». 29 فقال لهم: «الحق اقول لكم: ان ليس احد ترك بيتا او والدين او اخوة او امراة او اولادا من اجل ملكوت الله 30 الا وياخذ في هذا الزمان اضعافا كثيرة وفي الدهر الاتي الحياة الابدية».

31 واخذ الاثني عشر وقال لهم: «ها نحن صاعدون الى اورشليم وسيتم كل ما هو مكتوب بالانبياء عن ابن الانسان 32 لانه يسلم الى الامم ويستهزا به ويشتم ويتفل عليه 33 ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم». 34 واما هم فلم يفهموا من ذلك شيئا وكان هذا الامر مخفى عنهم ولم يعلموا ما قيل.

35 ولما اقترب من اريحا كان اعمى جالسا على الطريق يستعطي. 36 فلما سمع الجمع مجتازا سال: «ما عسى ان يكون هذا؟» 37 فاخبروه ان يسوع الناصري مجتاز. 38 فصرخ: «يا يسوع ابن داود ارحمني!». 39 فانتهره المتقدمون ليسكت اما هو فصرخ اكثر كثيرا: «يا ابن داود ارحمني». 40 فوقف يسوع وامر ان يقدم اليه. ولما اقترب ساله: 41 «ماذا تريد ان افعل بك؟» فقال: «يا سيد ان ابصر». 42 فقال له يسوع: «ابصر. ايمانك قد شفاك». 43 وفي الحال ابصر وتبعه وهو يمجد الله. وجميع الشعب اذ راوا سبحوا الله.

الإصحاح 19

1 ثم دخل واجتاز في اريحا. 2 واذا رجل اسمه زكا وهو رئيس للعشارين وكان غنيا 3 وطلب ان يرى يسوع من هو ولم يقدر من الجمع لانه كان قصير القامة. 4 فركض متقدما وصعد الى جميزة لكي يراه لانه كان مزمعا ان يمر من هناك. 5 فلما جاء يسوع الى المكان نظر الى فوق فراه وقال له: «يا زكا اسرع وانزل لانه ينبغي ان امكث اليوم في بيتك». 6 فاسرع ونزل وقبله فرحا. 7 فلما راى الجميع ذلك تذمروا قائلين: «انه دخل ليبيت عند رجل خاطئ». 8 فوقف زكا وقال للرب: «ها انا يا رب اعطي نصف اموالي للمساكين وان كنت قد وشيت باحد ارد اربعة اضعاف». 9 فقال له يسوع: «اليوم حصل خلاص لهذا البيت اذ هو ايضا ابن ابراهيم 10 لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك».

11 واذ كانوا يسمعون هذا عاد فقال مثلا لانه كان قريبا من اورشليم وكانوا يظنون ان ملكوت الله عتيد ان يظهر في الحال. 12 فقال: «انسان شريف الجنس ذهب الى كورة بعيدة لياخذ لنفسه ملكا ويرجع. 13 فدعا عشرة عبيد له واعطاهم عشرة امناء وقال لهم: تاجروا حتى اتي. 14 واما اهل مدينته فكانوا يبغضونه فارسلوا وراءه سفارة قائلين: لا نريد ان هذا يملك علينا. 15 ولما رجع بعدما اخذ الملك امر ان يدعى اليه اولئك العبيد الذين اعطاهم الفضة ليعرف بما تاجر كل واحد. 16 فجاء الاول قائلا: يا سيد مناك ربح عشرة امناء. 17 فقال له: نعما ايها العبد الصالح لانك كنت امينا في القليل فليكن لك سلطان على عشر مدن. 18 ثم جاء الثاني قائلا: يا سيد مناك عمل خمسة امناء. 19 فقال لهذا ايضا: وكن انت على خمس مدن. 20 ثم جاء اخر قائلا: يا سيد هوذا مناك الذي كان عندي موضوعا في منديل 21 لاني كنت اخاف منك اذ انت انسان صارم تاخذ ما لم تضع وتحصد ما لم تزرع. 22 فقال له: من فمك ادينك ايها العبد الشرير. عرفت اني انسان صارم اخذ ما لم اضع واحصد ما لم ازرع 23 فلماذا لم تضع فضتي على مائدة الصيارفة فكنت متى جئت استوفيها مع ربا؟ 24 ثم قال للحاضرين: خذوا منه المنا واعطوه للذي عنده العشرة الامناء. 25 فقالوا له: يا سيد عنده عشرة امناء. 26 لاني اقول لكم: ان كل من له يعطى ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه. 27 اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فاتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي».

28 ولما قال هذا تقدم صاعدا الى اورشليم. 29 واذ قرب من بيت فاجي وبيت عنيا عند الجبل الذي يدعى جبل الزيتون ارسل اثنين من تلاميذه 30 قائلا: «اذهبا الى القرية التي امامكما وحين تدخلانها تجدان جحشا مربوطا لم يجلس عليه احد من الناس قط. فحلاه واتيا به. 31 وان سالكما احد: لماذا تحلانه؟ فقولا له: ان الرب محتاج اليه». 32 فمضى المرسلان ووجدا كما قال لهما. 33 وفيما هما يحلان الجحش قال لهما اصحابه: «لماذا تحلان الجحش؟» 34 فقالا: «الرب محتاج اليه». 35 واتيا به الى يسوع وطرحا ثيابهما على الجحش واركبا يسوع. 36 وفيما هو سائر فرشوا ثيابهم في الطريق. 37 ولما قرب عند منحدر جبل الزيتون ابتدا كل جمهور التلاميذ يفرحون ويسبحون الله بصوت عظيم لاجل جميع القوات التي نظروا 38 قائلين: «مبارك الملك الاتي باسم الرب! سلام في السماء ومجد في الاعالي!». 39 واما بعض الفريسيين من الجمع فقالوا له: «يا معلم انتهر تلاميذك». 40 فاجاب: «اقول لكم: انه ان سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ!».

41 وفيما هو يقترب نظر الى المدينة وبكى عليها 42 قائلا: «انك لو علمت انت ايضا حتى في يومك هذا ما هو لسلامك. ولكن الان قد اخفي عن عينيك. 43 فانه ستاتي ايام ويحيط بك اعداؤك بمترسة ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة 44 ويهدمونك وبنيك فيك ولا يتركون فيك حجرا على حجر لانك لم تعرفي زمان افتقادك».

45 ولما دخل الهيكل ابتدا يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه 46 قائلا لهم: «مكتوب ان بيتي بيت الصلاة. وانتم جعلتموه مغارة لصوص».

47 وكان يعلم كل يوم في الهيكل وكان رؤساء الكهنة والكتبة مع وجوه الشعب يطلبون ان يهلكوه 48 ولم يجدوا ما يفعلون لان الشعب كله كان متعلقا به يسمع منه.

الإصحاح 20

1 وفي احد تلك الايام اذ كان يعلم الشعب في الهيكل ويبشر وقف رؤساء الكهنة والكتبة مع الشيوخ 2 وقالوا له: «قل لنا باي سلطان تفعل هذا او من هو الذي اعطاك هذا السلطان؟» 3 فاجاب: «وانا ايضا اسالكم كلمة واحدة فقولوا لي: 4 معمودية يوحنا من السماء كانت ام من الناس؟» 5 فتامروا فيما بينهم قائلين: «ان قلنا من السماء يقول: فلماذا لم تؤمنوا به؟ 6 وان قلنا: من الناس فجميع الشعب يرجموننا لانهم واثقون بان يوحنا نبي». 7 فاجابوا انهم لا يعلمون من اين. 8 فقال لهم يسوع: «ولا انا اقول لكم باي سلطان افعل هذا».

9 وابتدا يقول للشعب هذا المثل: «انسان غرس كرما وسلمه الى كرامين وسافر زمانا طويلا. 10 وفي الوقت ارسل الى الكرامين عبدا لكي يعطوه من ثمر الكرم فجلده الكرامون وارسلوه فارغا. 11 فعاد وارسل عبدا اخر. فجلدوا ذلك ايضا واهانوه وارسلوه فارغا. 12 ثم عاد فارسل ثالثا. فجرحوا هذا ايضا واخرجوه. 13 فقال صاحب الكرم: ماذا افعل؟ ارسل ابني الحبيب. لعلهم اذا راوه يهابون! 14 فلما راه الكرامون تامروا فيما بينهم قائلين: هذا هو الوارث. هلموا نقتله لكي يصير لنا الميراث. 15 فاخرجوه خارج الكرم وقتلوه. فماذا يفعل بهم صاحب الكرم؟ 16 ياتي ويهلك هؤلاء الكرامين ويعطي الكرم لاخرين». فلما سمعوا قالوا: «حاشا!» 17 فنظر اليهم وقال: «اذا ما هو هذا المكتوب: الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية. 18 كل من يسقط على ذلك الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه؟» 19 فطلب رؤساء الكهنة والكتبة ان يلقوا الايادي عليه في تلك الساعة ولكنهم خافوا الشعب لانهم عرفوا انه قال هذا المثل عليهم.

20 فراقبوه وارسلوا جواسيس يتراءون انهم ابرار لكي يمسكوه بكلمة حتى يسلموه الى حكم الوالي وسلطانه. 21 فسالوه: «يا معلم نعلم انك بالاستقامة تتكلم وتعلم ولا تقبل الوجوه بل بالحق تعلم طريق الله. 22 ايجوز لنا ان نعطي جزية لقيصر ام لا؟» 23 فشعر بمكرهم وقال لهم: «لماذا تجربونني؟ 24 اروني دينارا. لمن الصورة والكتابة؟» فاجابوا: «لقيصر». 25 فقال لهم: «اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله». 26 فلم يقدروا ان يمسكوه بكلمة قدام الشعب وتعجبوا من جوابه وسكتوا.

27 وحضر قوم من الصدوقيين الذين يقاومون امر القيامة وسالوه: 28 «يا معلم كتب لنا موسى: ان مات لاحد اخ وله امراة ومات بغير ولد ياخذ اخوه المراة ويقيم نسلا لاخيه. 29 فكان سبعة اخوة. واخذ الاول امراة ومات بغير ولد 30 فاخذ الثاني المراة ومات بغير ولد 31 ثم اخذها الثالث وهكذا السبعة. ولم يتركوا ولدا وماتوا. 32 واخر الكل ماتت المراة ايضا. 33 ففي القيامة لمن منهم تكون زوجة؟ لانها كانت زوجة للسبعة!» 34 فاجاب يسوع: «ابناء هذا الدهر يزوجون ويزوجون 35 ولكن الذين حسبوا اهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الاموات لا يزوجون ولا يزوجون 36 اذ لا يستطيعون ان يموتوا ايضا لانهم مثل الملائكة وهم ابناء الله اذ هم ابناء القيامة. 37 واما ان الموتى يقومون فقد دل عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول: الرب اله ابراهيم واله اسحاق واله يعقوب. 38 وليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء». 39 فقال قوم من الكتبة: «يا معلم حسنا قلت!». 40 ولم يتجاسروا ايضا ان يسالوه عن شيء.

41 وقال لهم: «كيف يقولون ان المسيح ابن داود 42 وداود نفسه يقول في كتاب المزامير: قال الرب لربي: اجلس عن يميني 43 حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك. 44 فاذا داود يدعوه ربا. فكيف يكون ابنه؟».

45 وفيما كان جميع الشعب يسمعون قال لتلاميذه: 46 «احذروا من الكتبة الذين يرغبون المشي بالطيالسة ويحبون التحيات في الاسواق والمجالس الاولى في المجامع والمتكات الاولى في الولائم. 47 الذين ياكلون بيوت الارامل ولعلة يطيلون الصلوات. هؤلاء ياخذون دينونة اعظم!».

الإصحاح 21

1 وتطلع فراى الاغنياء يلقون قرابينهم في الخزانة 2 وراى ايضا ارملة مسكينة القت هناك فلسين. 3 فقال: «بالحق اقول لكم ان هذه الارملة الفقيرة القت اكثر من الجميع 4 لان هؤلاء من فضلتهم القوا في قرابين الله واما هذه فمن اعوازها القت كل المعيشة التي لها».

5 واذ كان قوم يقولون عن الهيكل انه مزين بحجارة حسنة وتحف قال: 6 «هذه التي ترونها ستاتي ايام لا يترك فيها حجر على حجر لا ينقض». 7 فسالوه: «يا معلم متى يكون هذا وما هي العلامة عندما يصير هذا؟» 8 فقال: «انظروا! لا تضلوا. فان كثيرين سياتون باسمي قائلين: اني انا هو والزمان قد قرب. فلا تذهبوا وراءهم. 9 فاذا سمعتم بحروب وقلاقل فلا تجزعوا لانه لا بد ان يكون هذا اولا ولكن لا يكون المنتهى سريعا». 10 ثم قال لهم: «تقوم امة على امة ومملكة على مملكة 11 وتكون زلازل عظيمة في اماكن ومجاعات واوبئة. وتكون مخاوف وعلامات عظيمة من السماء. 12 وقبل هذا كله يلقون ايديهم عليكم ويطردونكم ويسلمونكم الى مجامع وسجون وتساقون امام ملوك وولاة لاجل اسمي. 13 فيؤول ذلك لكم شهادة. 14 فضعوا في قلوبكم ان لا تهتموا من قبل لكي تحتجوا 15 لاني انا اعطيكم فما وحكمة لا يقدر جميع معانديكم ان يقاوموها او يناقضوها. 16 وسوف تسلمون من الوالدين والاخوة والاقرباء والاصدقاء ويقتلون منكم. 17 وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. 18 ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك. 19 بصبركم اقتنوا انفسكم. 20 ومتى رايتم اورشليم محاطة بجيوش فحينئذ اعلموا انه قد اقترب خرابها. 21 حينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال والذين في وسطها فليفروا خارجا والذين في الكور فلا يدخلوها 22 لان هذه ايام انتقام ليتم كل ما هو مكتوب. 23 وويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام لانه يكون ضيق عظيم على الارض وسخط على هذا الشعب. 24 ويقعون بالسيف ويسبون الى جميع الامم وتكون اورشليم مدوسة من الامم حتى تكمل ازمنة الامم.

25 «وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم وعلى الارض كرب امم بحيرة. البحر والامواج تضج 26 والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما ياتي على المسكونة لان قوات السماوات تتزعزع. 27 وحينئذ يبصرون ابن الانسان اتيا في سحابة بقوة ومجد كثير. 28 ومتى ابتدات هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لان نجاتكم تقترب».

29 وقال لهم مثلا: «انظروا الى شجرة التين وكل الاشجار. 30 متى افرخت تنظرون وتعلمون من انفسكم ان الصيف قد قرب. 31 هكذا انتم ايضا متى رايتم هذه الاشياء صائرة فاعلموا ان ملكوت الله قريب. 32 الحق اقول لكم: انه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل. 33 السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول. 34 فاحترزوا لانفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة. 35 لانه كالفخ ياتي على جميع الجالسين على وجه كل الارض. 36 اسهروا اذا وتضرعوا في كل حين لكي تحسبوا اهلا للنجاة من جميع هذا المزمع ان يكون وتقفوا قدام ابن الانسان».

37 وكان في النهار يعلم في الهيكل وفي الليل يخرج ويبيت في الجبل الذي يدعى جبل الزيتون. 38 وكان كل الشعب يبكرون اليه في الهيكل ليسمعوه.

الإصحاح 22

1 وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح. 2 وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يقتلونه لانهم خافوا الشعب.

3 فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الاسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر. 4 فمضى وتكلم مع رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف يسلمه اليهم. 5 ففرحوا وعاهدوه ان يعطوه فضة. 6 فواعدهم. وكان يطلب فرصة ليسلمه اليهم خلوا من جمع.

7 وجاء يوم الفطير الذي كان ينبغي ان يذبح فيه الفصح. 8 فارسل بطرس ويوحنا قائلا: «اذهبا واعدا لنا الفصح لناكل». 9 فقالا له: «اين تريد ان نعد؟». 10 فقال لهما: «اذا دخلتما المدينة يستقبلكما انسان حامل جرة ماء. اتبعاه الى البيت حيث يدخل 11 وقولا لرب البيت: يقول لك المعلم: اين المنزل حيث اكل الفصح مع تلاميذي؟ 12 فذاك يريكما علية كبيرة مفروشة. هناك اعدا». 13 فانطلقا ووجدا كما قال لهما فاعدا الفصح.

14 ولما كانت الساعة اتكا والاثنا عشر رسولا معه 15 وقال لهم: «شهوة اشتهيت ان اكل هذا الفصح معكم قبل ان اتالم 16 لاني اقول لكم: اني لا اكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله». 17 ثم تناول كاسا وشكر وقال: «خذوا هذه واقتسموها بينكم 18 لاني اقول لكم: اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى ياتي ملكوت الله». 19 واخذ خبزا وشكر وكسر واعطاهم قائلا: «هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكري». 20 وكذلك الكاس ايضا بعد العشاء قائلا: «هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم. 21 ولكن هوذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة. 22 وابن الانسان ماض كما هو محتوم ولكن ويل لذلك الانسان الذي يسلمه». 23 فابتداوا يتساءلون فيما بينهم: «من ترى منهم هو المزمع ان يفعل هذا؟».

24 وكانت بينهم ايضا مشاجرة من منهم يظن انه يكون اكبر. 25 فقال لهم: «ملوك الامم يسودونهم والمتسلطون عليهم يدعون محسنين. 26 واما انتم فليس هكذا بل الكبير فيكم ليكن كالاصغر والمتقدم كالخادم. 27 لان من هو اكبر؟ الذي يتكئ ام الذي يخدم؟ اليس الذي يتكئ؟ ولكني انا بينكم كالذي يخدم. 28 انتم الذين ثبتوا معي في تجاربي 29 وانا اجعل لكم كما جعل لي ابي ملكوتا 30 لتاكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر».

31 وقال الرب: «سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة! 32 ولكني طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك. وانت متى رجعت ثبت اخوتك». 33 فقال له: «يا رب اني مستعد ان امضي معك حتى الى السجن والى الموت». 34 فقال: «اقول لك يا بطرس لا يصيح الديك اليوم قبل ان تنكر ثلاث مرات انك تعرفني».

35 ثم قال لهم: «حين ارسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا احذية هل اعوزكم شيء؟» فقالوا: «لا». 36 فقال لهم: «لكن الان من له كيس فلياخذه ومزود كذلك. ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا. 37 لاني اقول لكم انه ينبغي ان يتم في ايضا هذا المكتوب: واحصي مع اثمة. لان ما هو من جهتي له انقضاء». 38 فقالوا: «يا رب هوذا هنا سيفان». فقال لهم: «يكفي!».

39 وخرج ومضى كالعادة الى جبل الزيتون وتبعه ايضا تلاميذه. 40 ولما صار الى المكان قال لهم: «صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة». 41 وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى 42 قائلا: «يا ابتاه ان شئت ان تجيز عني هذه الكاس. ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك». 43 وظهر له ملاك من السماء يقويه. 44 واذ كان في جهاد كان يصلي باشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض. 45 ثم قام من الصلاة وجاء الى تلاميذه فوجدهم نياما من الحزن. 46 فقال لهم: «لماذا انتم نيام؟ قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة».

47 وبينما هو يتكلم اذا جمع والذي يدعى يهوذا - احد الاثني عشر - يتقدمهم فدنا من يسوع ليقبله. 48 فقال له يسوع: «يا يهوذا ابقبلة تسلم ابن الانسان؟» 49 فلما راى الذين حوله ما يكون قالوا: «يا رب انضرب بالسيف؟» 50 وضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه اليمنى. 51 فقال يسوع: «دعوا الى هذا!» ولمس اذنه وابراها.

52 ثم قال يسوع لرؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل والشيوخ المقبلين عليه: «كانه على لص خرجتم بسيوف وعصي! 53 اذ كنت معكم كل يوم في الهيكل لم تمدوا علي الايادي. ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة».

54 فاخذوه وساقوه وادخلوه الى بيت رئيس الكهنة. واما بطرس فتبعه من بعيد. 55 ولما اضرموا نارا في وسط الدار وجلسوا معا جلس بطرس بينهم. 56 فراته جارية جالسا عند النار فتفرست فيه وقالت: «وهذا كان معه». 57 فانكره قائلا: «لست اعرفه يا امراة!» 58 وبعد قليل راه اخر وقال: «وانت منهم!» فقال بطرس: «يا انسان لست انا!» 59 ولما مضى نحو ساعة واحدة اكد اخر قائلا: «بالحق ان هذا ايضا كان معه لانه جليلي ايضا». 60 فقال بطرس: «يا انسان لست اعرف ما تقول». وفي الحال بينما هو يتكلم صاح الديك. 61 فالتفت الرب ونظر الى بطرس فتذكر بطرس كلام الرب كيف قال له: «انك قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات». 62 فخرج بطرس الى خارج وبكى بكاء مرا.

63 والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه 64 وغطوه وكانوا يضربون وجهه ويسالونه: «تنبا! من هو الذي ضربك؟» 65 واشياء اخر كثيرة كانوا يقولون عليه مجدفين.

66 ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب: رؤساء الكهنة والكتبة واصعدوه الى مجمعهم 67 قائلين: «ان كنت انت المسيح فقل لنا». فقال لهم: «ان قلت لكم لا تصدقون 68 وان سالت لا تجيبونني ولا تطلقونني. 69 منذ الان يكون ابن الانسان جالسا عن يمين قوة الله». 70 فقال الجميع: «افانت ابن الله؟» فقال لهم: «انتم تقولون اني انا هو». 71 فقالوا: «ما حاجتنا بعد الى شهادة؟ لاننا نحن سمعنا من فمه».

الإصحاح 23

1 فقام كل جمهورهم وجاءوا به الى بيلاطس 2 وابتداوا يشتكون عليه قائلين: «اننا وجدنا هذا يفسد الامة ويمنع ان تعطى جزية لقيصر قائلا: انه هو مسيح ملك». 3 فساله بيلاطس: «انت ملك اليهود؟» فاجابه: «انت تقول». 4 فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة والجموع: «اني لا اجد علة في هذا الانسان». 5 فكانوا يشددون قائلين: «انه يهيج الشعب وهو يعلم في كل اليهودية مبتدئا من الجليل الى هنا». 6 فلما سمع بيلاطس ذكر الجليل سال: «هل الرجل جليلي؟» 7 وحين علم انه من سلطنة هيرودس ارسله الى هيرودس اذ كان هو ايضا تلك الايام في اورشليم.

8 واما هيرودس فلما راى يسوع فرح جدا لانه كان يريد من زمان طويل ان يراه لسماعه عنه اشياء كثيرة وترجى ان يراه يصنع اية. 9 وساله بكلام كثير فلم يجبه بشيء. 10 ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد 11 فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزا به والبسه لباسا لامعا ورده الى بيلاطس. 12 فصار بيلاطس وهيرودس صديقين مع بعضهما في ذلك اليوم لانهما كانا من قبل في عداوة بينهما.

13 فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء والشعب 14 وقال لهم: «قد قدمتم الي هذا الانسان كمن يفسد الشعب. وها انا قد فحصت قدامكم ولم اجد في هذا الانسان علة مما تشتكون به عليه. 15 ولا هيرودس ايضا لاني ارسلتكم اليه. وها لا شيء يستحق الموت صنع منه. 16 فانا اؤدبه واطلقه». 17 وكان مضطرا ان يطلق لهم كل عيد واحدا 18 فصرخوا بجملتهم قائلين: «خذ هذا واطلق لنا باراباس!» 19 وذاك كان قد طرح في السجن لاجل فتنة حدثت في المدينة وقتل. 20 فناداهم ايضا بيلاطس وهو يريد ان يطلق يسوع 21 فصرخوا: «اصلبه! اصلبه!» 22 فقال لهم ثالثة: «فاي شر عمل هذا؟ اني لم اجد فيه علة للموت فانا اؤدبه واطلقه». 23 فكانوا يلجون باصوات عظيمة طالبين ان يصلب. فقويت اصواتهم واصوات رؤساء الكهنة. 24 فحكم بيلاطس ان تكون طلبتهم. 25 فاطلق لهم الذي طرح في السجن لاجل فتنة وقتل الذي طلبوه واسلم يسوع لمشيئتهم.

26 ولما مضوا به امسكوا سمعان رجلا قيروانيا كان اتيا من الحقل ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع. 27 وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كن يلطمن ايضا وينحن عليه. 28 فالتفت اليهن يسوع وقال: «يا بنات اورشليم لا تبكين علي بل ابكين على انفسكن وعلى اولادكن 29 لانه هوذا ايام تاتي يقولون فيها: طوبى للعواقر والبطون التي لم تلد والثدي التي لم ترضع. 30 حينئذ يبتدئون يقولون للجبال: اسقطي علينا وللاكام: غطينا. 31 لانه ان كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس؟».

32 وجاءوا ايضا باثنين اخرين مذنبين ليقتلا معه.

33 ولما مضوا به الى الموضع الذي يدعى «جمجمة» صلبوه هناك مع المذنبين واحدا عن يمينه والاخر عن يساره. 34 فقال يسوع: «يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون». واذ اقتسموا ثيابه اقترعوا عليها.

35 وكان الشعب واقفين ينظرون والرؤساء ايضا معهم يسخرون به قائلين: «خلص اخرين فليخلص نفسه ان كان هو المسيح مختار الله». 36 والجند ايضا استهزاوا به وهم ياتون ويقدمون له خلا 37 قائلين: «ان كنت انت ملك اليهود فخلص نفسك». 38 وكان عنوان مكتوب فوقه باحرف يونانية ورومانية وعبرانية: «هذا هو ملك اليهود». 39 وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلا: «ان كنت انت المسيح فخلص نفسك وايانا!» 40 فانتهره الاخر قائلا: «اولا انت تخاف الله اذ انت تحت هذا الحكم بعينه؟ 41 اما نحن فبعدل لاننا ننال استحقاق ما فعلنا واما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله». 42 ثم قال ليسوع: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك». 43 فقال له يسوع: «الحق اقول لك: انك اليوم تكون معي في الفردوس».

44 وكان نحو الساعة السادسة فكانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة. 45 واظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل من وسطه. 46 ونادى يسوع بصوت عظيم: «يا ابتاه في يديك استودع روحي». ولما قال هذا اسلم الروح. 47 فلما راى قائد المئة ما كان مجد الله قائلا: «بالحقيقة كان هذا الانسان بارا!» 48 وكل الجموع الذين كانوا مجتمعين لهذا المنظر لما ابصروا ما كان رجعوا وهم يقرعون صدورهم. 49 وكان جميع معارفه ونساء كن قد تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك.

50 واذا رجل اسمه يوسف وكان مشيرا ورجلا صالحا بارا - 51 هذا لم يكن موافقا لرايهم وعملهم وهو من الرامة مدينة لليهود. وكان هو ايضا ينتظر ملكوت الله. 52 هذا تقدم الى بيلاطس وطلب جسد يسوع 53 وانزله ولفه بكتان ووضعه في قبر منحوت حيث لم يكن احد وضع قط. 54 وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح. 55 وتبعته نساء كن قد اتين معه من الجليل ونظرن القبر وكيف وضع جسده. 56 فرجعن واعددن حنوطا واطيابا. وفي السبت استرحن حسب الوصية.

الإصحاح 24

1 ثم في اول الاسبوع اول الفجر اتين الى القبر حاملات الحنوط الذي اعددنه ومعهن اناس. 2 فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر 3 فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. 4 وفيما هن محتارات في ذلك اذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة. 5 واذ كن خائفات ومنكسات وجوههن الى الارض قالا لهن: «لماذا تطلبن الحي بين الاموات؟ 6 ليس هو ههنا لكنه قام! اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل 7 قائلا: انه ينبغي ان يسلم ابن الانسان في ايدي اناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم». 8 فتذكرن كلامه 9 ورجعن من القبر واخبرن الاحد عشر وجميع الباقين بهذا كله. 10 وكانت مريم المجدلية ويونا ومريم ام يعقوب والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل. 11 فتراءى كلامهن لهم كالهذيان ولم يصدقوهن. 12 فقام بطرس وركض الى القبر فانحنى ونظر الاكفان موضوعة وحدها فمضى متعجبا في نفسه مما كان.

13 واذا اثنان منهم كانا منطلقين في ذلك اليوم الى قرية بعيدة عن اورشليم ستين غلوة اسمها «عمواس». 14 وكانا يتكلمان بعضهما مع بعض عن جميع هذه الحوادث. 15 وفيما هما يتكلمان ويتحاوران اقترب اليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما. 16 ولكن امسكت اعينهما عن معرفته. 17 فقال لهما: «ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وانتما ماشيان عابسين؟» 18 فاجاب احدهما الذي اسمه كليوباس: «هل انت متغرب وحدك في اورشليم ولم تعلم الامور التي حدثت فيها في هذه الايام؟» 19 فقال لهما: «وما هي؟» فقالا: «المختصة بيسوع الناصري الذي كان انسانا نبيا مقتدرا في الفعل والقول امام الله وجميع الشعب. 20 كيف اسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه. 21 ونحن كنا نرجو انه هو المزمع ان يفدي اسرائيل. ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة ايام منذ حدث ذلك. 22 بل بعض النساء منا حيرننا اذ كن باكرا عند القبر 23 ولما لم يجدن جسده اتين قائلات: انهن راين منظر ملائكة قالوا انه حي. 24 ومضى قوم من الذين معنا الى القبر فوجدوا هكذا كما قالت ايضا النساء واما هو فلم يروه». 25 فقال لهما: «ايها الغبيان والبطيئا القلوب في الايمان بجميع ما تكلم به الانبياء 26 اما كان ينبغي ان المسيح يتالم بهذا ويدخل الى مجده؟» 27 ثم ابتدا من موسى ومن جميع الانبياء يفسر لهما الامور المختصة به في جميع الكتب.

28 ثم اقتربوا الى القرية التي كانا منطلقين اليها وهو تظاهر كانه منطلق الى مكان ابعد. 29 فالزماه قائلين: «امكث معنا لانه نحو المساء وقد مال النهار». فدخل ليمكث معهما. 30 فلما اتكا معهما اخذ خبزا وبارك وكسر وناولهما 31 فانفتحت اعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما 32 فقال بعضهما لبعض: «الم يكن قلبنا ملتهبا فينا اذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب؟» 33 فقاما في تلك الساعة ورجعا الى اورشليم ووجدا الاحد عشر مجتمعين هم والذين معهم 34 وهم يقولون: «ان الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان!» 35 واما هما فكانا يخبران بما حدث في الطريق وكيف عرفاه عند كسر الخبز.

36 وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم: «سلام لكم!» 37 فجزعوا وخافوا وظنوا انهم نظروا روحا. 38 فقال لهم: «ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر افكار في قلوبكم؟ 39 انظروا يدي ورجلي: اني انا هو. جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي». 40 وحين قال هذا اراهم يديه ورجليه. 41 وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم: «اعندكم ههنا طعام؟» 42 فناولوه جزءا من سمك مشوي وشيئا من شهد عسل. 43 فاخذ واكل قدامهم.

44 وقال لهم: «هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وانا بعد معكم انه لا بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والانبياء والمزامير». 45 حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. 46 وقال لهم: «هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي ان المسيح يتالم ويقوم من الاموات في اليوم الثالث 47 وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم. 48 وانتم شهود لذلك. 49 وها انا ارسل اليكم موعد ابي. فاقيموا في مدينة اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالي».

50 واخرجهم خارجا الى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم. 51 وفيما هو يباركهم انفرد عنهم واصعد الى السماء. 52 فسجدوا له ورجعوا الى اورشليم بفرح عظيم 53 وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله. امين.