سفر يهوديت

من كوبتيكبيديا
مراجعة ٢٠:٣٦، ٢٨ نوفمبر ٢٠٢١ بواسطة Tereaz (نقاش | مساهمات)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الإصحاح 1

1 كان ارفكشاد ملك الماديين قد اخضع امما كثيرة لسلطانه وبنى مدينة منيعة جدا سماها احمتا

2 بناها من حجارة مربعة منحوتة وابتنى اسوارها على ارتفاع سبعين ذراعا في عرض ثلاثين ذراعا وشيد بروجها على ارتفاع مئة ذراع

3 مساحة كل جانب من مربعها عشرون قدما وجعل ابوابها في علو الابراج

4 وكان يفتخر بقدرته وسطوة جيشه وعزة مراكبه

5 وان نبوكد نصر ملك اشور الذي كان مالكا على نينوى المدينة العظيمة في السنة الثانية عشرة من ملكه حارب ارفشكاد فظفر به

6 في الصحراء العظيمة التي يقال لها رعاوى عند الفرات ودجلة ويادسون في صحراء اريوك ملك عليم

7 فعظم اذ ذاك ملك نبوكد نصر وسمت نفسه فراسل جميع سكان قيليقية ودمشق ولبنان

8 والامم التي في الكرمل وقيدار وسكان الجليل في صحراء يزرعيل الواسعة

9 وجميع من في السامرة وعبر الاردن الى اورشليم وفي جميع ارض يسى الى حدود الحبشة

10 الى جميع اولئك بعث نبوكد نصر ملك اشور رسلا

11 فابى جميعهم اتفاقا وردوا الرسل خائبين وطردوهم بلا كرامة

12 فاستشاط حينئذ نبوكد نصر الملك غضبا على تلك الارض باسرها وحلف بعرشه وملكه لينتقمن من جميع تلك البلاد

الإصحاح 2

1 وفي السنة الثالثة عشرة لنبوكد نصر وفي اليوم الثاني والعشرين من الشهر الاول تمت الكلمة في بيت نبوكد نصر ملك اشور بالانتقام

2 فدعا جميع الشيوخ وكل قواده ورجال حربه وواضعهم مشورة سرية

3 وقال لهم ان في نفسه ان يخضع كل الارض لملكه

4 واذ حسن ذلك لدى الجميع استدعى نبوكد نصر الملك اليفانا قائد جيشه

5 وقال له اخرج على جميع ممالك الغرب وخصوصا الذين استهانوا باوامري

6 ولا تشفق عينك على مملكة ما واخضع لي جميع المدن المحصنة

7 فدعا اليفانا القواد وعظماء جيش اشور واحصى عدد رجال الحرب كما امره الملك مئة وعشرين الف راجل مقاتلين واثني عشر الف فارس ارباب قسي

8 وسير امام جيوشه عددا لا يحصى من الجمال بما يكفي الجيش بكثرة ومن اصورة البقر وقطعان الغنم ما لا يحصى

9 وامر ان تجمع الحنطة من كل سورية عند عبوره

10 واخذ من بيت الملك من الذهب والفضة شيئا كثيرا جدا

11 ثم ارتحل بجميع جيشه ومراكبه وفرسانه وارباب القسي وكانوا يغطون وجه الارض كالجراد

12 فلما جاوز تخوم اشور انتهى الى جبال انجة العظيمة التي الى يسار قيليقية وزحف على جميع قلاعهم وتسلم كل الحصون

13 وفتح مدينة ملوطة المشهورة ونهب جميع بني ترشيش وبني اسماعيل الذين حيال البرية وجهة جنوب ارض كلون

14 ثم عبر الفرات واتى الى ما بين النهرين وقهر جميع ما هناك من المدن المشيدة من وادي ممرا الى حد البحر

15 واستولى على حدودها من قيليقية الى تخوم يافث التي الى الجنوب

16 واسر جميع بني مدين وغنم كل ثروتهم وكل من قاومهم قتله بحد السيف

17 وبعد ذلك انحدر الى صحاري دمشق في ايام الحصاد واحرق جميع حقولهم وقطع كل اشجارهم وكرومهم

18 فوقع رعبه على جميع سكان الارض

الإصحاح 3

1 حينئذ انفذ اليه جميع ملوك ورؤساء المدن والاقاليم رسلهم من سورية التي بين النهرين وسورية صوبال ولوبية وقيليقية فاتوا اليفانا وقالوا له

2 ليكف غضبك عنا فخير ان نحيا عبيدا لنبوكد نصر الملك العظيم وندين لك من ان نموت ونخرب ونتحمل خسف العبودية

3 وهذه مدائننا باسرها وجميع ما نملكه وجبالنا وهضابنا وحقولنا ومواشينا من اصورة البقر وقطعان الغنم والمعز والخيل والابل وجميع مقتنانا وعيالنا بين يديك

4 جميع ما هو لنا تحت امرك

5 ونحن وبنونا عبيد لك

6 فكن في قدومك علينا مولى سلام واستخدمنا بما يحسن عندك

7 حينئذ انحدر من الجبال مع الفرسان بقوة عظيمة واستولى على جميع المدن وكل سكان الارض

8 واخذ من جميع المدن انصارا له من ذوي الباس ومختارين للحرب

9 فحل على جميع تلك البلدان خوف عظيم حتى خرج للقائه سكان جميع المدن الرؤساء والاشراف مع شعوبهم

10 واستقبلوه بالاكاليل والمصابيح راقصين بالطبول والنايات

11 ولا بصنعهم هذا امكنهم ان يلينوا قساوة قلبه

12 فانه دمر مدنهم وقطع غاباتهم

13 لان نبوكد نصر الملك كان قد امره ان يبيد جميع الهة الارض حتى يدعى هو وحده الها بين جميع تلك الامم التي تدين له بسطوة اليفانا

14 ثم عبر سورية صوبال وبامية كلها وجميع ما بين النهرين واتى الادوميين في ارض جبع

15 واخذ مدائنهم واقام هناك ثلاثين يوما امر فيها ان تجمع كل قوة جيشه

الإصحاح 4

1 وسمع بنو اسرائيل المقيمون بارض يهوذا فخافوا جدا من وجهه

2 واخذ الارتعاد بفرائصهم مخافة ان يفعل باورشليم وبهيكل الرب كما فعل بسائر المدن وهياكلها

3 فارسلوا الى جميع السامرة في كل وجه الى حد اريحا وضبطوا رؤوس الجبال كلها

4 وسوروا قراهم وجمعوا الحنطة استعدادا للقتال

5 وكتب الياقيم الكاهن الى جميع الساكنين قبالة يزرعيل التي حيال الصحراء الكبيرة الى جانب دوتان والى جميع الذين يمكن ان يجاز في اراضيهم

6 ان يضبطوا مراقي الجبال التي يمكن ان تسلك الى اورشليم ويحفظوا المضايق التي يمكن ان يجاز منها بين الجبال

7 ففعل بنو اسرائيل كما رسم كاهن الرب الياقيم

8 وصرخ كل الشعب الى الرب بابتهال عظيم وذللوا نفوسهم بالصوم والصلاة هم ونساؤهم

9 ولبس الكهنة المسوح وطرحوا الاطفال امام هيكل الرب وغطوا مذبح الرب بمسح

10 وصرخوا جملة الى الرب اله اسرائيل ان لا يجعل اطفالهم غنيمة ونساءهم مقتسما للاعداء ومدنهم خرابا واقداسهم نجاسة واياهم عارا بين الامم

11 وجال الياقيم كاهن الرب العظيم في جميع اسرائيل وكلمهم قائلا

12 اعلموا ان الرب يستجيب لصلواتكم ان واظبتم على الصوم والصلوات امام الرب

13 اذكروا موسى عبد الرب كيف قهر العمالقة الذين كانوا متكلين على باسهم وقدرتهم وجيشهم وتروسهم ومراكبهم وفرسانهم فقهرهم مقاتلا لا بالسيف بل بالصلوات الطاهرة

14 هكذا يكون جميع اعداء اسرائيل اذا واظبتم على العمل الذي بداتم به

15 واذ خاطبهم بهذا الكلام تضرعوا الى الرب وكانوا لا يبرحون من امام الرب

16 وكان الذين يقدمون المحرقات الى الرب لابسين المسوح يقربون ذبائح للرب والرماد على رؤوسهم

17 وكانوا بجملتهم يصلون الى الله من كل قلوبهم ان يفتقد شعب اسرائيل


الإصحاح 5

1 واخبر اليفانا رئيس جيش الاشوريين ان بني اسرائيل قد تاهبوا للمدافعة وانهم قد سدوا طرق الجبال

2 فاستشاط اليفانا غضبا في شدة حنقه ودعا جميع رؤساء مواب وقواد عمون

3 وقال لهم قولوا لي من اولئك الشعب الذين ضبطوا الجبال وما مدنهم وكيف هي وما قوتها وما قدرتهم وكثرتهم ومن قائد جيشهم

4 وكيف استخفوا بنا دون جميع سكان المشرق ولم يخرجوا لاستقبالنا ليتلقونا بالسلم

5 فاجابه احيور قائد جميع بني عمون قائلا ان تنازلت فسمعت لي يا سيدي اقول الحق بين يديك في امر اولئك الشعب المقيمين بالجبال ولا تخرج لفظة كاذبة من فمي

6 ان اولئك الشعب هم من نسل الكلدانيين

7 وكان اول مقامهم فيما بين النهرين لانهم ابوا اتباع الهة ابائهم المقيمين بارض الكلدانيين

8 فتركوا سنن ابائهم التي كانت لالهة كثيرة

9 وسجدوا لاله السماء الواحد وهو امرهم ان يخرجوا من هناك ويسكنوا في حاران فلما عم الجوع الارض كلها هبطوا الى مصر وتكاثروا هناك مدة اربع مئة سنة حتى كان جيشهم لا يحصى

10 واذ كان ملك مصر يعنتهم بالاثقال ويستعبدهم في بناء مدنه بالطين واللبن صرخوا الى ربهم فضرب جميع ارض مصر ضربات مختلفة

11 وبعد ان طردهم المصريون من ارضهم وكفت الضربة عنهم ارادوا امساكهم ليردوهم الى عبوديتهم

12 وفيما هم هاربون فلق لهم اله السماء البحر وجمدت المياه من الجانبين فعبروا على حضيض البحر على اليبس

13 وتعقبهم هناك جيش المصريين بلا عدد فغمرتهم المياه حتى لم يبق منهم احد يخبر اعقابهم

14 فخرجوا من البحر الاحمر ونزلوا برية جبل سيناء حيث لم يكن يقدر ان يسكن انسان ولا يستريح ابن بشر

15 وهناك حولت لهم ينابيع المياه المرة عذبة ليشربوا ورزقوا طعاما من السماء مدة اربعين سنة

16 وحيثما دخلوا بلا قوس ولا سهم ولا ترس ولا سيف قاتل الههم عنهم وظفر

17 ولم يكن من يستهين بهؤلاء الشعب الا اذا تركوا عبادة الرب الههم

18 فكانوا كلما عبدوا غير الههم اسلموا للغنيمة والسيف والعار

19 وكلما تابوا عن تركهم عبادة الههم اتاهم اله السماء قوة للمدافعة

20 فكسروا امامهم ملوك الكنعانيين واليبوسيين والفرزيين والحثيين والحويين والاموريين وجميع الجبابرة الذين في حشبون واستحوذوا على اراضيهم ومدائنهم

21 وكانوا ما داموا لا يخطاون امام الههم يصيبهم خير لان الههم يبغض الاثم

22 فلما ان حادوا قبل هذه السنين عن الطريق التي امرهم الله ان يسلكوها انكسروا في الحروب امام شعوب كثيرة وجلي كثيرون منهم الى ارض غير ارضهم

23 غير انهم من عهد قريب قد تابوا الى الرب الههم واجتمعوا من شتاتهم حيث تبددوا وصعدوا الى هذه الجبال كلها وعادوا فتملكوا في اورشليم حيث اقداسهم

24 والان يا سيدي انظر فان كان لاولئك الشعب اثم امام الههم فلنصعد اليهم لان الههم يسلمهم اليك ويستعبدون تحت نير سلطانك

25 وان لم يكن لاولئك الشعب اثم امام الههم فلا طاقة لنا بهم لان الههم يدافع عنهم فنكون عارا على جميع وجه الارض

26 فلما فرغ احيور من هذا الكلام غضب جميع عظماء اليفانا وهموا بقتله قائلين بعضهم لبعض

27 من يقول ان لبني اسرائيل طاقة بمقاومة الملك نبوكد نصر وجيوشه وهم قوم لا سلاح لهم ولا قوة ولا لهم خبرة في امر الحرب

28 فلكي يعلم احيور انه انما يخادعنا نصعد الان الى الجبال واذا اخذ جبابرتهم فحينئذ نجعله موردا للسيف ايضا معهم

29 حتى تعلم كل امة ان نبوكد نصر هو اله الارض ولا اله غيره

الإصحاح 6

1 فلما فرغوا من كلامهم اشتد غضب اليفانا جدا وقال لاحيور

2 بما انك تنبات لنا قائلا ان شعب اسرائيل يدافع عنه الهه فلكي اريك ان لا اله الا نبوكد نصر

3 فانا اذا ضربناهم كلهم كرجل واحد فحينئذ انت ايضا تهلك بسيف الاشوريين وجميع اسرائيل يهلكون معك

4 فتعلم عن خبرة ان نبوكد نصر هو رب الارض كلها وحينئذ سيف جيشي يخترق جنبيك فتسقط طعينا بين جرحى اسرائيل ولا يبقى فيك نسمة الا ريثما تستاصل معهم

5 وان كنت تخال ان نبوتك صادقة فلا يسقط وجهك وليفارقك الاصفرار الذي علا وجهك ان كنت تظن ان كلامي هذا لا يمكن ان يتم

6 ولكي تعلم انك تختبر هذا معهم فها انك من هذه الساعة تنضم الى شعبهم واذا نالهم من سيفي عقوبة ما استحقوه فانك تكون معهم تحت طائلة الانتقام

7 ثم امر اليفانا عبيده ان يقبضوا على احيور وياخذوه الى بيت فلوى ويسلموه الى ايدي بني اسرائيل

8 فاخذه عبيد اليفانا وساروا في الصحراء ولما دنوا من الجبال خرج عليهم الرماة بالمقاليع

9 فانحازوا الى جانب الجبل وربطوا احيور الى شجرة بيديه ورجليه وبعد ان ربطوه هكذا بالحبال تركوه ورجعوا الى سيدهم

10 فنزل بنو اسرائيل من بيت فلوى واتوه فحلوه واخذوه الى بيت فلوى واقاموه في وسط الشعب وسالوه لم تركه الاشوريون مربوطا

11 وكان في تلك عزيا بن ميخا من سبط شمعون وكرمي الذي هو عتنيئيل اميرين هناك

12 فتكلم احيور بين ايدي الشيوخ وبحضرة الجميع بكل ما ذكره عن سؤال اليفانا وكيف هم قوم اليفانا ان يقتلوه بسبب هذا الكلام

13 وكيف امرهم اليفانا وهو مغضب ان يدفعوه الى ايدي الاسرائيليين وفي قصده انه انه متى ظفر ببني اسرائيل يامر بقتل احيور بضروب مختلفة من العذاب لاجل انه قال ان اله السماء هو المدافع عنهم

14 فلما قص عليهم احيور جميع ذلك خر الشعب كلهم على وجوههم ساجدين للرب ورفعوا صلواتهم الى الرب بالبكاء والعويل عامة بقلب واحد

15 قائلين ايها الرب اله السماء والارض انظر الى عتوهم والتفت الى تذللنا ولا تغفل وجوه قديسيك واعلن انك لم تترك المتوكلين عليك وانك تذل المتوكلين على انفسهم والمفتخرين بقوتهم

16 وبعد هذا البكاء وانقضاء صلاة الشعب ذلك اليوم كله عزوا احيور

17 قائلين اله ابائنا الذي انذرت بقوته يمن عليك بهذه المنية ان تنظر انت هلاكهم

18 واذا اتى الرب الهنا عبيده هذا الخلاص فليكن هو الها لك فيما بيننا ان احببت ان تكون معنا باهلك كلهم

19 ولما انتهت المشورة اخذوا عزيا الى بيته وصنع له عشاء عظيما

20 ودعا الشيوخ كلهم فاكلوا بعد انقضاء الصوم

21 ثم دعوا كل الشعب وباتوا في موضع الاجتماع يصلون ويستغيثون باله اسرائيل ذلك الليل كله

الإصحاح 7

1 وفي اليوم الثاني امر اليفانا جميع عسكره ان يزحفوا على بيت فلوى

2 وكان رجالة الحرب مئة وعشرين الفا والفرسان اثنين وعشرين الفا ما خلا الرجال المجلوين وجميع الفتيان الذين استصحبهم من الاقاليم والمدن

3 فتاهب جميعهم لمقاتلة بني اسرائيل وجاءوا من جانب الجبل الى القمة التي تنظر الى دوتان من الموضع الذي يقال له بلما الى قليمون التي قبالة يزرعيل

4 فلما راى بنو اسرائيل كثرتهم خروا على الارض وحثوا الرماد على رؤوسهم وصلوا بقلب واحد الى اله اسرائيل ليظهر رحمته على شعبه

5 ثم اخذ كل رجل سلاحه واقاموا في الاماكن المفضية الى المضيق بين الجبال ولم يزالوا حارسين كل النهار والليل

6 ولما كان اليفانا يطوف في الارض وجد العين التي كانت تجري الى داخل المدينة من ناحية الجنوب لها قناة خارج المدينة فامر ان يقطعوا القناة

7 وكانت عيون اخر على قرب من السور كانوا يخرجون فيستقون منها خفية لكي يكسروا حدة عطشهم وان كانوا لا يرتوون

8 فتقدم بنو عمون ومواب الى اليفانا وقالوا له ان بني اسرائيل لا يتكلون على الرمح والسهم ولكن الجبال تزرهم والتلال التي بين الهوى تحصنهم

9 فالان حتى تظفر بهم بلا قتال اقم ارصادا على الينابيع لئلا يستقوا منها ماء فتقتلهم بغير سيف او يلجئهم ما يصيرون اليه من الضنك ان يسلموا مدينتهم التي يعدونها منيعة من اجل انها على الجبال

10 فاعجب اليفانا وسائر عبيده بهذا الكلام فجعل ارصادا على العيون من اصحاب المئة على كل عين من جميع الجهات

11 فاقاموا على هذه المحافظة عشرين يوما حتى جفت مياه ابار بيت فلوى وحياضها باسرها حتى لم يكن في داخل المدينة ما يرويهم يوما واحدا لان الماء كان يعطى للشعب كل يوم بمقدار

12 حينئذ اجتمع على عزيا جميع الرجال والنساء والشبان والاطفال وكلهم بصوت واحد

13 وقالوا يحكم الله بيننا وبينك فانك قد جنيت علينا شرورا اذ ابيت ان تخاطب الاشوريين بالمسالمة ولذلك باعنا الله الى ايديهم

14 والان فانه ليس لنا من نصير ولكنا نصرع امام عيونهم من قبل العطش والدمار العظيم

15 فالان ادعوا جميع من في المدينة ولنستسلم باجمعنا الى اصحاب اليفانا من تلقاء انفسنا

16 فخير لنا ان نبارك الرب ونحن احياء في الجلاء من ان نموت ونكون عارا عند جميع البشر بعد ان نكون عاينا نساءنا واطفالنا يموتون امامنا

17 ونستحلفكم اليوم بالسماء والارض وباله ابائنا الذي ينتقم منا بحسب خطايانا ان تسلموا المدينة الى ايدي جيش اليفانا فيقضى اجلنا سريعا بحد السيف ولا يتمادى في اوار العطش

18 فلما قالوا هذا حدث بكاء وعويل عظيم في الجماعة كلها وصرخوا الى الله بصوت واحد ساعات كثيرة قائلين

19 قد خطئنا نحن واباؤنا وصنعنا الظلم والاثم

20 ارحمنا لانك رحيم او فانتقم عن اثامنا بان تعاقبنا انت ولا تسلم المعترفين بك الى شعب لا يعرفك

21 لئلا يقال في الامم اين الههم

22 ثم انهم كلوا من الصراخ وخاروا من البكاء فسكتوا

23 فقام عزيا ودموعه سائلة وقال لهم كونوا طيبي القلوب يا اخوتي ولننتظر رحمة من لدن الرب هذه الخمسة الايام

24 فلعله يكف غضبه ويقيم مجدا لاسمه

25 فاذا انقضت خمسة ايام ولم تاتنا معونة فعلنا ما تقولون

الإصحاح 8

1 ولما سمعت هذا الكلام يهوديت الارملة وهي بنت مراري بن ايدوس ابن يوسف بن عزيا بن الاي ابن يمنور بن جدعون بن رفائيم بن احيطوب بن ملكيا ابن عانان بن نتنيا بن شالتيئيل بن شمعون بن راوبين

2 وكان بعلها منسى وقد مات في ايام حصاد الشعير

3 لانه كان يحث رابطي الحزم في الحقل فصخد الحر راسه فمات في بيت فلوى مدينته وقبر هناك مع ابائه

4 وكانت يهوديت قد بقيت ارملة منذ ثلاث سنين وستة اشهر

5 وكانت قد هيات لها في اعلى بيتها غرفة سرية وكانت تقيم فيها مع جواريها وتغلقها

6 وكان على حقويها مسح وكانت تصوم جميع ايام حياتها ما خلا السبوت ورؤوس الشهور واعياد ال اسرائيل

7 وكانت جميلة المنظر جدا وقد ترك لها بعلها ثروة واسعة وحشما كثيرين واملاكا مملوءة باصورة البقر وقطعان الغنم

8 وكانت لها شهرة بين جميع الناس من اجل انها كانت تتقي الرب جدا ولم يكن احد يقول عليها كلمة سوء

9 فهذه لما سمعت ان عزيا وعد بان يسلم المدينة بعد خمسة ايام انفذت الى الشيخين كبري وكرمي

10 فوافياها فقالت لهما ما هذا الامر الذي وافق عليه عزيا ان يسلم المدينة الى الاشوريين اذا لم تاتنا معونة الى خمسة ايام

11 من انتم حتى تجربوا الرب

12 ليس هذا بكلام يستعطف الرحمة ولكنه بالاحرى يهيج الغضب ويضرم السخط

13 فانكم قد ضربتم اجلا لرحمة الرب وعينتم له يوما كما شئتم

14 ولكن بما ان الرب طويل الاناة فلنندم على هذا ونلتمس غفرانه بالدموع المسكوبة

15 انه ليس وعيد الله كوعيد الانسان ولا هو يستشيط حنقا كابن البشر

16 لذلك فلنذلل له انفسنا ونعبده بروح متواضع

17 ولنسال الرب باكين ان يؤتينا رحمته بحسب مشيئته لنفتخر بتواضعنا مثلما اضطربت قلوبنا بتكبرهم

18 فانا لم نجر على خطايا ابائنا الذين تركوا الههم وعبدوا الهة غريبة

19 فاسلموا من اجل ذلك الاثم الى السيف والنهب والخزي بين اعدائهم لكنا نحن لا نعرف الها غيره

20 فنترجى بالتواضع تعزيته وهو ينتقم لدمنا عن اعنات اعدائنا لنا ويذل جميع الامم الواثبين علينا ويخزيهم الرب الهنا

21 والان يا اخوتي بما انكم انتم شيوخ في شعب الله وبكم نفوسهم منوطة فانهضوا قلوبهم بكلامكم حتى يذكروا ان اباءنا انما ورد عليهم البلاء ليمتحنوا هل يعبدون الههم بالحق

22 فينبغي لهم ان يذكروا كيف امتحن ابونا ابراهيم وبعد ان جرب بشدائد كثيرة صار خليلا لله

23 وهكذا اسحق وهكذا يعقوب وهكذا موسى وجميع الذين رضي الله منهم جازوا في شدائد كثيرة وبقوا على امانتهم

24 فاما الذين لم يقبلوا البلايا بخشية الرب بل ابدوا جزعهم وعاد تذمرهم على الرب

25 فاستاصلهم المستاصل وهلكوا بالحيات

26 واما نحن الان فلا نجزع لما نقاسيه

27 بل لنحسب ان هذه العقوبات هي دون خطايانا ونعتقد ان ضربات الرب التي نؤدب بها كالعبيد انما هي للاصلاح لا للاهلاك

28 فقال لها عزيا والشيوخ جميع مقالك حق ولا عيب في كلماتك

29 فالان صلي عنا لانك امراة قديسة متقية لله

30 فقالت لهم يهوديت كما انكم عرفتم ان ما تكلمت به هو من قبل الله

31 فاعلموا عن خبرة ان ما عزمت عليه هو من قبل الله وصلوا حتى يؤيد الله مشورتي

32 ففي هذه الليلة تقفون انتم على الباب وانا اخرج مع وصيفتي وصلوا ان ينظر الرب الى شعبه اسرائيل خمسة ايام كما قلتم

33 وانا لا احب ان تفحصوا عن قصدي ومن الان حتى اعلمكم به لا تصنعوا شيئا غير الصلاة عني الى الرب الهنا

34 فقال لها عزيا امير يهوذا اذهبي بسلام وليكن الرب معك في الانتقام من اعدائنا وانصرفوا راجعين

الإصحاح 9

1 وبينما هم ذاهبون دخلت يهوديت معبدها ولبست مسحا والقت رمادا على راسها وخرت امام الرب وصرخت الى الرب قائلة

2 ايها الرب اله ابي شمعون الذي اعطاه سيفا لينتقم من الغرباء الذين بنجاستهم فضحوا وكشفوا عذراء للخزي

3 فجعلت نساءهم غنيمة وبناتهم سبيا وكل سلبهم مقتسما بين عبيدك الذين غاروا غيرتك اتوسل اليك ايها الرب الهي ان تعينني انا الارملة

4 فان لك الافعال الاولى وانت قدرت بعضها في عقب بعض وما اردته كان

5 فان طرائقك جميعها مهياة وقد اقمت احكامك بعنايتك

6 فانظر الان الى معسكر الاشوريين كما تنازلت فنظرت الى معسكر المصريين حين كانوا يسعون في اثر عبيدك بسلاحهم متوكلين على مراكبهم وفرسانهم وعلى كثرة رجال حربهم

7 حينئذ نظرت الى معسكرهم فزعجتهم الظلمة

8 التزقت اقدامهم بالعمق وغطتهم المياه

9 يا رب فليكن مثلهم هؤلاء المتوكلون على كثرة عددهم ومراكبهم وحرابهم وتروسهم وسهامهم المفتخرون برماحهم

10 وهم لا يعلمون انك انت الهنا الذي يمحق الحروب منذ البدء وان اسمك الرب

11 فارفع ذراعك كما فعلت من البدء واحطم قوتهم بقوتك ولتسقط بغضبك قوة الذين يطمعون انفسهم في ابتذال اقداسك وتنجيس مسكن اسمك وهدم قرن مذبحك بسيفهم

12 اجعل يا رب كبرياءه تقطع بنفس سيفه

13 ليصد بفخ نظره الي واضربه بعذوبة الكلام الخارج من شفتي

14 وهبني ثباتا في قلبي حتى ازدريه وقوة حتى اهلكه

15 فيكون هذا ذكرا لاسمك اذا اهلكته يد امراة

16 لانها ليست قوتك بالكثرة يا رب ولا مرضاتك بقدرة الخيل ومنذ البدء لا ترضى من المتكبرين بل يسرك دائما تضرع المتواضعين الودعاء

17 يا اله السماوات خالق المياه ورب كل خليقة استجبني انا المسكينة المتضرعة والمتوكلة على رحمتك

18 واذكر يا رب ميثاقك واجعل الكلام في في وثبت مشورة قلبي ليثبت بيتك في قدسك

19 فيعرف جميع الامم انك انت الاله وليس اخر سواك

الإصحاح 10

1 وكان لما فرغت من صراخها الى الرب انها قامت من المكان الذي كانت فيه منطرحة امام الرب

2 ودعت وصيفتها ونزلت الى بيتها والقت عنها المسح ونزعت عنها ثياب ارمالها

3 واستحمت وادهنت باطياب نفيسة وفرقت شعرها وجعلت تاجا على راسها ولبست ثياب فرحها واحتذت بحذاء ولبست الدمالج والسواسن والقرطة والخواتم وتزينت بكل زينتها

4 وزادها الرب ايضا بهاء من اجل ان تزينها هذا لم يكن عن شهوة بل عن فضيلة ولذلك زاد الرب في جمالها حتى ظهرت في عيون الجميع ببهاء لا يمثل

5 وحملت وصيفتها زق خمر واناء زيت ودقيقا وتينا يابسا وخبزا وجبنا وانطلقت

6 فلما بلغتا باب المدينة وجدتا عزيا وشيوخ المدينة منتظرين

7 فلما راوها اندهشوا وتعجبوا جدا من جمالها

8 غير انهم لم يسالوها عن شيء بل تركوها تجوز قائلين اله ابائنا يمنحك نعمة ويؤيد كل مشورة قلبك بقوته حتى تفتخر بك اورشليم ويكون اسمك محصى في عداد القديسين والابرار

9 فقال كل من هناك بصوت واحد امين امين

10 فخرجت يهوديت من الباب هي وامتها وكانت تصلي الى الرب

11 وكان انها لما نزلت من الجبل عند تبلج النهار لقيتها طلائع الاشوريين فامسكوها قائلين من اين جئت والى اين تذهبين

12 فاجابت اني بنت للعبرانيين وقد هربت من بينهم لاني ايقنت انهم سيكونون غنيمة لكم لانهم استخفوا بكم وابوا ان يستسلموا لكم طوعا حتى يظفروا منكم برحمة

13 فلاجل هذا فكرت في نفسي وقلت انطلق الى امام الامير اليفانا لاخبره باسرارهم واعلمه من اي مدخل يستطيع ان يظفر بهم ولا يقتل رجلا من جيشه

14 فلما سمع اولئك الرجال كلامها وهم ينظرون الى وجهها اندهشت ابصارهم لشدة تعجبهم من حسنها

15 فقالوا لها قد وقيت نفسك باتخاذك هذه المشورة ان تنزلي الى سيدنا

16 فاعلمي انك اذا وقفت بحضرته يحسن اليك وتقعين من قلبه احسن موقع ثم اخذوها الى خيمة اليفانا واخبروه بها

17 فلما دخلت عليه اصطيد اليفانا لساعته بعينيها

18 فقال له اشراطه من يزدري بشعب العبرانيين ولهم نسوة مثل هذه جميلات السن اهلا لان نقاتلهم لاجلهن

19 واذ رات يهوديت اليفانا جالسا في الخيمة المنسوجة من ارجوان وذهب وزمرد وجواهر

20 ونظرت الى وجهه خرت له ساجدة على الارض فانهضها عبيد اليفانا بامر سيدهم

الإصحاح 11

الإصحاح 12

الإصحاح 13

الإصحاح 14

الإصحاح 15

الإصحاح 16