سنكسار اليوم 29 هاتور

من كوبتيكبيديا
مراجعة ٢٠:٥٠، ٩ نوفمبر ٢٠٢١ بواسطة Gerges (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

اليوم 29 من الشهر المبارك هاتور، أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي آمين.

29- اليوم التاسع والعشرون - شهر هاتور

طبقا لكتاب سنكسار الكنيسة القبطية اصدار دير السريان العامر

سنكسار

تذكار الأعياد الثلاثة السيدية الكبرى " البشارة والميلاد والقيامة ".

1 – رتَّبت الكنيسة المقدسة أن تحتفل اليوم بتذكار الأعياد الثلاثة السيدية الكبرى " البشارة والميلاد والقيامة "، ويُصلَّى بالطقس الفرايحي. بركة مخلصنا الصالح فلتكن معنا آمين.


استشهاد البابا بطرس " خاتم الشهداء " البطريرك السابع عشر من بطاركة الكرسي المرقسي.

2 - وفيه أيضاً من سنة 28 للشهداء ( 312م )، استشهد القديس البابا بطرس خاتم الشهداء وُلِدَ من أبوين شُبِّها بزكريا وأليصابات لكونهما لم يُرزقا نسلاً. وكانا سالكَيْن حسب وصايا الرب وأحكامه، فأنجبا ابنهما " بطرس " بعد صلوات حارّة، ولما بلغ الثانية عشرة من عمره رُسم شماساً، وعندما بلغ السادسة عشر رُسم قساً، وقد اشتهر القس بطرس بتعمقه في العلوم اللاهوتية والمدنية، مما أهَّله أن يُعيَّن مديراً لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية، وينال لقب " المعلم البارع في الدين المسيحي ". ووهبه الله نعمة إجراء الشفاء وإخراج الشياطين، فأثر في نفوس الشعب الإسكندري وأحبه. ولما دَنَتْ نياحة البابا ثاؤنا، التف حوله بعض أبنائه باكين قائلين: " هل تتركنا يتامى يا أبانا " فأشار بيده إلى القديس بطرس وقال " هذا أبوكم الذي يرعاكم بعدي " وبعد نياحة البابا ثاؤنا تمت سيامة القديس بطرس باسم البابا بطرس السابع عشر يوم أول أمشير سنة 18 للشهداء ( 302م ) فطاف جميع بلاد مصر مُثَبتّاً المؤمنين وراداً الضالين وواضعاً القوانين وفي أيامه قام أريوس المخالف وبدأ ينشر بدعته، فنصحه البابا بطرس أن يعدل عن رأيه فرفض فحرمه ومنعه من شركة الكنيسة. سمع الملك مكسيميانوس شريك دقلديانوس في الحكم، أن القديس بطرس يُعلِّم شعبه في كل مكان بالثبات على الإيمان المسيحي وعدم عبادة الأوثان، فحضر إلى مصر وبعدما فتك بالشعب، ودمَّر بلادهم وكنائسهم وقتل منهم أعداداً كبيرة، عاد إلى الإسكندرية، وقبض على البابا بطرس وأودعه في السجن آمراً بقتله. فاجتمع الشعب على باب السجن يريدون إنقاذ راعيهم، الذي أحبوه، بالقوة، فأجَّل القائد تنفيذ أمر القتل خوفاً من الشعب. ولما علم أريوس أن القديس سيمضي إلى الرب، استغاث بالكهنة لكي يطلبوا إلى البابا أن يحله، فزاد القديس في حَرْمه قائلاً " إن السيد المسيح ظهر لي في رؤيا وعليه ثوب ممزق، فسألته من شقَّ ثوبك يا سيدي، فأجاب أريوس هو الذي شق ثوبي فلا تقبله ". واستدعى القديس بطرس قائد الجند سراً، وأشار عليه أن ينقب حائط السجن من الجهة الخالية من الشعب ويأخذه للقتل، فانذهل القائد من شهامة القديس، وفعل كما أمره، وأخرجه من السجن سراً وأتى به إلى مكان بقرب رفات مار مرقس الرسول، وهناك جثا القديس على ركبتيه، وصلى إلى الله قائلاً " ليكن بدمي انتهاء عبادة الأوثان وختام سفك دماء المسيحيين، فأتاه صوت من السماء قائلاً " آمين ". ولما أتم صلاته، تقدَّم السيَّاف وقطع رأسه المقدس. ونال إكليل الشهادة. ولما علم المؤمنون باستشهاد بطريركهم. أتوا وأخذوا الجسد الطاهر وألبسوه ثياب الكهنوت، وأجلسوه على كرسي مار مرقس الذي لم يجلس عليه في حياته لأنه كان يرى قوة الرب عليه. ثم صلوا عليه ودفنوه بإكرام جزيل. بركة صلواته فلتكن معنا آمين.



استشهاد القديس إكليمنضس الأول بابا روما.

3 – وفيه أيضاً من سنة 100م استشهد البابا إكليمنضس أسقف روما. وُلِدَ هذا القديس بمدينة روما في النصف الأول من القرن الأول الميلادي. وكان أبوه من أعضاء مجلس الأعيان. أدّبه بالآداب اليونانية ونال قسطاً وافراً من العلوم الأدبية. تتلمذ على يد القديس بولس الرسول ونال المعمودية. واتخذه القديس بولس معاوناً له في الخدمة، وقد ذكره في رسالته إلى أهل فيلبى ( في 4: 3)، وكان سبب بركة لكثيرين. وأقيم أسقفاً على كرسي روما نحو عام 93م في عهد الإمبراطور دومتيان، ورد كثيرين من أهلها لمعرفة الإيمان بالسيد المسيح. ولما مَلك الإمبراطور تراجان وسمع أن أحد أشراف مدينة روما، صار أسقفاً عليها وجذب كثيرين إلى الإيمان المسيحي، نفاه إلى شبه جزيرة القرم، وكلّفه بقطع الأحجار. وفي المنفي التقى بالآلاف من المسيحيين المنفيين معه. فكان أباً حنوناً لهم. وحوَّل المنفي إلى مركز للعبادة والكرازة ودخل كثير من الوثنيين إلى الإيمان المسيحي.. سمع والي المدينة بذلك فربط عنقه بمرساة وألقاه في البحر، حتى لا يبقى للمؤمنين شيء من أثاره يتعزون به. ونال إكليل الشهادة. بركة صلواته فلتكن معنا آمين.


استشهاد القديسة كاترين الإسكندرانية.

4 – وفيه أيضاً من سنة 23 للشهداء ( 307م ) استشهدت القديسة كاترين الإسكندرانية. وُلِدَت هذه القديسة من أبوين مصريين وثنيين بمدينة الإسكندرية في أواخر القرن الثالث الميلادي، دعوها باسم " ذوروثيا ". وهبها الله عقلاً راجحاً وجمالاً فائقاً، فدرست علوم الفلسفة والشِّعر والموسيقى والطبيعة والرياضة والفلك والطب. أدركت من خلال دراستها بُطلان العبادة الوثنية وفسادها. فحرَّكت النعمة الإلهية قلبَها للبحث عن الحقيقة. وشاهدت في رؤيا العذراء مريم تحمل الطفل يسوع، فأسرعت إلى أحد الكهنة المسيحيين وقصَّت عليه الرؤيا وطلبت الإرشاد. وهنا بادرها الكاهن بقوله " ثقي يا ابنتي أن الرب يسوع يريدك أن تكوني ابنة له ". وصادف هذا الكلام ما يجول في داخلها، فعكفت على دراسة الكتاب المقدس يساعدها في ذلك الكاهن، فاستنارت بصيرتها، وألحت عليه في طلب المعمودية وعمَّدها باسم " كاترينا " أي الأكاليل الكثيرة. وبعد أن نالت بركة المعمودية اشتاقت أن تجاهد في تثبيت المؤمنين بالرب يسوع المسيح. ولما سمع الإمبراطور مكسيميانوس قصتها غضب وأرسل الجنود ليأتوا بها إلى المعبد الوثني حيث كان الإمبراطور. وهناك وبَّختَه على ضلاله وجهله. فاندهش الإمبراطور لشجاعتها وانبهر لجمالها المفرط فاستدعاها إلى قصره وأحضر لها خمسين عالماً وثنياً. واستطاعت بنعمة الرب أن تقنعهم بصحة الإيمان المسيحي، فقبلوا الإيمان بالسيد المسيح كمخلِّص لهم. فأمر الملك بإحراقهم ونالوا أكاليل الشهادة. لكنه استبقى كاترينا لانشغاله بجمالها وتعلُّق قلبه بها، لعلها تتراجع وتصير زوجة له. إلا أنها رفضت عروضه متمسكة بإيمانها. أمر الإمبراطور جنوده أن يعذبوها بأشنع العذابات ثم وضعوها في السجن. وطلب من زوجته محاولة إقناعها. ولما ذهبت إلى السجن كان معها القائد " بروفيريوس " فأوضحت لهما صحة الإيمان المسيحي فآمنا ونالا سر المعمودية المقدسة. وحينما عاد الإمبراطور أمر بقطع رأس زوجته والقائد، وبتعذيب كاترينا. فعذبَها بأنواع كثيرة من العذاب الشديد. وفي كل هذا كان الرب يعزيها ويعطيها سلاماً. ثم قطعوا رأسها وهي في التاسعة عشر من عمرها. ونالت إكليل الشهادة. ودُفنت بالإسكندرية. ثم نقل الرهبان رفاتها إلى جبل سيناء وهو موجود حالياً في الدير المُسمَّى باسمها بصحراء سيناء. بركة صلواتها فلتكن معنا، ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.